بنظرة الحب للمعرفة و تأكيد الأصل، وبحب الاقتراب من الجذور والتاريخ، وللتواصل مع الوطن الأم سورية، اجتمع (90) شاباً وشابة من (12) دولة في سورية بلدهم الأم، فلدى البعض التواصل مستمر للبلد ولدى البعض الأخر هي زيارتهم الأولى، إلا أن الشعور الطاغي على الجميع هو الفرحة والمحبة لهذه الدعوة والمبادرة من قبل "وزارة المغتربين" و"الهيئة السورية لشؤون الأسرة".

موقع "eSyria" بتاريخ 26/7/2009 وفي اليوم الثاني على التوالي كان بصحبة الملتقى الأول للشباب السوري المغترب وذلك أثناء زيارتهم "المتحف الوطني"، وهناك أجرينا بعض اللقاءات مع الشباب المشاركين، والبداية كانت مع "طارق سمعان" قادم مع أخته "كوكب سمعان" من البرازيل عمره 23 سنة يدرس علاقات سياسية واقتصادية في "البرازيل"، يقول "طارق" حول انطباعه عن "سورية": «هذه ليست الزيارة الأولى لي، فنحن دائمو التواصل مع البلد، والركيزة الأساس في تربيتنا نابعة من عادات و تقاليد هذا الوطن، وهذا الملتقى بطابعه المميز يعزز رابطة الانتماء والتمسك بالجذور وتعميق الارتباط بالوطن، والجالية السورية في البرازيل حريصة على إقامة علاقات اجتماعية وطيدة بين أبنائها من خلال جمعيات ونوادي. وهدف مشاركتنا في هذه الملتقى هو نشر رسالة السلام والمحبة عن "سورية" إلى الشعب البرازيلي».

ولدت في "البرازيل" وتعود جذورنا في "البرازيل" إلى مئة سنة، حيث اعتبر العودة إلى الوطن الأم بمثابة عودة الروح إلى مسكنها الحقيقي

ومن الولايات المتحدة كان لنا وقفة مع" ناري دي سارة" تعيش في "واشنطن" 19 سنة وهي تدرس علم الوراثة وعن الملتقى تقول: «إنها مناسبة رائعة أن نلتقي الشباب المغترب في البلد الأم، منذ وصلنا إلى هنا أذهلتنا الضيافة وغمرتنا المحبة، حيث لقينا كل الترحيب والمحبة من قبل أهلنا في "سورية"، فالناس هنا طيبون ويملكون ذهنية منفتحة في كل مناحي الحياة، وأعجبني ما وصلت إليها "سورية" من التطور والتحديث، حرصتُ في هذا الملتقى على تعلم بعض الكلمات العربية التي تسهل التعامل مع الأهل والأحبة، وهي فرصة جيدة بالنسبة لي لأنني لا أجيد اللغة العربية».

في متحف الوطني

ولدى انتهاء زيارتنا من المتحف الوطني رافقنا الشباب المغترب إلى "التكية السليمانية" للبحث عن التاريخ ومعرفة الجذور، مع أن "ليلى سليمان" تعيش في "أميركا" وتدرس هندسة الحاسوب ولا تجيد اللغة العربية، ولكنها شعرت بالحنين الحقيقي لهذه التفاصيل وعن ذلك تقول: «على الرغم من عدم معرفتي باللغة العربية إلا أن قدومي إلى بلدي الأصل أعطاني الشعور بأنني مرتبطة روحياً مع هذا الوطن، فلدى بلدنا بنية تحتية معاصرة وطراز معماري جميل ومدن مذهلة، والعلاقات هنا أقوى وحقيقية أكثر، أمّا أجمل ما في الملتقى أنه فرصة رائعة ليتعرف الشباب السوري على أحدهما الآخر سواء كان مغترباً أو كان ممن يعيشون في حضن البلد».

"إيهاب رزوق" يدرس إدارة أعمال في استراليا يقول حول أهمية فكرة ملتقى الشباب السوري المغترب: « أتاح لنا الملتقى التواصل مع الوطن، ونحن في استراليا لدينا الكثير من النشاطات التعريفية عن البلد، ففي المكان الذي أسكن فيه هناك جمعية من أهم نشاطها إحياء التراث السوري والاسترالي وتنشيط اللقاءات بين الجالية السورية، وهذه اللقاءات التعريفية بين الشباب السوري والاسترالي كونت صورة إيجابية عن بلدنا، كما أن السفارة السورية في استراليا ناشطة ولها اهتمامها الخاص بتوثيق العلاقات بين أبناء الجالية».

من امريكا

أما "روبرت" المهندس المدني القادم من البرازيل فهذه الزيارة الأولى له إلى "سورية"، وهو يعتبر من الجيل الرابع للجاليات السورية في "البرازيل"، ويصف شعور قدومه لأول مرة إلى سورية بالقول: «ولدت في "البرازيل" وتعود جذورنا في "البرازيل" إلى مئة سنة، حيث اعتبر العودة إلى الوطن الأم بمثابة عودة الروح إلى مسكنها الحقيقي»، ويضيف بالقول: «سمعنا كثيراً عن تاريخ و ثقافة بلدنا، وعند قدومنا إلى هنا أدركنا مدى جمالية وروعة هذا التاريخ. إن هناك نوعاً من اختلاف الثقافة لكن لدى "سورية" ثقافة رائعة قادرة على التواصل مع جميع الثقافات العالمية، وسوف يشكل هذا الملتقى فسحة واسعة لتعريف المشاركين على ملامح الحياة والمجتمع في "سورية" لينقلوا بدورهم صوت سورية وصورتها الحقيقية ونشر رسالتها الحضارية الداعية إلى تفاعل الثقافات والحضارات».

الجدير بالذكر أن "ملتقى الشباب السوري المغترب" سيستمر في أعماله وبرنامجه عشرة أيام يجول خلاها في المحافظات السورية.

في التكية السليمانية