رغم الصعوبات والتحديات التي واجهتها لتحقيق ذاتها، تمكنت المصممة "هاديه إسماعيل " من أن تشق طريقها بنفسها في عالم تصميم المجوهرات بأعمال فنية جمعت بين الأصالة والأناقة حققت بها حضوراً لافتاً في عالم التصميم.
مدوّنةُ وطن"eSyria" تواصلت بتاريخ 25 أيلول 2019، مع المصممة "هاديه محمد إسماعيل" المقيمة في مدينة "الدمام" بـ"المملكة العربية السعودية" لتحدثنا عن تجربتها فقالت: «فن التصميم عالم جميل وممتع، ومملوء بالابتكارات والإبداع، فلا بدّ للمصمم أن يكون ملماً بالعلوم والهندسة الخاصة بالمواد التي يستخدمها بتصميم مجوهراته، فلكلّ معدن أو حجر كريم صفات معينة تميزه عن غيره، ولا بدّ أن تتناسب مع بعضها البعض من حيث المتانة والجمال والتناسق الشكلي ما بين المعدن والحجر الكريم، إضافة إلى الإلمام بالألوان الخاصة بالأحجار الكريمة، وكيفية مزجها وتناسقها مع المعدن، بحيث تحمل القطعة المصممة بطياتها الأناقة والذوق الرفيع والجودة بآن واحد».
كانت البداية بتصميم أشجار بالسلك المعدني من حوالي 10 سنوات، وابتعدت عن العمل بهذا المجال بسبب عدم توافر المواد والسفر، وبدعم من صديقة لي متابعة لأعمالي شجعتني على العمل بطريقة "الوير"، وخصوصاً أنّ هذا الفن غير منتشر بالوطن العربي، ويحتاج إلى الدقة والصبر والإتقان بالعمل لأنّه ينجز بأسلاك رفيعة، فبدأت بالبحث عبر الانترنت عنه، وبالفعل أتقنت مهارته وحرفته وصممت العديد من التصاميم بأسلاك النحاس التي لاقت الإعجاب
وعن بداياتها قالت: «بدأت بتصميم المجوهرات منذ عدة سنوات بأسلاك النحاس ثمّ الألمنيوم، وبعدها اعتمدت على الفضة، وأدخلت عليها الأحجار الكريمة وحبات اللؤلؤ المميزة التي أضافت لتصميماتي الرقي والجودة والأناقة، فقد استخدمت بالبداية أدوات بسيطة لتصميم رسوماتي بالأسلاك والأحجار الكريمة التي كنت اختارها بعناية، فأنا أعشق الألوان القوية كالأسود "onyx"، والأزرق "blue goldstone"، والأخضر "malachite"، والأبيض "Quartz"، وغيرها من أحجار الفيروز وحجر القمر والعقيق، فكلّ لون من الأحجار يناسبه نوع محدد من الأسلاك والتصميم، بالبداية كانت تصميماتي عبارة عن تقليد لتصميمات مصممين عالميين مع تغيير بسيط بما يتناسب مع الإمكانيات المتوافرة بين يدي، ولكن بعد فترة من التدريب والقراءة والاطلاع على تجارب المصممين الأجانب وتعرفي عليهم تعلمت منهم عن طريق الاستفسار والتواصل، بدأت بتصميم وتنفيذ أفكاري الخاصة بأعمالي الفنية، وإبراز لمستي الخاصة بالتصميم، وبرأيي إنّ الموهبة هي الأساس لتميّز أيّ فنان أو مصمم، والتجربة والممارسة والاجتهاد هي التي توجّه الموهبة بالشكل الصحيح، تغنيها وتصقلها لابتكار تصاميم متميّزة وراقية، إضافة إلى أنّ تصميم المجوهرات ليست مهنة يمكن أن نتعلمها بسهولة، إنّما هي فن وذوق وحسّ إبداعي عالٍ لأنّها هي التي ستحدد مدى مهارة وحرفية المصمم وإمكانية نجاحه أو فشله».
أما بالنسبة للتسويق فكان بالبداية بدعم من أصدقائي وأقاربي، ثم بدأت بالتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشر عملي في الوطن العربي، وبدأت أرسل طلبات خارج إطار "السعودية"، كما شاركت بالعديد من المعارض والبازارات، وقد لاقت تصاميمي رواجاً وقبولاً كبيرين».
وعن فكرة تصميم المجوهرات بـ "wire wrapped" تابعت: «كانت البداية بتصميم أشجار بالسلك المعدني من حوالي 10 سنوات، وابتعدت عن العمل بهذا المجال بسبب عدم توافر المواد والسفر، وبدعم من صديقة لي متابعة لأعمالي شجعتني على العمل بطريقة "الوير"، وخصوصاً أنّ هذا الفن غير منتشر بالوطن العربي، ويحتاج إلى الدقة والصبر والإتقان بالعمل لأنّه ينجز بأسلاك رفيعة، فبدأت بالبحث عبر الانترنت عنه، وبالفعل أتقنت مهارته وحرفته وصممت العديد من التصاميم بأسلاك النحاس التي لاقت الإعجاب».
وعن مراحل العمل والصعوبات التي واجهتها تابعت: «تبدأ مراحل العمل بالفكرة التي تراودني، ثمّ أقوم برسمها وتصميمها على الورق، وبعدها أقوم بتشكيلها بأسلاك الألمنيوم، ثمّ أقوم بتنفيذها على الفضة أو الذهب بطريقة احترافية متقنة وأدخل عليها الحجر الكريم الذي يناسب التصميم، أما بالنسبة للصعوبات التي واجهتني، فقد تمثلت بصعوبة توفر المواد وخاصة أنها تكون بمواصفات محددة من حيث النوعية والمقاسات، فالأفكار لم تكن بالبداية مفهومة لدى أحد حتى يفهم طلبي كون التصميم بطريقة "الوير" جديد في الوطن العربي، ولكن حالياً بدأت بتصميم المجوهرات بالذهب بدعم من صاحب أحد أكبر محلات المجوهرات بـ"السعودية"، وساعدني بتأمين المواد اللازمة لتصاميمي، كما أنني أرغب بنشر هذا الفن في بلدي "سورية" في المستقبل القريب».
الفنانة والمصممة "سوزان المصطفى الدسوقي" قالت عنها: «أنا كفنانة مختصة بعدة أنواع للعمل اليدوي، أقوم بمتابعة الحركة الفنية بشكل مستمر، وقد لفتت نظري أعمال وتصاميم المصممة "هاديه إسماعيل" ذات الذوق الراقي والحس الفني المميز، فمن خلال تصاميمها ترى روحها وأفكارها الراقية في كل قطعة إكسسوار ترسمها وتبتكرها، فهي تختار الأحجار الكريمة بما يتناسب مع نوع السلك المستخدم سواء أكان ذهباً أم فضة أم نحاساً بطريقة تتناغم فيها الأسلاك مع الحجر وكأنها روحٌ واحدة، إضافة إلى أنّها امتلكت فكراً منفتحاً، وخيالاً لا حدود له، ورغبة بالتفوق والتميز، وساعدها على ذلك جرأتها وثقتها العالية بنفسها، فقد استخدمت الذهب الخالص والفضة والأحجار النادرة في نقل تصميماتها من الورق إلى مجوهرات نفيسة وراقية نتزين بها، بالإضافة إلى تمتعها بالصبر والإصرار على النجاح، فقد استطاعت تحدي الكثير من العقبات التي واجهتها وحدت من حرية حركتها ونشاطها، واستطاعت وضع بصمة فريدة ومميزة من الرقي والأناقة والحس الفني العالي في عالم الإكسسوارات».
الجدير بالذكر أنّ المصممة "هاديه إسماعيل" مواليد "النبك"، شاركت بالعديد من المعارض والبازارات داخل "سورية"، وخارجها.