استطاع أن يصنع لاسمه صدى في العالم العربي، وأن يربطه بإنجازات أدبية حقيقية رُغم سنِّه الصغير، فكان قادراً على إقناع الكثير بأنه يستحق جائزة أكثر الروايات مبيعاً.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 27 كانون الأول 2018، مع "أحمد حجازي" المقيم حالياً في "القاهرة"، ليتحدث عن بداياته قائلاً: «أنا "أحمد حجازي"، ثنائي الجنسية، من "ريف دمشق" في مدينة "التل" تحديداً؛ حيث يتبرعم الياسمين؛ سوريّ وكلّي اعتزاز، ومغربيّ من عروس المحيط، ولدتُ في "المملكة العربيّة السّعوديّة" منذ عشرين شمعة أطفأتهنًّ بأعياد ميلاد أرثي العمر الذي يتسابق مع الطّموح، وشمعتين جديدتين كانتا شمعتي ولادة نجاحاتي، حالياً طالب طب بشري في السّنة الرّابعة في جامعة "القاهرة"، وطالب صغير جداً في جامعة الأدب، وأسعى لأترك ذاتي كبصمة قبل أن أرحل».

بدأت الكتابة منذ الطّفولة، وأوّل من انتبه إلى موهبتي مدرّس اللغة العربيّة الذي اتهمني بنقل موضوع التعبير من مكانٍ ما، وطلب منّي كتابة موضوع ثانٍ أمامه، وعندما فرغت من كتابته، قال لي ستُصبح كاتباً مميزاً ذات يوم

وعن بدايته في الكتابة قال: «لا أكتب بإرادتي ولا أظنني أكتب، أنا أنزف أدباً، عندما تمتلئ دواخلي أفيضُ بالكلمات، الكتابة هي الوجه الثاني للألم، لذلك لا تسأل جريحاً لماذا كتب. في ظلِّ أزماتنا العربية، لا بدّ من تفريغ بعض طاقاتنا السلبية بطريقة إيجابية، وتحويل الطاقة من صورة إلى أخرى، وبنظري الأدب من أهم الجوانب التي يستطيع الشخص أن يُفرغ طاقاته بها من دون أن يقتل أحداً، أو يترك بساحة المعركة أيَّ دليل يدينه أو بصمات.

خلال توقيع روايته

مررتُ بظروف صعبة بحياتي، حاولت مراراً عرقلة ما أنا عليه الآن، لو كنتُ حينئذٍ استسلمت ولم أقاوم، لما كنتُ الآن أُجيب عن هذه الأسئلة».

يتابع: «بدأت الكتابة منذ الطّفولة، وأوّل من انتبه إلى موهبتي مدرّس اللغة العربيّة الذي اتهمني بنقل موضوع التعبير من مكانٍ ما، وطلب منّي كتابة موضوع ثانٍ أمامه، وعندما فرغت من كتابته، قال لي ستُصبح كاتباً مميزاً ذات يوم».

ميري مخلوف

أما عن الصعوبات التي تواجه الكاتب في مسيرته، فقال: «عندما قررتُ أن أطبع أوّل أعمالي الورقيّة "قطعتا ثلج في تموز"، واجهتني مشكلاتٌ كبيرة لجهلي في أمور النّشر، بقيت سنة ونصف السنة أبحث عن بداية الطّريق وحدي، لم يكن هناك من يوجهني أو أتعلّم من خبرته، لكن في النّهاية وُفّقت بطباعة الرّواية، وأخيراً شهدت النور أوّل مرّة بأحد معارض "القاهرة" للكتاب، وأخذت جائزة أكثر الروايات مبيعاً في دار النّشر في ذاك العام».

وعن إنتاجه الفكري والإبداعي قال: «"شظايا حب" وليدي الأول، ومن مؤلفاتي، رواية "قطعتا ثلج في تموز" بكر أعمالي الورقية، ستبقى الأقرب إلى قلبي بين جميع أعمالي، كُتبت بكمّ من المشاعر الكبير جداً الذي لا أستطيع وصفه في سطور، وكانت تمسّ أحد جوانبي الشّخصيّة مباشرة، وجدتني بين شخصياتها، وحتّى هذه اللحظة أشتاق إلى "جود وجاد ويزن وإلينا"، والأبطال الفرعيين في هذه الرّواية. الجميع يسألونني عن رواية "دينيز"، وكيف سيكون الجزء الثاني من رواية مكتملة فعلاً، هذه المرّة الأولى التي أتحدّث فيها عن "دينيز"؛ ستصدر قريباً بإذن الله، وهي ليست الجزء الثاني لـ"قطعتا ثلج في تموز" بالمطلق، بل هي تتمة لإحدى بطلات الرّواية فقط دون سواها، ستكمل "حلا" بطلة "قطعتا ثلج في تموز"، قصتها في "دينيز"، بعد أن سافرت من "سورية" إلى "المغرب"، لتُزيل آلاف إشارات الاستفهام حولها التي نُسجت في مخيلة قرّاء "قطعتا ثلج في تموز"، وستدور أحداث الرّواية بين "الدّار البيضاء" في "المغرب"، وضيعة "كفر الليمون" (الوهميّة) في "ريف حماة"، ومدينة "بيت لحم" الفلسطينيّة».

أمّا بخصوص الجوائز والتكريمات، فقال: «جائزتي الأكبر محبّة النّاس والقرّاء، حصلت على بعض التكريمات من منظمات سوريّة في "مصر" حول رواية "قطعتا ثلج في تموز"، فهي من أكثر الرّوايات مبيعاً في أهم المكاتب المصرية والسّورية واللبنانيّة أيضاً، وقد عُرض علي أن تحوّل إلى عمل سينمائي على أكبر مسارح مصر، لكنّني أُريد أن تُصبح عملاً سورياً تلفزيونياً بممثلين سوريين فقط. وأخذت جائزتين على مستوى الوطن العربي كأفضل قصّة قصيرة من قصص مجموعتي القادمة "الطّابق السّفلي في عالمٍ موازٍ"».

ويختم: «ليس من الصّائب دوماً أن نطبع عملنا الأوّل، لأنّه سيبقى الهويّة الأولى للكاتب كلّ العُمر، ولو طبعتُ "شظايا حُب" فور انتهائي منها، لما وصلت إلى ما أنا عليه، وأرى أنّه من الصّائب أن يعرض الكاتب أعماله على ذوي الخبرة، ويأخذ نصائحهم بعين الاعتبار، مهما بلغ من الإبداع ما بلغ، وأن يكون قارئ وناقد نفسه دوماً وليس الكاتب فقط».

الكاتبة والشاعرة "ميري مخلوف" قالت عنه: «"أحمد" قدوة للعديد من الكُتَّاب الشباب أو الأشخاص الذين يملكون موهبة الكتابة ويحاولون شقَّ طريقهم وإبصار النور في هذا المجال، لقد استطاع التوفيق بين دراسته كطبيب وأعماله ككاتب؛ وهذا بحدّ ذاته تحدّ كبير يُخبرنا من خلاله أنَّ الإنسان يستطيع تحقيق أحلامه على الرغم من جميع الضغوطات وأشغال الحياة، وأنَّ شغفنا بالأشياء وحُبِّنا لها وبذل الجهد يوصلنا إليها. مُحِب ويملك قلباً لطيفاً، دوماً ينشر الأمل والطاقة الإيجابية بين الناس وأصدقائه، ويرسم ابتسامة حقيقية نابعة من القلب على وجوهنا، إضافة إلى إنجازاته الأدبيَّة، يُمكنني القول إنَّ الوصول إلى قلوب الناس وأخذ مكانة خاصة بداخلهم إنجاز من نوع آخر لا يحصده سوى الإنسان الصادق والطيِّب، هو مثال للنجاح والمحبَّة والجمال العقلي والقلبي، أتمنَّى له المزيد من الإنجازات والنجاحات على جميع الصعد؛ لأنَّه يستحق ويليق به هذا الشيء».

الجدير بالذكر، أن "أحمد حجازي" من مواليد "ريف دمشق" مدينة "التل"، عام 1996.