دراسةُ الطبّ والقيام بالأعمال الإنسانية لم يعيقا موهبته، فهو يمتلك صوتاً جميلاً واستطاع التألق والنجاح رغم اغترابه عن وطنه وعائلته.

في حوار لمدوّنةِ وطن "eSyria" مع "رافي خيطو" في 8 نيسان 2020، تحدث عن بداياته قائلاً: «عشت طفولتي في مدينة "الزبداني"، ثم انتقلت إلى العاصمة "دمشق" لأدرس الثانوية العامة، وعملت لدى "الهلال الأحمر العربي السوري" بين أعوام 2013 و 2015 كمتطوع ومتدرب، ثم كمدرب إسعافات أولية مدة سنتين في قسم كوارث "دمشق" في مركز للسفارة السويدية وأيضاً عملت في جامع "الأكرم" وفترة قصيرة في مستشفى "المجتهد".

"رافي" صديقي منذ زمن ولا تكفي بضع كلمات لوصف هكذا أشخاص، يمكنني أن أقول إنه لو كانت البشاشة لحم ودم لاختارت أن تأتلف معه، فهو صوت قمة في الإحساس والرومانسية، ويأخذ رأيي أغلب الأحيان بكلمات أو لحن يقوم بتأليفه، لأني كما يقول صريحة ولا أحب المجاملات، وأتمنى له النجاح

كان عملي في البداية إيصال المساعدات والإشراف على المهجرين في المراكز والمدارس وتنظيم نشاطات توعوية للأطفال وتوزيع لوازم مدرسية وحملات تلقيح، ثم انتقلت للعمل الإسعافي وأصبحت مدرباً وألقي محاضرات للمتطوعين خلال عام 2015».

أثناء مشاركته في إحدى الحفلات

وتابع: «سافرت "لبنان" ثم "تركيا" ومن ثم إلى "ألمانيا" عام 2017 وبدأت دراسة اللغة الألمانية حيث كانت الفترة الأولى لا تخلو من الصعوبة إلى أن تعلمت اللغة وعملت في العديد من الوظائف منها موظف بمعامل سيارات ونادل بمطعم، وأيضاً عملت حارس أمن بأحد البنوك، وحديثاً بدأت دراسة الطب في جامعة "كولن" وأعمل كممرض في مشافي ألمانية عديدة وأهمها مشافي سرطان الأطفال التي أزورها بشكل متواصل وقمت بالتخلي عن شعري احتراماً لمشاعر الأطفال، وأنا بطبعي أرى الحياة بسيطة جداً رغم كل التعقيدات فنحن من نتحكم في الظروف، ورغم سعادتي في كل عمل عملته في "ألمانيا" إلا أني كنت أتمنى أن تكون هذه اللحظات التي أعيشها في وطني "سورية"».

وعن بداياته الفنية قال: «بدأت الرغبة لدي في الشهرة في سن صغير فقد اكتشفت أن صوتي جميل عندما كنت في الحادية عشرة من عمري، في مدرسة "الأفق الجديد" فقد كنت أغني الأناشيد في فترة الاستراحات وأشارك دائماً في حفلات المدرسة، وقامت عائلتي بتحفيزي من خلال إهدائي آلة بيانو لأتعلم العزف عليه، وكنت منذ صغري متأثراً بمطربي التسعينيات وبالتحديد الفنان "فضل شاكر".

"رافي" أثناء عمله في المستشفى

ومن بعدها بدأت الغناء على مسارح مهرجانات "الزبداني" ونلت إعجاب موسيقيين مهمين منهن الأستاذ "فايز العطيبي" الذي ضمني إلى فرقته "كورال الزبداني"، وأحيينا حفلات في جميع أنحاء "سورية"».

وعن خطواته الأولى نحو الشهرة والأغاني التي قدمها أضاف: «بدأت بتحقيق حلمي بشراء أغنية وتسجيلها في فترة وجودي في "لبنان" حيث تعرفت على العديد من الشخصيات منها مدير أستوديو يدعى "أندريه عطا" الذي كان يتعاون مع سلطان الطرب "جورج وسوف"، وقد ساعدني في تسجيل أول أغنية لكن للأسف لم أستطيع نشرها بسبب حقوق الملكية الفكرية، وفي هذه الفترة أصابني الإحباط وخيبة الأمل وابتعدت عن الغناء لفترة من الزمن، إلى أن استقريت في "ألمانيا" وبتشجيع من أصدقائي ممن سمعوا صوتي عدت إلى الغناء في الأعياد وحفلات أعياد الميلاد والمطاعم، ثم كتبت أغنية مطلعها:

من إحدى جلسات التصوير

مين قلك على قلبي تفوت

يلي بسحرك عم بموت

كنك على قلبي مبعوت

قلبي طاير فرحة فيك

وقمت بتلحينها وأعمل عليها حالياً، وقمت بطرح أغنيتين الأولى بعنوان "منك مليت" في عام 2019 والأغنية الثانية بعنوان "عم جرب" كلمات "زهير فرنسيس" وألحان "ميشيل فاضل" في بداية عام 2020».

بالنسبة للحفلات والمسابقات التي شارك فيها تابع: «شاركت في برنامج "the voice" لموسمين ووصلت للمراحل الأخيرة لكن للأسف المرة الأولى انسحبت لسبب عائلي، والمرة الثانية بسبب الفيزا فلم أستطع اللحاق بالحلقات الأولى.

والمسابقة الثانية تدعى "Innovations Geist" شاركت فيها هنا في "ألمانيا" بدعوة من إحدى المنظمات التي عملت معها من قبل، وقامت اللجنة بإعطائي الجائزة الأولى لأفضل موهبة غناء وثاني موهبة بشكل عام، كانت التجربة جميلة وعفوية واكتسبت منها قاعدة جماهيرية وشعبية من الجاليات العربية الموجودة منذ سنين في "ألمانيا".

وبالنسبة للحفلات شاركت في "باريس" وفي "أمستردام" وآخر الحفلات مع المنظمات كانت لمهرجان "تبادل الثقافات"، لكن بسبب فايروس "كورونا" توقفت حالياً جميع العروض التي وقعت عليها».

"عبد الله محسن حلفاوي" طالب حقوق تحدث عن "رافي" قائلاً: «أعرف رافي منذ حوالي ثلاث سنوات فقط، لم يكن يوماً إلا بمثابة الأخ وأكثر، فهو شخصية عفوية لأبعد الحدود عزيز النفس ذو حضور لافت مهيب لا يمكن التغاضي عنه حيث بمجرد دخوله مكاناً يلفت انتباه الجميع، وهو مملوء بالحماس لديه ثقة عالية بنفسه، ورغم أنه متصلب الرأي لا يقبل النقاش أحياناً إلا أنه قلما يخطئ، أجمل ما فيه قلبه الطيب وكلامه الصريح والواضح».

"سارة طالب" شابة سورية مقيمة في "الدانمارك" قالت عنه: «"رافي" صديقي منذ زمن ولا تكفي بضع كلمات لوصف هكذا أشخاص، يمكنني أن أقول إنه لو كانت البشاشة لحم ودم لاختارت أن تأتلف معه، فهو صوت قمة في الإحساس والرومانسية، ويأخذ رأيي أغلب الأحيان بكلمات أو لحن يقوم بتأليفه، لأني كما يقول صريحة ولا أحب المجاملات، وأتمنى له النجاح».

يذكر أن "رافي خيطو" من مواليد "الزبداني" عام 1996، مقيم في "ألمانيا".