يشعر المغترب السوري "د. باسل سليمان" بأن المغترب هو السفير الحقيقي لبلده حضارة وثقافة وقيماً، في بلدان الاغتراب.

ويضيف "د. سليمان" الذي يعيش في فرنسا منذ ما يزيد على 20 عاماً، وفي موقع علمي مميز:

نظراً لأن المغترب السوري متميز في عمله وعلمه فإنه يجعل من هم حوله يتأملون أخلاق المغترب السوري، فتصيبهم الدهشة لأن ثقافة الانفتاح الاجتماعي، ثقافة حب الآخرين ومد يد العون لهم، ثقافة الاهتمام بالآخرين مع الحفاظ على الثقافة الأم، غائبة تماماً عن المجتمعات الغربية

«المجتمعات الغربية هي مجتمعات مادية (مغلقة) على نفسها، وهذه الصورة نكاد لا نصدقها في مجتمعنا السوري المنفتح بطبيعته التاريخية والحضارية، يضاف إلى ذلك الجهل المدقع للشعوب الغربية باللغات الأجنبية، ما جعلها تتقوقع على ذاتها وعلى الثقافة والإعلام الناطق بلغتها.

هذه الصفات سيستغربها من لا يعرف المجتمعات الغربية من الداخل، بل أكثر من ذلك، فلكون هذه المجتمعات مادية صرفة، نجد معظم الشباب الغربي يتجه نحو تحقيق حياة مادية كلها رخاء بعيداً عن الجهد والإبداع. وهنا بيت القصيد، حيث تم ملء هذا الفراغ الإبداعي عن طريق حقن هذه المجتمعات بالدماء الاغترابية، ومنها الدماء السورية التي تحمل في جيناتها الإبداع والحضارة وحب التميز».

تدوين الاغتراب

تعمل مدونة وطن "eSyria" على طرح قضايا المغتربين السوريين في بلاد الاغتراب، وخاصة منها إنجازاتهم وإبداعاتهم وتميزهم، وقد أفردت تصنيفاً خاصاً لهذا الموضوع: "من المغترب"، لأنها تشعر بأن كل سوري مغترب هو سوري أولاً ومغترب ثانياً، وهذا يعني أن من واجب المدونة تتبع فعالياته ونشاطاته في المغترب، بما يرسم الصورة الذهنية الحقيقية له.

لكل مغترب سوري الحق في أن يظهر على صفحات "مدونة وطن"، ولكن هذا الحضور لا يرتبط بالذكريات أو العواطف أو التمنيات، وإنما بالتميز في بلد الاغتراب، ومنعكسات هذا التميز على شخصيته وعلى البلد الذي يعيش فيه.

عندما تحدثت المدونة عن المغترب "حنين مصعب"، تحدثت عن أربعين عاماً من العمل الجاد في مختبره، ساعياً لترك بصمته في تاريخ الطب الإنساني، وفي عشقه لعمله هذا، حيث نجح في تقديم لقاح "الإنفلونزا" للبشرية، ووصل إلى مرتبة البروفيسور الفخري لعلم الأوبئة في كلية الصحّة العامة بجامعة "ميتشغان" الأميركية.

وعندما تناولت المدونة حياة الكاتبة والمغتربة السورية "إكرام أنطاكي" التي كتبت بلغات عالمية كثيرة، وعملت في التلفزة والإعلام المكسيكي باقتدار وشهرة، تناولت نموذجاً للإبداع الإنساني الذي لا تحكمه الحدود.

الإبداع السوري

يرى "د. باسل سليمان" أن «ما يميز المغترب السوري في هذه المجتمعات هو سعيه الدؤوب للإبداع والتميز وكأنه، في ذات نفسه، يصرخ بوجه الجميع: أنا أحمل على أكتافي وفي عروقي أعرق حضارة عمرها آلاف السنين، بلادي أبدعت في الأبجدية والزراعة وكل العلوم.... فهذه المجتمعات رسمت صورة للمغترب الذي يأتي فقط للربح المادي، وهي تعتقد أن ثقافته وأخلاقه ستذوب وتضمحل أمام الثقافة ونمط العيش الغربي».

ويضيف "د. باسل":

«نظراً لأن المغترب السوري متميز في عمله وعلمه فإنه يجعل من هم حوله يتأملون أخلاق المغترب السوري، فتصيبهم الدهشة لأن ثقافة الانفتاح الاجتماعي، ثقافة حب الآخرين ومد يد العون لهم، ثقافة الاهتمام بالآخرين مع الحفاظ على الثقافة الأم، غائبة تماماً عن المجتمعات الغربية».

من هنا فإن مدونة وطن تسعى لاكتشاف النموذج الإبداعي الذي يصل إليه المغترب في بلاد الاغتراب، فالإبداع هو البطل في كل مادة من المواد المنشورة، والاعتزاز بالانتماء إلى "سورية" حضارة وعلماً وثقافة وقيماً هو الإطار الذي يحتضن الحالة الإبداعية.

الخارطة

تعمل مدونة وطن حالياً لرسم خارطة للمغتربين السوريين تبين من خلالها موقع كل مغترب في بلد الاغتراب من حيث عطاءاته وإبداعاته وتمثله للقيم الإنسانية وسعيه الدؤوب نحو التميز.

مراسلو المدونة بدؤوا مهمة قد تكون صعبة في هذا المجال، لكنهم يحملون المسؤولية بثقة، وهم بالتأكيد قادرون على إنجاز المهام المناطة بهم في هذا المجال.

مواد من المغترب نشرتها المدونة:

  • د."ناهد كوسا".. أول عربي يدخل موسوعة غينيس ثلاث مرات.

  • المغترب "حنين مصعب".. لقاح الرذاذ للإنفلونزا.

  • "إكرام أنطاكي"... رحلة اغتراب وتفوّق.

  • مغتربون يحملون أسماء مدن سورية إلى العالم

  • د."يوسف كنجو".. بذور الثقافة السورية في تربة الاغتراب.

  • "سمير إسماعيل".. الاغتراب وجراحة العيون.

  • "جورج هرموش".. زرع حب العربية في وطنه والمغترب.

  • "سعد خدام".. الطبيب السوري في المغترب.

  • - "صلاح": جذوري أعادتني.

  • د."قيصر كباش".. بصمة في الوطن والمغترب.