يرى الشيف "نضال الكايد" أن المطبخ السوري هو الأفضل والأغنى عالمياً؛ لما فيه من تنوع ومحلية خاصة أنه عمل في مطاعم وفنادق كثيرة، وتجول في عدد من دول العالم.

وفي حواره مع مدونة وطن "eSyria"، يوم الخميس 20 آذار 2014، تحدث الشيف "الكايد" عن بداية حياته المهنية بالقول: «بدأت حياتي المهنية من اختياري للدراسة الفندقية على اعتبار أن الطبخ كان هوايتي الأولى، وبعد اكمال الدراسة الثانوية بدرجة ممتاز، وتخرجي ضمن العشرة الأوائل، اخترت المعهد الفندقي في العام 1998، وفيه تلمست متعة الدراسة والهواية وبشكل خاص أن أيام الدراسة تضمنت دروساً عملية في الطبخ، وكيفية تحضير الأطباق والمقبلات والحلويات، وتحسنت مهاراتي وقدراتي بصورة تدريجية خلال الدراسة من خبرة أساتذتي».

"نضال" أحد الشباب الذين امتلكوا الإرادة لإثبات ما يملكه من موهبة، أحب عمله وأخلص له بشكل كبير، وبذل جهداً كبيراً حتى وصل إلى المكانة التي يريدها

ويتابع: «بعد التخرج في المعهد الفندقي، بدأت حياتي العملية من خلال العمل في فندق "السميراميس"، وفيه تمرنت تحت إشراف الشيف "سند أبو مغضب"، واكتسبت خبرة جيدة، ولا سيما في كيفية التعامل مع العمال، وكيفية امتلاك رؤية خاصة في إدارة المطبخ، وأن تمتلك الحزم في التعامل مع الآخرين، لأن الخطأ في في هذه المهنة ممنوع، ويكون مدمراً لصاحبه ولمن يعمل معه، وهي أهم قاعدة في إدارة مطبخ ناجح».

الشيف نضال الكايد

وأشار إلى أنه تعلم خلال عمله أن يدير جميع حواسه، ويعمل بها في لحظة واحدة، وأن يكون يقظاً ومتنبهاً لكل التفاصيل مهما كانت صغيرة.

تجربة أخرى عاشها الشيف "نضال الكايد" حين انتقل إلى العمل في المطعم الإيطالي بـ"دمشق"، يرويها لنا: «في العام 2003 بدأت العمل في المطعم الإيطالي بـ"دمشق"، وهي تجربة مختلفة عن العمل في الفنادق، لأن الفندق يعمل وفق أسلوب منظم، والأطباق لا تخرج إلا في وقتها، وعلى أكمل وجه على اعتبار أن الزبائن ليست في عجلة من أمرها، على عكس المطعم الذي يحتاج إلى السرعة في إخراج الأطباق، وهو ما حملني ضغط العمل، لكنني في الوقت نفسه اكتسبت المهارة والسرعة في إعداد الأطباق، وهي عناصر ضرورية بالنسبة للشيف، حتى يتأقلم على العمل في كافة الظروف».

في دول الاغتراب

التجارب تمنح الإنسان الفرص لاكتشاف المزيد، ولا سيما في المغترب، وللشيف "نضال الكايد" تجربة متميزة في دول المغترب، يحدثنا عنها: «في العام 2005، قررت بدايةً جديدةً في حياتي عبر السفر إلى "البرازيل"، وفعلاً توجهت إلى هناك، وقدمت الطعام السوري، وجميع الأطباق السورية الشهيرة، ولاقت رواجاً لا يوصف، فالشعب البرازيلي يعرف الأكل السوري جيداً، عبر المطاعم التي افتتحها أبناء المهجر في "أميركا اللاتينية" بصفة عامة، و"البرازيل" على وجه التحديد، وخلال عملي في تقديم الأطباق السورية كنت أشعر عبر الأسئلة التي توجه إلي بأنني أروج لوطني وأمثل ناحية مميزة فيه».

ويضيف: «الجالية السورية في "البرازيل" كانت مثالاً لأبناء الوطن، وليس لديهم أي مشكلات أو خلافات مع أبناء البلد الأصلي، على عكس بعض الجنسيات الأخرى ولا سيما من الدول العربية، وهو ما دفع البرازيليين إلى تفضيل السوري على بقية الجنسيات، وبعد تجربتي المميزة هناك عدت إلى "سورية" وأنهيت خدمة العلم، ثم عملت في مطعم "جار الورد" بـ"باب توما"، وبعد سنتين تحدث إلي أحد الزبائن، وطلب مني أن أشرف على افتتاح مطعم خاص يقدم أفضل الأطباق، وفعلاً بدأت العمل على إعداد المطعم، واختيار الكادر، وخلال فترة قصيرة حقق نتائج مبهرة، ولاقى رواجاً كبيراً».

خلال عمله في تايلند

العمل بإخلاص يمنح صاحبه فرصاً أفضل، فالأطباق المتميزة التي قدمها "الكايد"، منحته الفرصة للسفر إلى "سلطنة عمان"، وعن ذلك يقول: «التحدي الجديد الذي واجهته خلال عملي في "سلطنة عمان"، تمثل في المنافسة القوية من اللبنانيين الذي يملكون رصيداً كبيراً، وسمعة طيبة لعملهم، لكن ما فاجأني أن المطبخ السوري نسب إلى اللبنانيين، وأول ما قمت به خلال عملي في مطعم "المائدة العربية" تغيير لائحة الأطباق، وتسميتها بالمطبخ الشرقي السوري».

رحلة الاغتراب لم تتوقف عند "الكايد"، حيث عززها العام الماضي حين توجه إلى "السودان": «تلقيت عرضاً للعمل في "السودان"، لكنني فوجئت بالوضع المتردي للمطعم، وضعف الخبرة عند العمال، كما أن صاحب العمل ليس له علاقة بهذه المهنة، عانيت كثيراً في محاولة مني لتحسين واقع المطعم، ولاحظ رواده من الزبائن السوريين والعرب والسودانين أن الطعام أصبح أفضل؛ ما زاد من الإقبال عليه خاصة في شهر رمضان الماضي، حيث كنا نقدم الطعام لحوالي 700 شخص على الإفطار».

وتابع: «انتقلت إلى "لبنان" بعد فترة قصيرة من العمل في "السودان"، وعملت بعقد لمدة ثلاثة أشهر في أحد أشهر المطاعم، ومن بعدها سافرت إلى "تايلند"، وفيها لمست طعم الاغتراب الحقيقي، ومعنى الشوق إلى الوطن، لكن ما لمسته أيضاً محبة أهل البلد للسوريين، ومعرفتهم بحقيقة ما يجري على الأرض السورية».

أبرز ما يميز المطبخ السوري يذكره لنا بقوله: «المطبخ السوري من أغنى المطابخ وأفضلها في العالم، فالنكهة الدمشقية الأصيلة، وجودة اللحم البلدي، تفتقر إليها كل دول العالم، وتلعب اللمسة السورية دوراً كبيراً في هذا التميز، فالسوري حين يقف خلف "سيخ الشاورما" في دول المغترب، يعرف الجميع أنه من "سورية"، لأنه يقدم اللمسة الخاصة، والنكهة المميزة، والرائحة الشهية».

الدكتور "خليل مهنا السمارة" عرف الشيف "نضال الكايد" منذ نشأته في محافظة "السويداء"، وعنه يقول: «"نضال" أحد الشباب الذين امتلكوا الإرادة لإثبات ما يملكه من موهبة، أحب عمله وأخلص له بشكل كبير، وبذل جهداً كبيراً حتى وصل إلى المكانة التي يريدها».

ويضيف: «ما يميز "نضال" في عمله إخلاصه لهذا العمل، وتفانيه في تقديم أفضل الأطباق، وسعيه الدائم لاكتشاف المزيد، والاطلاع على بقية المأكولات في دول العالم المختلفة».

يذكر أن الشيف "نضال الكايد" من مواليد "السويداء" في العام 1981، ويستعد حالياً لخوض تجربة جديدة عبر عمل في أحد المطاعم بـ"العراق".