شباب وشابات غادروا الوطن أو لم يشاهدوه بعد، ومع الحلم الذي يراودهم في العودة إلى الجذور انبثق القمر ليشهد قدوم /90/ شاباً وشابةً من المغترب في زيارة كانت الأولى لهم ضمن ملتقى حمل اسم "الملتقى الأول للشباب السوري المغترب".

الملخص: شباب وشابات غادروا الوطن أو لم يشاهدوه بعد، ومع الحلم الذي يراودهم في العودة إلى الجذور انبثق القمر ليشهد قدوم /90/ شاباً وشابةً من المغترب في زيارة كانت الأولى لهم ضمن ملتقى حمل اسم "الملتقى الأول للشباب السوري المغترب".

موقع "eSyria" بتاريخ 24/7/2009 كان حريصاً كل الحرص على أن يلتقي مع هؤلاء ويبحر معهم في شعورهم بوجودهم في عاصمة التاريخ وموطنهم الأول "دمشق"، ومن بين العشرات من الذين يتكلمون لغات عدة كان وجهتنا لشاب يتكلم العربية بلكنة أجنبية، هو المغترب "حازم حياني" في /25/ من عمره من مدينة "حلب"، "حازم" مغترب في "إسبانيا" مع أهله وهو الآن في هذا الملتقى برفقة شقيقته "ميس"، عن الغربة وشعوره اليوم وهو في بلده الأم سورية يقول: ولدت في "إسبانيا" ودراستي في مجال "إدارة الأعمال" كما أعمل في شركة أميركية في نفس المجال خارج الدراسة، إنني أزور سورية في كل صيف، ولكن زيارتي هذه فيها خصوصية معينة، وذلك لِمَ لهذا الملتقى من أهمية كبيرة في تعريف المغتربين السوريين على أصولهم وجذورهم الممتدة في التاريخ.

حازم وميس

سورية بلد رائع فيه ميزات جميلة تجعل من زائره يرتبط به ارتباطاً روحياً وعاطفياً، فكيف إن كان هذا الزائر هو ابنٌ لهذا البلد وله جذور ممتدة في إحدى محافظاتها كامتداد ذلك التاريخ.

وعن حياته في المغترب يقول "حازم": هناك تواصل دائم مع السوريين المغتربين في "إسبانيا"، ولدينا لقاءات متفرقة على مدار الشهر من خلال النشاطات والحفلات المختلفة، كما لدينا علاقات جميلة مع السفارة، وهنا أقول يجب على كل مغترب التواصل مع سفارته في الخارج لأن السفارة هي محطة رائعة للتواصل مع البلد الأم، فمجيئنا إلى سورية اليوم والمشاركة في هذا الملتقى كان من خلال السفارة السورية في "إسبانيا" وهي خطوة مهمة لتعريفنا بالمناطق السياحية والأثرية في سورية وسأخبر كل أصدقائي في الخارج للمشاركة في هذا الملتقى في الأعوام القادمة.

جولة في باب شرقي

يتابع "حازم" محاولاً أن يسألني عن الكلمات التي لا يعرفها باللغة العربية: أفكر أن أبني منزلاً في سورية، وهذا التفكير راودني منذ أعوام عندما فكرت أنني عندما سأتزوج كيف سأعلم أولادي اللغة العربية وأعمق فيهم الانتماء لبلدهم الأم سورية، فكانت الفكرة بأن أبني منزلاً في مدينة "حلب" أزوره مع أولادي في المستقبل كل صيف لتعريفهم على الوطن الذي منه أستمد طاقتي ونشاطي، وكما أحاول أن أنقل خبراتي في مجال عملي إلى وطني الأم سورية.

أما عن عائلته في "إسبانيا" يضيف "حازم": والدي "أحمد أسعد حياني" يعمل في "إسبانيا" ويحاول أن ينقل من خلال علاقته مع السوريين الخبرات التي تعلمها في الخارج إلى سورية. نحن أربعة أخوة، لدي أخت تدرس الطب وهي معي في الملتقى، وكعائلة سورية في المغترب نحاول أن نتكلم اللغة العربية معاً في المنزل كما نحاول أن نعمق علاقاتنا في المغترب مع السوريين والسفارة السورية التي تحرص على التواصل معنا في الخارج.

ينهي "حازم" حديثه وهو مستمتع لأنه يتكلم العربية بطلاقة: أنا لست مغترباً فالمغترب من لا يعرف لغته ولا تاريخه، أنا سوري وأفتخر بسوريتي، فموطني هو موطن الأدباء والشعراء وموطن الأديان السماوية التي دعمت التاريخ بفعلها وعمق جذورها، نعم هذا أنا ابن سورية بلد الحب والسلام.

كلمات "حازم" كانت مؤثرة جداً، لأنها كانت نابعة من القلب، وبعد انتهائنا من الحديث معه انتقلنا إلى "ميس حياني" في /21/ من عمرها تدرس الطب في "إسبانيا" شقيقة "حازم" لتقول: ولدت في "إسبانيا" وأحاول أن أواصل علاقاتي مع السوريين في المغترب، فلدي أصدقاء كثر في الخارج هم سوريون ويتكلمون اللغة العربية مثلي. أنا أزور سورية خلال كل عام، وخلال زيارتي أقوم بالتواصل مع الأهل والأقرباء لتقوية لغتي الأم وتعزيز الشعور بالانتماء لسورية الأم، إنني أسكن لوحدي مستقلة عن أهلي بسبب الدراسة، وخلال اختلاطي "بالإسبان" الذين أعرّفهم على نفسي أنني سورية الأصل -فوقتها- أشعر بالفخر والاعتزاز لأن كلمة سورية تعني الحضارة والتاريخ والأصالة لدى الأجانب.

حبي لسورية هو حب الجذور والتاريخ والوطن، حب فتاة لاتعرف من التاريخ إلا سورية وسورية هي أم التاريخ، اشتاق لسورية كثيراً فأتواصل مع أهلي هنا عبر الإنترنت لأكون على معرفة كاملة بأوضاعهم وتفاصيل حياتهم.

عن الملتقى وأهميته وعمَّ إذا كانت تفكر "ميس" بأن تعود إلى سورية في المستقبل، تكمل بلهجتها الحلبية: سأدرس وأتخرج وأعود إلى سورية بلدي الأم والحنون، فكيف لا أعود لهذا البلد الذي يمتد في التاريخ، نعم فمن خلال هذا الملتقى تعرفت عن الحب والاشتياق للوطن، لهذا الملتقى فائدة كبيرة في تعريفنا على الهوية التي نحملها هذه الهوية الملونة بألوان التاريخ وحب الحياة، وهنا لن أقول أكثر من أنني أحبك يا سورية.