شعور خفي باطني يحتفظ به كل مغترب بعيد عن وطنه، خاصة إن كان هذا الوطن يكن له الشوق والمحبة، كل هذا كان واضحاً خلال زيارة مجموعة من المغتربين السوريين الشباب إلى سورية بدعوة من وزارة المغتربين.

موقع "eSyria" بتاريخ 19/8/2009 قام بالاتصال بهم ليتعرف عن قرب على شعورهم وهم الآن خارج الوطن، شعورهم بتلك الزيارة التي شملت مناطق عديدة من سورية الأم.

نحن مغتربون منذ /23/ عاماً، أسكن في بلد كبير ولدينا تواصل كبير مع الجالية السورية من خلال الفعاليات والأنشطة الثقافية، فسورية لديها تأثير كبير بحياتي وهذا كان أكبر دافع لأن أتواصل مع أهلي في سورية وأزورهم في كل عام

وهنا يقول "إيهاب رزو" مقيم في "سيدني" "استراليا" يدرس "إدارة أعمال": «إنني مغترب منذ عام 2003، وكان همي على الدوام كمغترب سوري أن أنقل صورة جيدة لسورية في المغترب، لدينا بصمة جميلة في أي خطوة نقوم بها لأننا ننقل صورة بلدنا التي هي معروفة على مد التاريخ، وزيارتي في الفترة الأخيرة إلى سورية بدعوة من وزارة المغتربين للمشاركة في الملتقى الأول للمغتربين السوريين الشباب كانت لها ميزتها الخاصة التي تمحورت في التعرف على المناطق السورية ذات العمق التاريخي وأهميتها الحضارية المعروفة في بلدان العالم، زيارة جميلة استطعت من خلالها أن أتعرف أكثر على المناطق الأثرية والشخصيات الفكرية والتاريخية في الوطن، كما أقمت علاقات جديدة مع المغتربين السوريين الشباب المشاركين في الملتقى، أحلم ان أعود إلى سورية أمي وأبي ووطني الجميل وآمل أن يكون ذلك قريباً».

أما "ايفت رومي" مقيمة في "البرازيل" /21/ عاماً تدرس هندسة ميكانيك سنة رابعة فتقول: «نحن مغتربون منذ /23/ عاماً، أسكن في بلد كبير ولدينا تواصل كبير مع الجالية السورية من خلال الفعاليات والأنشطة الثقافية، فسورية لديها تأثير كبير بحياتي وهذا كان أكبر دافع لأن أتواصل مع أهلي في سورية وأزورهم في كل عام»

وعن الملتقى تقول: «هذا الملتقى مهم ساعدنا على التعمق في عملية التعرف على المعالم الأثرية في سورية والتعرف أكثر على العادات والتقاليد الجميلة في كل منطقة وبقعة من هذه البلاد، زيارتي هذه من أروع الزيارات التي تعرفت من خلالها على أصدقاء جدد في دول أجنبية مختلفة وسيكون هذا التعارف نقطة مهمة في اتصالنا مع سورية الأم والوطن».

في باب شرقي

شباب وشابات من محافظات سورية مختلفة مغتربون في دول أجنبية لكل منها عاداتها وتقاليدها التي فرضت عليهم، ولكن رغم ذلك أصروا أن يتمسكوا بجذورهم العريقة، وهنا تحدثنا "كريستينا شحادة" من محافظة "حلب" مواليد 1989 مغتربة في "باريس": «أدرس التجميل وأعمل مع السفارة السورية بفرنسا، في "باريس" كل السوريين يعرفون بعضهم البعض ضمن برنامج منظم تابع لنشاطات السفارة، هذه العلاقات واللقاءات من خلال السفارة تدفعنا لأن نتحدث أكثر عن الوطن ونخطط في كل عام لزيارته».

تتابع "كريستينا": «نزور سورية كل عام أربع مرات، وكل زيارة نخصصها لمنطقة معينة في سورية، وزيارتي الأخيرة بدأت بدعوة من وزارة المغتربين في سورية للمشاركة في الملتقى الأول للمغتربين السوريين الشباب كانت أروعها لما حملت من عبق حار ودفء له آثاره الجميلة، وخلال زيارتي إلى "تدمر" شعرت أنني يجب أن أعود وأستقر هنا لأن بلدنا فيه أشياء تدفع الأجنبي للإقامة فيه فكيف إن كان ذلك بالنسبة لنا كسوريين مغتربين، إنها زيارة حملت معنى خاصاً، معنى له مفهومه الروحي والعلمي والاجتماعي وحفر وعلّم في القلب والعقل وسيكون السبب في عودتي لسورية».

كلمات تحمل معنى الشوق والانتماء والتعلق بالجذور، وهنا لـ"سلمى رضا" مغتربة بـ"فيينا" في الـ/20/ من عمرها تدرس الصيدلة في السنة الأولى كلمة دافئة نابعة من تعلق شديد بالوطن: «إننا مغتربون منذ /35/ عاماً، لدينا علاقات مع السفارة السورية باستمرار إضافة إلى اللقاءات الدورية مع الجالية السورية في "فيينا"، وخلال زيارتي هذه لسورية البلد الأم والموطن الأحن اكتشفت أنه لا قيمة للإنسان من دون وطنه».

تكمل "سلمى": «فسورية هي من أهم المعالم الأثرية في العالم وتمتلك محزوناً ثقافياً وفكرياً على المستوى العالمي، هذا بالإضافة إلى أن أهم وأكبر الشخصيات الفكرية والتاريخية العالمية استفادوا من حضارتها، وكل ذلك كان واضحاً من خلال زيارتي الأخيرة التي التقيت فيها مع مغتربين سوريين في دول مختلفة والكل اتفقوا أن العودة هي السبيل الوحيد للاعتراف بفضل سورية في حياتنا، نعم لقد اشتقت لسورية لتلك الهضاب والسهول والجبال، لذلك البحر الأزرق الذي يمتد إلى الأفق، ولـ"قاسيون" تلك الملكة التي تطل بسحرها على الأموي والمتحف الحربي والوطني، كل هذه الأماكن حفرت بذاكرتي التي لن تخون هذا البلد أبداً».

أهو حبٌ أم تعلق بحب الوطن، فهذه الكلمات لها مفهومها المتعلق بالجذور والذي يكبر يوماً بعد يوم وهنا يقول "لوسيانو يوسف" في /21/ من عمره مغترب في "البرازيل" من محافظة "حمص" الخضراء: «إنني مغترب منذ عشرات السنوات فجدي كان مغترباً في "البرازيل" وهذا هو سبب عدم اتقاني اللغة العربية جيداً، إنني أدرس المحاماة، ولي علاقات مع البرازيليين الذين يعرفون قيمة الحضارة السورية وتأثيرها في التاريخ العالمي، وزيارتي الأخيرة لسورية دفعتني لأن أخضع نفسي لدورات تقوية في اللغة العربية لأن لغتنا هي المفتاح الوحيد لانتمائنا وأنا الآن أحاول أن أتكلم اللغة العربية بشكل أفضل، وفي الزيارة القادمة التي ستكون قريبة سأكون قد تعلمت العربية بشكل أفضل».