صدر كتاب "المبادىء التوجيهية للجراحة الحالية" في جامعة "أوكسفورد البريطانية" يعتبر مرجعاً علمياً جراحياً، مؤلفه طبيب جراح سوري مقيم في بريطانيا، استطاع من خلاله تقديم طريقة جديدة في الفحص الطبي.

""eDamascus التقى الطبيب الجراح "عبد الله الجباوي" بتاريخ 30/10/2011 فتحدث عن بداياته بالقول: «بدأت مسيرتي منذ تخرجي من كلية الطب البشري في "جامعة دمشق" عام /1996/ ، وتخصصت في الجراحة العامة والتنظيرية، وفي عام /2002/ سافرت إلى "بريطانيا" لمتابعة اختصاصي في جراحة الأوعية الدموية، وفي الوقت الراهن أحضّر للحصول على الدكتوراه، وأول تحدي واجهته أثناء دراستي هو فكرة الاختصاص أي معنى كيفية الاختيار المناسب لهذا الاختصاص، وهذه المشكلة تواجه الكثير من طلاب الطب البشري، ولكن لمواجهة هذه العقبة قمت بطرح فكرتين: الفكرة الأولى هي أنني صممت استبيان ذاتي تم من خلاله طرح سؤال على 35 طبيبا واستخرجت منه 75 سؤالا وجوابا عملياً عن معايير اختيار الاختصاص بمعنى ماهي هوايات كل طبيب؟ وما هو الاختصاص الذي يناسبه؟ أما الفكرة الثانية فقامت على المكان الذي يريد كل طبيب الاختصاص فيه، وهل يتناسب مع طبيعة شخصيته؟».

لقد أجريت العديد من العمليات الجراحية في كثير من مشافي "دمشق" لخدمة بلدي الحبيب "سورية"، فنحن كأطباء سوريين مغتربين نستطيع أن نثبت أن لنا القدرة على الإبداع والتميز على كثير من أطباء العالم وبإمكاننا أن نسبقهم بل ومخاطبتهم بلغتهم، فهناك مقولة أوروبية تقول "أعطونا عقولكم ونحن نعطيكم الفرصة والنجاح"

وتابع: «سافرت إلى "بريطانيا" وتنقلت في عدة أماكن بحكم طبيعة عملي وعملت مع وزارة الصحة البريطانية في إدارة المشاريع، وكنت مديراً لإحدى المشاريع الطبية التي حازت على جائزة أفضل ثلاثة مشاريع على مستوى بريطانيا. بعد ذلك

الدكتور "عبد الله الجباوي"

فكرت بتأليف كتاب حين وجدت نقصا معينا من ناحية المراجع الجراحية لأن هناك فرق كبير بين بريطانيا وأمريكا، فبريطانيا تعتمد على التفكير العميق والموثق للحالات المرضية من الناحية العملية، أما في أمريكا فيعتمدون كثيراً على الإحصائيات بعكس بريطانيا، وعلى سبيل المثال: "التهاب الزائدة الدودية" هو مرض شائع جداً، ففي بريطانيا نقوم بفحص المريض وإعادة فحصه أكثر من مرة وبعدة طرق للتأكد من حالته ثم نقرر إذا كان يحتاج للعمل الجراحي، بعكس المراجع الأمريكية، التي لاتعتمد مثل هذه الاجراءات».

ثم أضاف: «ولكن باعتباري خريج كلية الطب البشري من "جامعة دمشق" ومناهجنا تعتمد على المراجع الأميركية وطريقة تفكيري علمياً بريطانية، فقمت بدمجهما من خلال كتاب أصدرته في أواخر العام/ 2009/ وكنت قد بدأت بتأليفه في العام/ 2002/ تحت عنوان "المبادىء التوجيهية للجراحة الحالية" وهو عبارة عن دمج مابين التفكير العميق بالمرض، ومابين الاعتماد على الدراسات الموثقة لفعالية الممارسة التي نعمل بها، وقد استغرق إصدار الكتاب مدة زمنية دامت حوالي الأربع سنوات من الدراسة والتفكير لإصدار أول نسخة منه».

ويعتمد الكتاب الذي ألفه الدكتور "الجباوي" على اختيار أفضل الإجراءات لمقاربة الحالات المرضية التي تتطلب الجراحة، حيث يقوم على عدة محاور منها: أن يكون اتخاذ القرار الجراحي من ضمن الأولويات ودرجة البرهان عليه " كسرطان الثدي" الذي تدور حوله عدة أسئلة من أهمها: هل تخضع المريضة إلى استئصال الثدي كاملاً؟ أو بشكل جزئي؟ وماهو وضعها الصحي والنفسي بعد الجراحة؟ وعلى أساس هذه الدراسات تتم الجراحة، أما من الناحية الأخرى فقمت بمحاولة كتابة كل ما أفكر فيه في الواقع أي عدم الخروج عن الواقع، فما يجري في أغلب الأحيان أن معظم المؤلفين والبروفيسورات بعد خبرة طبية تدوم أكثر من /40/ عاما يتجاهلون أو يتناسون الحاجة العملية اليومية التي حاولت إظهارها وتوضيحها في الكتاب».

أقسام الكتاب مقسمة أولاً حسب "العناية العامة بالمريض" أي العناية من بالتغذية والأدوية والألم وغيرها، ثم "الجراحات المتنوعة حسب العضو" أي (المري، المعدة، الكولون، الثدي، وجراحة الأطراف والأوعية). وقد عرض الكتاب على ثلاثة مجالس استشارية، وتمت الموافقة عليه في أول مجلس، ولكن تم الاعتراض على كثير من بنوده في المجلس الثاني، إلا أنني حولت النقاط السلبية والملاحظات التي طرحت إلى نقاط إيجابية من خلال إعادة صياغتها. باختصار الكتاب هوعبارة عن توثيق للممارسة الجراحية في "بريطانيا" بالصور والمعلومات والمراجع، أي أن معلوماته قائمة على مصداقية عالية جدا،ً وسيتم تحديث للكتاب كل عامين بمساعدة مجموعة من الأطباء، وإضافة كا ماهو جديد في مجال الجراحة العامة بلغة مبسطة علمياً لعدم وجود أية صعوبة لفهمه».

أنهي الطبيب حديثه بالقول: « لقد أجريت العديد من العمليات الجراحية في كثير من مشافي "دمشق" لخدمة بلدي الحبيب "سورية"، فنحن كأطباء سوريين مغتربين نستطيع أن نثبت أن لنا القدرة على الإبداع والتميز على كثير من أطباء العالم وبإمكاننا أن نسبقهم بل ومخاطبتهم بلغتهم، فهناك مقولة أوروبية تقول "أعطونا عقولكم ونحن نعطيكم الفرصة والنجاح"».

من الجدير بالذكر أن الدكتور "عبد الله الجباوي" من مواليد مدينة دمشق عام /1973/ ، ويعمل حالياً في المستشفى الملكي في "لستر"، وقد تخرج من كلية الطب بجامعة دمشق وتدرب في مستشفياتها باختصاص الجراحة العامة قبل أن يتابع في بريطانيا تخصصه العالي في الجراحة.