من "دمشق" أهدى الكاتب والصحفي السوري الأصل "شاكر حارس" كتابه "تشيلي البلد المضياف" إلى سكان هذا البلد القابع في الجنوب الغربي من أمريكا الجنوبية والذي احتضن "حارس" منذ نصف قرن من الزمن.. وجاء إطلاق الكتاب في حفل أقامه المركز الثقافي الاسباني "ثربانتيس" في

"دمشق" مساء يوم الأحد 18/1/2009 بحضور عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي الاسباني والتشيلي.

سبق لي قبل أن أهاجر الوطن أن كتبت في عدة صحف ومجلات محلية وعربية ومنها حسب ما أذكر "الصرخة، النقاد، التجديد، عصا الجنة"، وبعد أن استقرت أحوالي في بلاد المهجر أعدت ممارسة الكتابة وانتسبت إلى كلية العلوم السياسية وحصلت على الإجازة منها

والكاتب "شاكر حارس" من مواليد مدينة "حمص" هاجر إلى أمريكا الجنوبية وتحديداً إلى "تشيلي" في العام 1958 ليمضي فيها خمسين عاماً من الإنتاج والعمل.. يحدثنا "حارس" عن هجرته قائلاً: «هاجرت الوطن في العام 1958 أي مضى على وجودي في المهجر قرابة نصف قرن من الزمن.. إلا أنني لم أستطع أن أكون بعيداً عن سورية وزرتها خلال هذه الفترة خمسة عشر مرة، بدأت عملي الأول في "تشيلي" كعميل تجاري وتطور العمل رويداً رويداً إلى أن بدأنا باستيراد وتصدير آلات النسيج، ولم يقتصر عملي على التجارة وإنما خضت في تجارب كثيرة جداً إلا أن التجارة كانت الطريق الذي مهد لي سبل الاستقرار».

شاكر حارس الى اليمين

ورغم وجوده في المهجر خلال فترة شهدت حركات تحررية عربية من الاستعمار إلا أنه ساهم في هذه الحركات وبطرق مختلفة يخبرنا عن ذلك: «رغم صعوبة العيش والاستقرار في بلد لا تعرف شيئاً عن عاداته وتقاليده أو حتى لغته إلا أن الوطن كان حاضراً دائماً في الفؤاد.. ومنذ وصولي إلى "تشيلي" انتسبت إلى الاتحاد القومي العربي.. وأسست في العام 1960 جبهة تحرير الجزائر بالتعاون مع بعض الرفاق من المغرب العربي هناك، وكانت قضية فلسطين الهم الشاغل لنا وساهمت في تأسيس جبهة تحرير فلسطين في العام 1962».

وعن مسيرته الفكرية في بلاد المهجر قال "حارس": «سبق لي قبل أن أهاجر الوطن أن كتبت في عدة صحف ومجلات محلية وعربية ومنها حسب ما أذكر "الصرخة، النقاد، التجديد، عصا الجنة"، وبعد أن استقرت أحوالي في بلاد المهجر أعدت ممارسة الكتابة وانتسبت إلى كلية العلوم السياسية وحصلت على الإجازة منها».

يروي قصة اغترابه

ويخبرنا عن أحوال الجالية العربية في "تشيلي" قائلاً: «من المعروف أن الجاليات العربية في دول أمريكا الجنوبية من أكبر الجاليات وأكثرها تأثيراً، حيث انطلقت أولى الهجرات من بلاد الشام واستقرت في دول أمريكا الجنوبية وبشكل رئيسي في "البرازيل، تشيلي، الأرجنتين"، وحالياً يقدر عدد الجالية العربية في تشيلي بحوالي /450/ ألف نسمة أكثر من 85% منهم من سورية وفلسطين.. والجالية العربية تعمل هناك بسلام وأمن ووفاق مع الشعب التشيلي واستطاعت خلال الفترة الماضية أن تفرض احترامها ومكانتها، ولدى وصولي إلى تشيلي كان العرب يملكون فيها خمسة مصارف كبرى وفيها أربعة نواب عرب إضافة إلى اثنين في مجلس الشيوخ، وهذا كله دليل على الكفاح الذي بذلته الجالية هناك والمكانة التي وصلت إليها.. والشعب التشيلي اليوم يحترم هذه الجالية ويقدر القضايا العربية المعاصرة».

وعن كتابه "تشيلي البلد المضياف" تحدث حارس" قائلاً: «أعددت هذا الكتاب ليكون عربون شكر لهذا البلد المضياف ولشعبه الكريم وذلك بمناسبة مرور نصف قرن على وجودي فيها.. مع الإشارة إلى أن الهجرة السورية إلى هذا البلد كانت من أوائل الهجرات العربية وانطلقت من مدينة "حمص" في العام 1885 وكان أول المهاجرين "ملحم ورشيد حجازي" الذين التقيت أحفادهم هناك».