"نساء في العمل" برنامج طرحه المجلس الثقافي البريطاني لتبادل الخبرات بين نساء مهنيات من منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ونظيراتهن من المملكة بالتعاون مع المجلس الأعلى للعلوم الدوائية في وزارة الصحة السورية.

موقع "eSyria" بتاريخ 22/10/2009 التقى بالسيدة "إليزابيث وايت" مديرة المجلس الثقافي البريطاني لتحدثنا عن أهداف البرنامج وفكرته في تطوير هذه الخبرات: «بالتزامن مع يوم المرأة العالمي في العام 2007، أطلق المجلس الثقافي البريطاني مشروعاً إقليمياً جديداً في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تحت عنوان "نساء في العمل"، ومن المفترض أن يستمر هذا المشروع ثلاث سنوات بهدف تعزيز وتشجيع التشبيك بين نساء في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ونساء في المملكة المتحدة، من خلال تحفيز النقاشات حول المواقف والآراء المتعلقة بأنواع المهن والمناسبة للنساء، وسوف يعمل المشروع على صياغة أهداف ومؤشرات دولية تعنى بازدياد عدد النساء المساهمات في الحياة العامة وتحسين وضعهن الاقتصادي».

كما نسعى في أن يسهم الأشخاص المؤثرون في صنع القرار بتطوير السياسات التي تهتم بالمواضيع الحساسة حول النوع الاجتماعي ودعم البرامج الخاصة بتعليم وتدريب وتشغيل النساء، وفي تشجيع الأشخاص المهتمين بمواضيع مهنية مشتركة على إنشاء شبكات جديدة، ومتابعة النقاشات حول مواضيع تعنى بالتطوير الشخصي والمهني

تتابع "وايت": «سيتضمن المشروع نشاطات متعددة، منها تنظيم برامج لتبادل الخبرات بين نساء مهنيات من منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا ونظيراتهن من المملكة المتحدة، وعقد ندوات وفعاليات لتوعية وتشجيع الشابات على التفكير في إشغال مهن ووظائف مختلفة، إضافة إلى إدارة جلسات حوار لمناقشة السياسات المتبعة في هذا الشأن بما يضمن بقاء هذه القضية حية في أذهان الرأي العام، سيتخلل المشروع إقامة معرض متنقل في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وفي المملكة المتحدة، حيث سيعمل المجلس الثقافي البريطاني على تسهيل وتشجيع الزيارات للمعرض وعقد حوارات مع صناع القرار في الإقليم لتشجيع النساء وكذلك الرجال على مناقشة الصور النمطية السائدة التي تتعلق بالأدوار والوظائف التي يمكن ويجب على النساء القيام بها في الحياة العامة، ولتعميق إدراكهن لإمكانياتهن وتقديرهن للدور الذي يمكن أن يقمن به من أجل الإسهام بتحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي في مجتمعاتهن».

نساء في العمل

عن المشاركات في هذا المشروع تقول "وايت": «تشارك في المشروع نساء مهنيات من المملكة المتحدة ومن سبعة بلدان في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا هي "مصر، الأردن، لبنان، المغرب، فلسطين، سورية وتونس"، كما سيتعاون القائمون على المشروع مع جمعيات مهنية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا والمملكة المتحدة، ومن بين الجمعيات التي ستشارك من المملكة المتحدة اتحاد السيدات القضاة Association of Women Judges ومجموعة نساء ضمن الشبكة Women into the Network والعهد الملكي البريطاني للمهندسات المعماريات The Royal Institute of British Architects».

يطمح المشروع إلى إشراك سيدات مهنيات من مجالات مختلفة تشمل صناعة السينما وتكنولوجيا المعلومات والعلوم والأعمال الإدارية والرياضة والقضاء وفن العمارة في برامج يتبادلن خلالها الزيارات والخبرات المشتركة، هنا وعن الآمال التي يسعى المشروع لتحقيقها تقول: «تدرك مجتمعات البلدان المشاركة في هذا المشروع الحاجة إلى توفير فرص للنساء في سوق العمل، ومجابهة المعيقات والصور النمطية السائدة حول مهن معينة يعتقد البعض أنها مناسبة للرجال فقط بينما يعتبرها آخرون مناسبة للنساء فقط وبالعكس، ونأمل أن نحقق الآتي من خلال المشروع، وأن تصبح الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 16 و25 سنة من بلدان الشرق الأدنى وشمال أفريقيا أكثر إدراكا لوجود خيارات مهنية مختلفة يمكنهن شغلها، بالإضافة إلى أن تصبح النساء المهنيات في بلدان الشرق الأدنى وشمال أفريقيا والمملكة المتحدة أكثر قدرة على تحدي الصور النمطية السائدة حول النوع الاجتماعي "الجندر" في بيئة العمل وفي مجتمعاتهن».

وعن النقاط الأخرى تتابع حديثها: «كما نسعى في أن يسهم الأشخاص المؤثرون في صنع القرار بتطوير السياسات التي تهتم بالمواضيع الحساسة حول النوع الاجتماعي ودعم البرامج الخاصة بتعليم وتدريب وتشغيل النساء، وفي تشجيع الأشخاص المهتمين بمواضيع مهنية مشتركة على إنشاء شبكات جديدة، ومتابعة النقاشات حول مواضيع تعنى بالتطوير الشخصي والمهني».

أما عن الفعاليات التي يجب أن يقوم به المجلس في تحقيق أهداف هذا البرنامج تقول "وايت": «علينا أن ننظم سلسلة من الفعاليات والبرامج في المؤسسات التعليمية بهدف نشر الوعي واستكشاف خيارات أوسع تتعلق بالمستقبل المهني والوظيفي للشابات، وإشراك نساء من بلدان الشرق الأدنى وشمال أفريقيا والمملكة المتحدة في برامج زيارات العمل المتبادلة، وتطوير برامج ومواد متعددة لإيصال رسالة المشروع مثل أفلام وثائقية ومنشورات ومعارض ومواقع إلكترونية، وأن نقوم بتنظيم سلسة من ورش العمل الإقليمية يحضرها صانعو السياسات ولجان النساء الوطنية يتم خلالها تبادل الخبرات والمبادرات الهادفة إلى توسيع فرص عمل النساء ووضع السياسات والهيكليات التي ينبغي توفرها وتطبيقها لدعم تنفيذ هذه المبادرات».

وفي نهاية الحديث تقول السيدة "إليزابيث وايت" مديرة المجلس الثقافي البريطاني: «بعد تنفيذ برامج الزيارات المتبادلة، ستصبح النساء اللواتي شاركن فيها سفيرات للمشروع ليقدمن نموذجاً للنساء في بالدهن من خلال مشاركتهن للشابات الأخريات بالخبرات التي اكتسبنها من المشروع وتشجيعهن على التطلع ‘إلى العمل في حقول مهنية مختلفة، وإطلاعهن على التحديات والصعاب التي واجهنها في محاولاتهن لإحراز النجاح وتحقيق السعادة بالعمل في المهن التي اخترنها».