الكلمات لا تعبر عن الشوق الذي يعتمر قلب المغترب وهو يحلم بزيارة وطنه، فسورية الأرض والسماء والبحر والشجر بكل مكوناتها لها وقعها الخاص عند الزائر الأجنبي كيف وإن كان ذلك في قلب المغترب السوري هذا ما حدثنا عنه بتاريخ 8/8/2009 الشاب

"وائل الشاعر" /22/ سنة مغترب في "فنزويلا" أحد المغتربين المشاركين في الملتقى الأول للشباب السوري والذي بدأ حديثة معنا بالقول: «أنا مغترب في "فنزويلا" منذ عشرة أعوام مع عائلتي المكونة من والدي "زيد الشاعر" تاجر، والدتي "هيام الشاعر" تعمل أيضاً في التجارة، ولدي ثلاثة أخوة يدرسون ويعملون هناك، ومجال دراستي له بعد تجاري وصناعي مهم على المستوى العالمي وهو "هندسة المعامل"».

في أوقات الفراغ بالمهجر أعمل في مجال التجارة، أحتك مع التجار الكبار على المستوى العالمي والمحلي، فالتجارة مفهوم آخر في المغترب عكس الوطن، كما أحاول من خلال خبراتي أن أكتسب المزيد لأصدّر تلك الخبرات إلى سورية الأم

يتابع: «منذ عشرة أعوام لم أزر سورية وخلال زيارتي القصيرة عن طريق وزارة المغتربين إلى بلدي الأم تعرفت على مناطق أثرية غنية بعبق التاريخ والتراث، فسورية لها شهرة تاريخية وحضارية واسعة في العالم، ومن خلال زيارتي أيقنت أن بلدي أهم من ذلك بكثير، هو بلد الحب والأمان الذي نفتقده في المهجر».

عبق التاريخ

يكمل "وائل": «لن أستطيع أن أعبر عن عشقي وارتباطي الشديدين بسورية، فمن خلال تصفحي للمواقع الإلكترونية السورية تعرفت على أصدقاء سوريين كثر في الوطن الذين أعادوا لي النشاط لكي أزور بلدي وأتعرف على مدى عمق أهميته، وكل ذلك كان واضحاً من خلال اختلاطي في الملتقى الأول للشباب السوري المغترب مع المغتربين السوريين في دول عديدة، وفي أول زيارة لـ"معلولا" و"جبل قاسيون" حلقت عالياً مع النجوم لأحلم بنرجسية عالية في عشقي وانتمائي لوطني الأم».

وعن مدى ارتباط "وائل" بمحافظته العريقة "السويداء" يقول: «"السويداء" كلمة جميلة طالما حلمت بطبيعتها وحجارتها المرسومة على وجه الأرض، إنها محافظة التراث السوري الذي يخبأ في جوفه الكثير من الحنين والعشق لرائحة الأرض ومطر الشتاء، فخلال جولتنا في سورية تدرجت إلى "السويداء" وكانت الدمعة ترف بعيني بشوق وحنين ورغبة في البقاء، هناك فرق كبير بين الوطن والمهجر، المهجر الذي يكتظ بأناس لاتعرفهم وبعادات فرضت عليك تلقائياً، والوطن الذي حفر اسمه في القلب، نعم آه كم جميل هو اسم الوطن، "سورية"...."السويداء" كلمتان ترفان أمام عيني كل دقيقة، فمن أجل كل هذا الحب والوفاء أقول لبلدي الأم سأعود إليك حاملاً خبراتي وشهاداتي لأعمل وأفيد أرض أجدادي».

في الملتقى

"الشاعر" في "فنزويلا" ليس طالباً فقط بل هو تاجر محترف يفهم أصول العرض والطلب: «في أوقات الفراغ بالمهجر أعمل في مجال التجارة، أحتك مع التجار الكبار على المستوى العالمي والمحلي، فالتجارة مفهوم آخر في المغترب عكس الوطن، كما أحاول من خلال خبراتي أن أكتسب المزيد لأصدّر تلك الخبرات إلى سورية الأم».

عن العلاقات مع السفارة السورية والجالية السورية في المهجر يقول: «لنا اختلاط قوي بالمجتمع الفنزويلي الذي يتضمن شريحة واسعة من السوريين المغتربين، إضافة إلى العلاقة الجيدة مع السفارة السورية في "فنزويلا" التي تقيم الحفلات والرحلات والندوات للجالية السورية هناك، عدا عن العلاقات مع الجاليات العربية الأخرى التي نحتك معها ونشاركها أفراحها ومناسباتها، ولكن يبقى الفرق أنه في المهجر ليس لدينا الوقت الكافي لإقامة العلاقات الاجتماعية، ونحاول أن نعوض ذلك من خلال زيارتنا للوطن سورية».