صورة العرب والمسلمين في عيون الأدب العالمي ودور الاستشراق في تشكيل تلك الصورة، هي أبرز المحاور التي اجتمع لدراستها نخبة من الأساتذة من جامعات عربية وغربية، وذلك في المؤتمر السنوي لقسم اللغة العربية الذي يقام في الفترة من 5-7/4/2009 في كلية الآداب بجامعة "دمشق".

ويهدف اللقاء إلى المساهمة في الوصول إلى معرفة علمية أعمق لصورة العرب والمسلمين في آداب العالم، وإلى بيان ما لحق بهذه الصورة من تشويه، حتى يكون حوار الثقافات قائم على معرفة الآخر بصورته الحقيقية.

صورة العرب في الآداب الأجنبية ليست دائماً سلبية لأن هناك صوراً مختلفة للعرب في الأدب الغربي، مثلما هناك صور مختلفة للغرب في الأدب الغربي نفسه، ولا ترى أية مشكلة في الأدب في هذا الإطار ولكن ربما موجودة في الحياة السياسية فقط

وذكر لنا د."أمين طربوش" عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة "دمشق" إشكالية العلاقة القائمة بين الثقافة العربية والثقافة الغربية حتى وصل الأمر إلى الصدام الحضاري، موضحاً خطوات تصحيح الصورة بقوله: «لتصحيح الصورة التي ارتسمت في ذهن العالم عن حال العرب والمسلمين لا بد من الاستمرار في نشر حملات التوعية لتحسين هذه الصورة على المستويات كلها، وعلى الشرائح الاجتماعية والسياسية والتعليمية البحث عن دواعي تشويه صورة العرب والمسلمين في الثقافة الغربية ومعرفة خفاياها والاطلاع على أهدافها».

د. اسماعيل احمدي من كوسوفو

بدوره قال لموقعنا د."حمد عبد العزيز": «تصحيح الصورة المشوهة التي لحقت بالعرب والمسلمين أمر يرتبط حالياً بما نفعله نحن كأمة وكأفراد، وأعتقد أن محاولة البعض مجاراة الغرب بحضارته وثقافته هي التي أساءت لتاريخنا وصورتنا عبر التاريخ، ولذا لا بد من وقفة صادقة مع الذات والتمسك بقيمنا كمجتمع محافظ له عاداته وتقاليده».

أما رئيس قسم اللغة العربية في جامعة دمشق د."نبيل أبو عمشة" فوجد أن صورة العرب تزداد سوءاً يوماً بعد يوم وأضاف خلال حواره معنا: «دراسة صورة العرب والمسلمين في الأدب العالمي يتوقف عند نمط من الدراسات الأدبية يندرج تحت مظلة الأدب المقارن، ويركز اهتمامه على إظهار صورة الآخر في الكتابات الأدبية، وهذه الصورة دخلت حالياً مرحلة قاتمة بفضل سطوة وسائل الإعلام الغربية، وأعتقد أن كافة المدارس الأدبية العالمية حملت نظرة واحدة متشابهة للعرب وحضارتهم».

د.وهب رومية

ولمعرفة رأي أكثر قرباً من الحضارة الغربية حاورنا د."إسماعيل أحمدي" من جامعة بريشتينا في "كوسوفو" والذي قال: «صورة المسلم والعربي للأسف بعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي، بالنسبة إلى بلدي فإن صورة المسلم لا تختلف عن الدول العربية لأن نسبة المسلمين تبلغ 95 % من سكان "كوسوفو"، إضافة إلى وجود المدارس والكليات التي تدرس اللغة العربية وتاريخ المسلمين، وأعتقد أن صورة العرب والمسلمين تختلف بين مدرسة أدبية وأخرى وذلك تبعاً لدرجة التواصل بين العرب وهذه المدارس الأدبية».

وأيدت د."ريان ريفانوفا" رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة "صوفيا" بلغاريا، رأي د."أحمدي" باختلاف المدارس الأدبية في نظرتها للعرب والمسلمين وأضافت في حديثها معنا: «صورة العرب في الآداب الأجنبية ليست دائماً سلبية لأن هناك صوراً مختلفة للعرب في الأدب الغربي، مثلما هناك صور مختلفة للغرب في الأدب الغربي نفسه، ولا ترى أية مشكلة في الأدب في هذا الإطار ولكن ربما موجودة في الحياة السياسية فقط».

جانب من الحضور

أجمع المشاركون على أن صورتنا في عيون الآخر مرتبطة بما تختزنه أمتنا من عناصر القوة بمفهومها الشامل المادية والروحية والإبداعية.

يذكر أن جلسات المؤتمر تستمر ثلاثة أيام وتتناول محاور أبرزها، صورة العرب والمسلمين في الآداب الأوروبية والغربية، وفي الآداب الآسيوية والإفريقية والأميركية الجنوبية إضافة إلى دور الاستشراق في تشكيل تلك الصورة.