قبل يوم واحد من سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية لينهي فيها مسيرة من العلم والعطاء استمرت 25 عاماً، ويعود مجدداً إلى وطنه الأم سورية التي وجد فيها على حد تعبيره الحضن الدافئ والصدر الحنون الذي أعطاه الكثير ولا يزال كذلك إلى الآن.

د."هشام حكيم" المدير الإداري في المدينة الطبية السورية الأميركية، الذي غادر سورية منذ العام /1982/ متوجهاً إلى "أمريكا"، وبعد مرور /25/ عاماً قرر العودة إلى سورية والبحث عن انطلاقة جديدة، وقفات في رحلته الطويلة حدثنا عنها يوم السبت 1/11/2008 على هامش مشاركته في المؤتمر السوري الرابع للمصارف والاستثمارات، يقول: «بعد تخرجي من كلية الطب من جامعة "دمشق" اتجهت إلى "أميركا" لمتابعة اختصاصي وتحصيلي العلمي، ولأواجه هناك التحدي الأول الذي تمثل في معادلة الشهادة لمتابعة الدراسة إلا أنني استطعت تجاوز هذا الاختبار، وفي مرحلة لاحقة كان علينا أن نثبت أنفسنا ونقبل في المشافي الأميركية مع الأطباء الأميركيين وبفضل التحصيل العلمي الذي تلقيناه في جامعة "دمشق" استطعنا منافسة الأطباء الأميركيين والتفوق عليهم في مجالات مختلفة، اختصاصي الرئيسي – يتابع د."حكيم"- هو في العصبية إضافة إلى تخصصي في آلام الأعصاب، وبالتعاون مع بعض الزملاء قمنا بافتتاح أكبر مركز طبي خاص في ولاية "آلاباما" والذي اعتبر نقطة علام في الاستشارات الطبية، وهذا أثبت أن السوريين يستطيعون تقديم أشياء مميزة في مختلف المجالات حتى في أكثر الدول تقدماً».

الجالية السورية في "أمريكا" من الجاليات المميزة والنشيطة والفاعلة، ومنذ حوالي خمس سنوات قمنا بإنشاء مؤسسة "الأطباء السوريين الأمريكيين" التي تضم كوادر سورية وأميركية مميزة، وهي تجتمع بشكل دوري في مختلف الولايات الأميركية، كما ننظم اجتماعاً سنوياً في سورية خلال شهر الصيف يحضره كافة الأطباء في المؤسسة، ونقدم خلاله المحاضرات والاستشارات والجراحات المجانية، فالتواصل بين السوريين في الخارج ومع بلدهم الأم يستمر رغم بعد المسافات

قرار العودة إلى سورية، ذكر لنا إشراقاته الأولى قائلاً: «يعود الفضل الأول في عودتنا مع عدد من المغتربين في "أمريكا" ودول أخرى، إلى وزيرة المغتربين سابقاً د."بثينة شعبان"، حيث التقت بالجالية السورية في "أمريكا" ودعتنا إلى العودة بعد التطورات التي تشهدها سورية في مختلف المجالات وبشكل خاص في القطاعات الاقتصادية، وذكرت لنا القوانين التشريعية التي صدرت في الآونة الأخيرة وأثرها في تطوير بيئة الأعمال، من هنا بدأت مع عدد من المغتربين التفكير في العودة إلى سورية وإقامة مشاريع مختلفة فيها، لعلنا نرد جزءاً من المعروف لهذا البلد المعطاء ونقدم كل ما لدينا من إمكانيات وكفاءات علمية وطبية».

التواصل مع الوطن الأم، والنشاطات السورية في "أمريكا" حدثنا عنها مضيفاً: «الجالية السورية في "أمريكا" من الجاليات المميزة والنشيطة والفاعلة، ومنذ حوالي خمس سنوات قمنا بإنشاء مؤسسة "الأطباء السوريين الأمريكيين" التي تضم كوادر سورية وأميركية مميزة، وهي تجتمع بشكل دوري في مختلف الولايات الأميركية، كما ننظم اجتماعاً سنوياً في سورية خلال شهر الصيف يحضره كافة الأطباء في المؤسسة، ونقدم خلاله المحاضرات والاستشارات والجراحات المجانية، فالتواصل بين السوريين في الخارج ومع بلدهم الأم يستمر رغم بعد المسافات».

المدينة الطبية السورية الأميركية هو المشروع القادم للدكتور "حكيم" وعن تفاصيله قال لنا: «نحن حالياً بصدد إنشاء مدينة طبية سورية أميركية تعد من أكبر المدن في المنطقة، المشروع بكلفته المبدئية حوالي /200/ مليون دولار يشمل مشفى مجهزاً بأحدث الأجهزة ويضم حوالي /300/ سرير، وهناك مدرسة للتمريض، ومركز للأبحاث ومعالجة الأورام، ومكان خاص لرعاية المسنين والتأهيل الصحي وإقامة الأطباء، بشكل عام هو مشروع متكامل على مستوى المدينة الطبية في "دبي"، حصلنا على الموافقات المبدئية وأنهينا عدة نقاط تتعلق بالدراسات الهندسية والاقتصادية، ونتعامل مع مؤسسات الدولة لإتمام كافة الإجراءات والانطلاقة مع بداية 2009».

ليس الاستثمار وحده سبب العودة إلى سورية فهناك ما هو أهم من وجهة نظره: «من دون شك الاستثمار ليس الهدف الأول لعودتي، المغترب خارج وطنه يتملكه حنين غريب إلى العودة فما بالك وأن وطننا هو سورية، هذا البلد الذي قضيت فيه أجمل أيام حياتي واحتل من نفسي مقاما عاليا لن أناله إلا بتحقيق حلم العودة والاستقرار، طبعاً هناك الشوق إلى الأهل والأقارب والأصدقاء، والشعور بأنه واجب علينا رد الجميل لهذا الوطن الذي أعطانا الكثير، وهذا ما لمسناه في غربتنا ومنه على سبيل المثال لا الحصر فإنه يتوجب عليك دفع مبلغ /200/ ألف دولار سنويا حتى تتمكن من متابعة الدراسة الجامعية في حين أننا حصلنا عليه مجانا في جامعاتنا السورية».