على مدى سنتين متتاليتين؛ تمكّنت الشابة السورية "بيان طالب" من الحصول على لقب ملكة جمال العرب في "أميركا"، حيث استطاعت أن تثبت للعالم أنّ الفتاة السورية قادرة على أن تتميز في مختلف الأصعدة بجمالها وقوتها وثقافتها.

مدونةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 7 تموز 2019 مع "بيان طالب" لتتحدث عن طفولتها ودراستها، فقالت: «ولدت في مدينة "النبك"، وانتقلت للعيش في "السعودية" مع عائلتي، ثم انتقلنا لـ"رومانيا"، وأمضينا فيها عاماً تقريباً، لينتهي بنا المطاف في "أمريكا"، أمضيت حياتي في ولاية "فلوريدا"، حيث شواطئها الساحرة، ونخيلها الجميل، ونسيم هوائها الشتوي الدافئ، ودرست في مدارسها، وحصلت في عمر السابعة على الحزام الأسود في التايكواندو، وأتقنت الإنكليزية والإسبانية إلى جانب العربية، لأنّ والدتي كانت تحرص كل الحرص على تعليمنا العربي، ورسخت في عقلي أهميتها التي لا تقلّ عن الهواء والماء، حيث كنا نستغل الصيف للذهاب إلى ربوع الوطن "سورية" التي كلّما ذُكر اسمها تلامس فؤادي نسمة هواء عليل، وأشعر بغصة الفراق».

إنّها نجمة نادرة بين بنات عصرها، جمعت بين الذكاء والجمال، ولذلك هي تستحق تاج الجمال

وبالنسبة للدراسة تابعت قائلة: «درست في "pre medicine in Florida institute of technology"، وكنت من الطلبة المميزين، رشحت فيها كقاضية للحكم في قضايا مشاكل الطلاب، وكان لي تأثير كبير في إنقاذ حياة الطلاب عندما كنت استعمل الحكمة والقلب في حل مشاكلهم، وأذكر أنّني كنت أملك أحلاماً لا حدود لها، ووالديّ قدما لي الحياة على طبق من ذهب على حساب سعادتهما، وهو ما جعلني أبحث دائماً عن الفرص التي أستطيع من خلالها الخوض في التوسع بالحياة أكثر وأكثر».

تتوسط جميلات العرب في أمريكا

وعن ترشحها لملكة جمال العرب في "أمريكا" عام 2016، قالت: «عندما قرأت عن الموضوع، قررت الخوض فيه لأنه يمثل ثقافة المرأة العربية ومشاكلها واهتماماتها، وحتى لباسها، ومباشرة رسمت في مخيلتي وطني لأحمل اسمه بين كل الدول العربية، ففي النهاية تحمل الملكة اسم بلدها في تلك المسابقة، لا أنكر أنّني عانيت بعض الصعوبات بالتنظيم ما بين دراستي والالتزام بمهام وطلبات المسابقة، حيث تغلبت على كل شيء بإصراري، وشدّني لتلك المسابقة التزام المتسابقات بزي بلدهم التراثي وليس عرض الأجساد، وعندما تقدمت للمسابقة كنت أشعر كأنّ "علاء الدين" يطير بي على بساطه، لكن أين يحط بي لا أعلم، إلى أن وصلت إلى لحظة إعلان فوزي بأنّني ملكة جمال العرب، فشعرت أنني أحلم إلى أن انتهت المراسم، ودخلت الغرفة الخاصة بي، ونظرت في المرآة، ووجدت التاج على رأسي، عندها ضحكت بصوت عالي واكتشفت أنني لا أحلم، وبدأت مرحلة جديدة وجميلة من عمري».

وفيما يتعلق بالرحلات التي قامت بها، قالت: «بدأت الدعوات تأتي لي من كل مكان، وأول دعوة تلقيتها كانت لزيارة مبنى "الأمم المتحدة" للتعرف عليه، وتعريف الأعضاء علي، ونشأت علاقة قوية جداً بيني وبين مديرة مؤسسة الأمم المتحدة "Gloria starr Kins" التي أحبتني كثيراً، ومنحتني لقب "سفيرة النوايا الحسنة" عندما سافرت إلى "السعودية"، وجمعتني بشخصيات مهمة، وأيضاً تمّ منحي لقب "سفيرة النوايا الحسنة" في مجلة "society & diplomatic review"، وهي مجلة خاصة بالدبلوماسيين، ومصدّقة من الأمم المتحدة، وكذلك دعيت إلى لقاءات وتكريمات عدّة في "الولايات المتحدة" وإلى نشاطات أمريكية أذكر منها مسابقة السيارات العالمي بولاية "أريزونا"، وإلى مهرجانات عربية، ورشحتني مجلة "Vogue" الأمريكية الأولى في الإعلام الأمريكي للاحتفال بمناسبة مرور 100 سنة على تأسيسها.

وسائل الإعلام تحتفي بجمالها

ثمّ دعيت لحضور مهرجان "مصر" الدولي، وتمّ إعطائي لقب "سفيرة الجمال والسلام"، وتمّ تقليدي الدرع الفرعوني» .

وتابعت بيان عن المفاجئة التي جعلت منها تتوج ملكة لسنة أخرى على التوالي: «من المفاجآت الجميلة التي حصلت معي أنّ رئيس المنظمة الذي توجني، أخبرني بوجود مفاجأة سوف أسمعها خلال يومين، وفي الصباح بدأت تنهال عليّ المباركات من كل البلدان العربية وخاصة الأصدقاء والمعجبين بأنّني منحت لقب ملكة الجمال للعام الثاني على التوالي، حيث قال لي رئيس المنظمة صاحبة المشروع عبارة أعدّها وسام شرف: (شخصيتك وأخلاقك لم أرَ لهما مثيل، لذلك أفكر أن أنهي هذه المنظمة عندك، ولا أحد يتوج بعدك، لأنّك تستحقين ذلك بجدارة)، وأيضاً مجلة "مشاهير الساعة" عندما أجرت استفتاء عني وعن بعض ملكات الجمال لدول عربية، فزت بلقب ملكة جمال القارات وتمّ تصنيفي ضمن أجمل عشر ملكات جمال عرب حيث كان ترتيبي الثالثة في هذا التصنيف».

قال عنها الراحل "رياض سميح" السفير السوري السابق في "مصر": «"بيان" الفتاة التي جمعت فيها صفات الجمال والأدب والبراءة، يعزّ علينا أنّها جاءت من "أميركا" لسفارتنا بـ"مصر"، وأنا فخور بها ومحافظتها على عاداتها وحيائها كالياسمينة الشامية، قابلتْ السوريين الموجودين في "مصر"، وقدمت لهم الهدايا والمساعدات، وفي إحدى المرات قدمت سيارة لعائلة لا تملك شيئاً، وتبرّعت أيضاً لمستشفى السرطان بـ"مصر" أثناء وجودها فيها».

وقالت عنها أيضاً "غلوريا كنز" أحد مؤسسي "الأمم المتحدة": «إنّها نجمة نادرة بين بنات عصرها، جمعت بين الذكاء والجمال، ولذلك هي تستحق تاج الجمال».