عبرت الفنانة الهولندية السيدة "أنيتا ميزراهي" وزميلها السيد "مارتن رينس" عن حبهما لسورية وشعبها من خلال معرض بعنوان "أجهزة الإعلام المتعدد" الذي يستمر حتى /27/ من تشرين الأول الجاري ويتضمن

/30/ صورة من الحجم الكبير والمتوسط عن الحياة في "دمشق وريفها"، إضافة إلى فيلم وثائقي عن "سورية" كان على شكل مشروع لطلاب من "كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق".

مرسم الفنان "علي" يناسب مثل هذه المعارض، وأعرف أن الناس تحب مثل هذه الأمكنة في قلب "دمشق" القديمة، ولذلك فإن زيارة هذا المعرض تحقق أيضا فرصة للمشي في أزقة هذه المدينة والتوغل في ثنايا التاريخ

وتقديراً لجهود السيدة "ميزراهي" والسيد "رينس" واهتمامها عبر الفن بتفاصيل الحياة في سورية، جاءت سفيرة المملكة الهولندية بدمشق السيدة "ديزيري بونيس" مساء يوم الخميس 9/10/2008 لتفتتح المعرض الذي يقام في مرسم الفنان السوري "مصطفى علي" في "دمشق القديمة"

الفنانة"ميزراهي" في معرضها

وقد توقفت السيدة "أنيتا ميزراهي" في حديث خاص لموقع "eSyria " عند محطات هامة تتعلق برحلتها إلى "سورية"، وبدأت بالتعبير عن محبتها للشعب السوري والطبيعة الجميلة في سورية: «إن "دمشق" هي مدينة رائعة الجمال، وبيوت "دمشق القديمة" هي مخازن للتاريخ تتحدث عن حضارة شعب يعشق الفن والحياة، وحتى شوارع هذه المدينة وأبنيتها تنبض بالحياة، وهذا ما جعلني أعشقها وأقيم هذا المعرض لأعبر من خلاله عن مدى ما شاهدته من الروعة وحب الدمشقيين للعمل والحياة».

ولدى سؤالنا السيدة "ميزراهي" عن سبب اختيارها سورية وتحديداً مدينة "دمشق" لإقامة هذا المعرض، كان جوابها: «لقد قرأت كثيراً عن سورية وطبيعتها الجميلة وشعبها المحب للسلام والحياة والفن ولكن البعض كان يروج عكس ذلك، وعندما قررت السفر إلى "سورية" كان البعض يتحدث عن خطورة زيارتي، لكنني تجاهلت كل ذلك وقررت تغيير هذا الانطباع لديهم بالمجيء إلى هذا البلد، فرأيت ما كنت أتوقعه من محبة الناس للضيف وتقديم المساعدة له، حتى شعرت أنني في بلدي وبين أهلي، حيث يتوفر الأمان والهدوء هنا بشكل لا مثيل له في العالم، وقد نقلت هذا الانطباع لكثير من الأوربيين لدى زيارتي الأولى لسورية وتمكنت من تصحيح الصورة، ووجودي هنا الآن جزء من هذه الرسالة الإنسانية النبيلة».

"سفيرة هولندا والفنانين الهولنديين وعلي"

وقدمت السيدة "ميزراهي" فكرة عن المعرض وبيئة العمل: «تم إنجاز العمل خلال ستة أشهر، وكان هناك دعم من الكثير من الجهات المعنية لتحقيق هذا الهدف، وبالنسبة للصور فهي /12/ صورة كبيرة و/18/ صورة صغيرة وهي تجسد أنماط الحياة في هذا البلد والعلاقات بين الإنسان ومحيطه، أما فيما يتعلق بالفيلم الوثائقي والغرافيك، فقد عملتُ في ورشة عمل في "كلية الفنون الجميلة" في شهر"نيسان" الماضي، شارك فيها /28/ طالباً وطالبة وكان مشروعهم عن "دمشق"، وقمتُ بتعليمهم الطرق الصحيحة لحمل الكاميرا والتصوير في الشارع وإجراء المقابلات مع الناس، وأنجز الطلاب بإشرافي ومساعدة السيد "رينس" أفلاماً جميلة مصّغرة عن هذه العاصمة العريقة، وسيعرض هذا الفيلم في "هولندا" لاحقاً ليجد الناس هناك ما تتمتع به سورية من طبيعة جميلة ويتمتع شعبها بكرم الضيافة».

وتؤكد الفنانة الهولندية أن اختيار مكان المعرض جاء بموجب اتفاق مع الفنان السوري "مصطفى علي": «مرسم الفنان "علي" يناسب مثل هذه المعارض، وأعرف أن الناس تحب مثل هذه الأمكنة في قلب "دمشق" القديمة، ولذلك فإن زيارة هذا المعرض تحقق أيضا فرصة للمشي في أزقة هذه المدينة والتوغل في ثنايا التاريخ».

"eSYRIA" ينقل الحدث

تهدف السيدة "ميزراهي" في مشروعها الفني إلى تحقيق تقارب بين ثقافات الشعوب، وهذا المعرض الذي يعد الثاني لها في "سورية" إضافة إلى معارض مماثلة في دول مختلفة تأتي لتحقيق هذا الهدف: «هذا المعرض هو الأول في "دمشق" والثاني لنا في "سورية" حيث أقمنا معرضاً في "مدينة حلب" العام الماضي، وقبل "سورية" كانت لنا تجربة مماثلة في عدد من البلدان العربية مثل "المغرب وتونس"، ودول أخرى مثل تركيا والهند، انطلاقاً من قناعتنا أن الفن يسهم بشكل كبير في تحقيق التقارب بين الثقافات، فكلما التقيتُ بالفنانين كنا نتفق ونحقق النجاحات في عملنا».

واللافت أن افتتاح المعرض شهد حضوراً كبيراً من المهتمين، وقد رحب الفنان "علي" بسفيرة "المملكة الهولندية" التي عبرت في كلمة مقتضبة عن سعادتها بهذا الحضور وتمنت النجاح المستمر للفنانة "ميزراهي" وصديقها "رينس" وشكرت الجهات التي قدمت المساعدة لهما لإنجاز هذا العمل الذي يعبر عن ضرورة تعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب والأمم.

الجدير بالذكر أن حفل الافتتاح أقيم بحضور مسؤولي الجهات التي ساهمت في تقديم الدعم لهذا العمل وهم مدير شركة "شل للنفط" في سورية ومديرة المعهد الهولندي للدراسات الأكاديمية في "دمشق" وعدد من المسؤولين في السفارة الهولندية ومسؤولي عدد من المؤسسات الهولندية المهتمة بالشأن العربي إضافة إلى حشد من الإعلاميين والمهتمين بالفن.

البطاقة التعريفية للفنانة "أنيتا ميزراهي":

مواليد مدينة امستردام – العاصمة الهولندية

العمر: /53/ عاماً.

شهادات وخبرات: إجازة في الفنون والفيزياء والجغرافية.

جوائز حصلت عليها: شهادة للتصوير والغرافيك في العام /2007/ وشهادات أخرى متعددة من الأمم المتحدة وهنغاريا وكندا وهولندا.