لم تروِ المناهج المقررة عطشه وعشقه للموسيقا، أو تحقق طموحه، فسافر خارج القطر لينهل المعرفة من عدة مصادر، حتى حاز على دكتوراه في التأليف والنظريات الموسيقية الحديثة، وحصل على عدة منح وجوائز عالمية تكريماً لإبداعه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقّت بتاريخ 5 نيسان 2020 الدكتور "رامي شاهين" ليحدثنا عن طفولته وميوله قائلاً: «ولدت في عائلة ميسورة الحال، فوالدي مهندس كيميائي، ووالدتي مدرسة لغة إنكليزية، ومنذ كنت طفلاً كان يستهويني سماع أسطوانات موسيقا "شايكوفيسكي"، "بتهوفن"، "باخ"، و"موزارت"، التي كان يحضرها والدي معه أثناء سفره إلى "أوروبا"، بالإضافة لسماعي "ناظم الغزالي"، و"زياد الرحباني".

أنا باحثٌ ما بعد الدكتوراه في جامعة "أولدنبورغ" في أساليب تدريس الموسيقا، ومحاضرٌ في مجال تداخل الحضارات والموسيقا، بالإضافة لتدريس التأليف الموسيقي الحديث والإلكتروني، كما أني أعمل في مجال التأليف الكلاسيكي الحديث، ومنذ عام 2018 أنا عضو في الأكاديمية العربية الألمانية للأكاديميين الشباب في العلوم والعلوم الإنسانية

في عام 1990 وعندما بلغت الخامسة عشرة اتبعت دورة في معهد "الشبيبة" بـ"دمشق" لأتعلم العزف على الغيتار على يدي الموسيقيين "خلدون الخطيب"، و"مازن صالح"، فاكتسبت أولى الخطوات الموسيقية في طريقي الطويل».

شهادة دكتوراه في التأليف الموسيقي من جامعة أولد نبورغ

ويتابع عن دراسته ونشاطاته قائلاً: «بعد أن حصلت على الثانوية عام 1994 درست في المعهد العالي للموسيقا بـ"دمشق"، وشاركت بحفلات في الكنائس، وعزفت مع أوبرا "دايدو واينياس"، وهي أول أوبرا قُدِمّت بـ"سورية" عام 1995 ضمن فعاليات التعاون مع المركز الثقافي البريطاني، وشاركت بحفل موسيقي في المسرح الأثري بـ"تدمر"، ومسرح "بصرى"، وفي عام 1998 وخلال دراستي سافرت إلى "بريطانيا" مدة شهر ونصف الشهر، وتعلمت في معهد بمدينة "برايتون" لصقل خبراتي في العزف على الغيتار.

بعد تخرجي من المعهد العالي للموسيقا عام 1999 تدربت مع شركة أفلام كرتون "النجم" كمؤلف موسيقا إلكترونية باستخدام البرامج الموسيقية، وفي عام 2000 حصلت على منحة من الحكومة الكوبية لدراسة كيفية استخدام برامج الكمبيوتر في مجال التحكم الإلكتروني لإسقاطها فيما بعد واستخدامها في الموسيقا الإلكترونية.

جائزة الداد لأفضل بحث علمي في جامعة أولد نبورغ

وفي عام 2001 حصلت على منحة من الحكومة اليابانية "Monbukagakusho" للقيام ببحث علمي عن الموسيقا الإلكترونية بإشراف البرفسور "Hiroaki Minami"، وانتهى هذا البحث في عام 2002، وحصلت على تمديد المنحة لدراسة الماجستير في مجال التأليف الموسيقي الحديث حتى عام 2004، حيث نلّت شهادة الماجستير، وخلال هذه الفترة قمت بعدة حفلات حصلت فيها على عدة جوائز، منها الجائزة الأولى في عام 2002 من جامعة "طوكيو"، والجائزة الأولى في مسابقة "ناغانو" عن عمل "ألوان من أمواج البحر" لـ"موسيقا الحجرة" عام 2003، وبعدها عدت لـ"سورية" ودرّست في جامعة "البعث" من عام 2004 حتى عام 2007».

وعن دراسته والتكريمات التي حصل عليها تابع بالقول: «سافرت في عام 2008 إلى جامعة "طوكيو"، ونلّت شهادة خبرة في التأليف الموسيقي المعاصر، وفي عام 2011 حصلت على شهادة خبرة في الموسيقى الإلكترونية وفنون الملتميديا من المعهد العالي للموسيقا والمسرح بـ"هامبورغ"، وفي عام 2012 حصلت على منحة من مؤسسة "فريدريش إيبرت" لمواصلة دراسة الدكتوراه، وفي عام 2015 كرمت بمنحة مدينة "هامبورغ" للفنون، بالإضافة لجوائز ومنح سابقة كجائزة "الداد" عن المركز الأول لأفضل بحث علمي في جامعة "أولد نبورغ" في "ألمانيا"، وفي عام 2016 حصلت على دكتوراه بدرجة امتياز في التأليف والنظريات الموسيقية من جامعة "أولدنبورغ" بـ"ألمانيا "، وفي عام 2018 منحة دار الأوبرا "بروانشفايغ" في "ألمانيا" كمؤلف مقيم، وفي عام 2019 منحة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الألمانية لدراسة أصول الموسيقا الدينية في المشرق العربي بجامعة "الكسليك" في "لبنان"».

البروفيسور فيوليتا دينيسكو في جامعة أولد نبورغ

ويتابع الدكتور "شاهين "عن أعماله في السنوات الخمس الأخيرة قائلاً: «أنا باحثٌ ما بعد الدكتوراه في جامعة "أولدنبورغ" في أساليب تدريس الموسيقا، ومحاضرٌ في مجال تداخل الحضارات والموسيقا، بالإضافة لتدريس التأليف الموسيقي الحديث والإلكتروني، كما أني أعمل في مجال التأليف الكلاسيكي الحديث، ومنذ عام 2018 أنا عضو في الأكاديمية العربية الألمانية للأكاديميين الشباب في العلوم والعلوم الإنسانية».

عازف الغيتار "تمام خدوج" قال عنه: «هو صديق الطفولة والمعهد العالي للموسيقا، وله الفضل الأول فيما وصلت له في الاحتراف الفني، يتمتع بالهدوء والروح الجميلة، أكاديمي مثقف، اختص بالتأليف الموسيقي الحديث، وعزفت له العديد من الأوركسترا الغربية، وحصل على إعجاب الوسط الفني الغربي، ونال شهادات تقدير ومنحاً عديدة لتميزه، وعلى الرغم من أنه ينتمي لعائلة ميسورة الحال لكنه عصامي ومتواضع جداً، ومثال للسوري المبدع العاشق لانتمائه حتى النخاع».

البروفسور "فيوليتا دينيسكو" من جامعة "أولدنبورغ" قالت عنه: «عرفت "رامي" منذ عام 2008 عندما جاء من "اليابان" ليقدم رسالة الدكتوراه في الجامعة وتحت إشرافي، وقد حملت عنوان (نحو نظرية في التأليف الموسيقي الطيفي والجزيئي بربط الموسيقا بين حضارتين العربية والغربية)، مع تحليل أوبرا "قدموس".

كان عمله مميزاً، حيث مزج من خلاله بين الرياضيات والفيزياء وعلوم الموسيقا، ليحصل على دكتوراه في التأليف والنظريات الموسيقية في "ألمانيا" بتقدير امتياز، ويمكن أن تفتح رسالة الدكتوراه إمكانيات بحثية جديدة لربط الموسيقا التراثية بموسيقا الميكرو تون الطيفية من خلال مفاهيم جديدة في اللحن والانسجام، بالإضافة للبحث العلمي المهم. كتب "شاهين" العديد من المؤلفات الموسيقية المهمة، وتشكيلات موسيقية مختلفة كالأعمال الأوركيسترالية والحجرة والكورال، وقد تكون أوبرا "قدموس" من أكبر وأهم الأعمال التي كتبها خلال فترة الثمان سنوات حيث حوت هذه الأوبرا على خلاصة تجاربه، والأوبرا هي لأوركسترا كبيرة تتضمن آلات موسيقية عربية بالإضافة لاستعمال مقامات الموسيقا العربية بأسلوب موسيقي حديث مدتها ساعتين».

يذكر أنّ الدكتور "رامي شاهين" من مواليد "دمشق" 1975.