عاد إلى سورية بعد رحلة طويلة في عدد من دول العالم, ليبدأ مغامرة أخرى في عالم المال والأعمال خاصة وأنه رسخ قدراته ومعارفه بخفايا هذا العالم بحصوله على شهادة الدكتوراه في الأعمال, وحالياً هو مدرس لمادة التخطيط الاستراتيجي في جامعة اكسل البريطانية، باكورة عمله واستثماراته في سورية كانت ....

  مشروع مركز الإدارة العالمية للاستشارات الاقتصادية والتطوير الإداري. الدكتور (عبد الله هاشم) حاورته eSyria على هامش المعرض الدولي الثاني للشركات ورجال الأعمال بتاريخ 19/6/2008 للحديث عن البدايات الأولى للمشروع وأهدافه, وعن عودته إلى سورية؛ ومواضيع أخرى شيقة قادنا إليها الحوار, بداية سألناه عن مركز الإدارة العالمية ونوعية الخدمات التي يقدمها فقال:" أنشأ المركز في سورية بداية شهر شباط من العام 2008, وعلى الرغم من قصر المدة إلا أننا استطعنا انجاز حجم عمل جيد نسبياً قياساً للفترة القصيرة, والمركز متخصص بعدة أقسام وفروع منها تقديم الاستشارات المالية والإدارية للشركات, وتدريب وتقييم الموظفين في كافة الأقسام, واكتشاف مواطن الخلل التي تعاني منه الشركات والقيام بمعالجته, إجراء عملية تقييم بعد نهاية البرنامج التدريبي, وغاية البرنامج الأساسية تكمن في زيادة الإنتاجية, وتوفير التكاليف وهو الهدف التنظيمي لكل صاحب عمل".

وحول الفكرة الأولى لبداية واختيار المشروع أضاف" في الآونة الأخيرة بدأت كبرى الشركات العالمية تتجه إلى السوق السورية, وهذا مؤشر هام على النمو الحاصل في الاقتصاد السوري, فمن خلال التسهيلات المقدمة من الحكومة السورية؛ والتي تهدف إلى خلق بيئة استثمارية مناسبة أخذت الشركات تجنح من الأسواق الخليجية وتتجه للاستثمار في سورية, وذلك كان من أبرز العوامل التي ساهمت في خلق الفكرة الأولى للمشروع؛ بغاية تطوير التنمية الإدارية, والوعي الثقافي للتطورات العالمية في اقتصاد السوق".

د. عبد الله هاشم

وحول نشاطات مركز الإدارة العالمية أضاف" نحن كمركز أعضاء في مشروع شباب , ونقدم مجموعة من البرامج التدريبية المنوعة لكافة الفئات العمرية, إضافة إلى أن المركز يقدم باقة من الدبلومات المتخصصة في إدارة الأعمال, والمصارف الإسلامية, وتكنولوجيا المعلومات المتخصصة ببرامج الكمبيوتر, ويضيف" وحصلنا حديثاً على الوكالة الرسمية والحصرية في سورية لجامعة ( أبراهام لنكولن ) الأمريكية الدولية, يهدف المشروع إلى تلبية رغبات الشباب السوري الذي يطمح في إكمال تحصيله العلمي بعد تخرجه من المعهد أو الجامعة, ما يحصل عملياً قسم كبير من هؤلاء الشبان يستقرون في بلد المغترب, ونكون بذلك خسرنا طاقات كبيرة, عدا عن التكاليف الباهظة لإكمال الدراسة في الجامعات العالمية, من هذا المنطلق استطعنا الحصول على وكالة لجامعة دولية مرموقة, ليتمكن الشاب السوري من الحصول على الشهادات العليا بتكاليف بسيطة, ودون الحاجة إلى السفر خارج البلد, وخلال تجربتي وإقامتي في الدول الأوربية لاحظت أن معظم الأعمال الناجحة يشرف عليها أو يساهم فيها رجال من سورية؛ ونحن في الواقع بحاجة ماسة إلى جهود هؤلاء المبدعين لتطوير ومتابعة مسيرة التقدم والارتقاء التي تشهدها سورية".

ويروي لنا قصة نجاحه؛ قائلاً:" دراستي كانت في سورية وحصلت على دبلوم في إدارة المنشآت السياحية, ولكن طموحي ورغبتي الأولى المتابعة في مجال الأعمال وحصل ذلك عبر الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية, ورغم العروض المغرية التي قدمت لي للعمل فيها وخاصة بعد حصولي على شهادة الدكتوراه بدرجة الشرف ومعدل 82%, ولكن الحنين إلى الوطن قادنا للعودة إلى أحضانه, فحاجة الطفل إلى أمه هي ذاتها حاجة الإنسان إلى وطنه",

الشهادات التي حصل عليها

وعن الصعوبات التي اعترضت طريقه في تأسيس مشروعه يضيف" واجهتنا بعض الصعوبات في بداية العمل, إلا أنه كان هنالك نوع من توازن القوى عبر المساعدات والتسهيلات التي قدمتها لنا الحكومة السورية لمتابعة العمل, وللتخلص نهائياً من الإشكاليات والمعوقات التي تعترض طريقنا, وعن العوامل التي ساهمت في عودته إلى سورية وإقامة مشروعه فيها يوضح قائلاً:" إذا قمت بعملية مقارنة بسيطة بين الامتيازات التي تقدمها سورية بالنسبة إلى الدول الأخرى؛ ستجد أن الامتيازات التي نملكها أفضل بكثير لسبب بسيط..., الدول الخارجية تمتلك كأفراد إمكانيات مادية ضخمة لذلك تعمل على الاستعانة بعقول أجنبية لإدارة المشاريع فيها, أما في سورية فالقوى المادية ليست كبيرة بالنسبة إلى أفراد الشعب كما في دول الخليج على سبيل المثال, لكننا نمتلك ونمتاز بالإمكانيات البشرية الهائلة من مبدعين وصناعيين ومخططين, مع وجود الخبرة اللازمة لإقامة أي عمل أو نشاط اقتصادي".

وحول الوضع الاستثماري في سورية بشكل عام يقول:" مجال العمل في الوقت الراهن يتم فيه الربط بين السوق العالمي والسوق المحلي, ونحن بحاجة إلى إتباع طريقة العمل الموجودة في السوق العالمية لتكون سورية قادرة على التواجد في هذا السوق عبر الشركات الخاصة, ونحن نحاول سد هذه الثغرة من خلال عملية التطوير الإداري للشركات, وتقديم برامج للحكومة السورية ومؤسساتها بشكل مجاني, الموظفين في مختلف القطاعات بحاجة ماسة إلى برامج تدريبية خاصة تمكنهم من التواصل مع المراجعين, وخاصة في الهيئات التي تتعامل مع زوار سورية, فخلال سفري كنت أناقش بعض الموظفين في المطار من باب المعرفة, ولمست لديهم الرغبة للتدرب على اللغة الأجنبية التي تمكنهم من التعامل مع السائح القادم إلى سورية وتفادي المواقف المحرجة, إضافة إلى المهارات الأخرى الضرورية ومنها التدريب على الاستخدام الأمثل لبرامج الكمبيوتر وتقنياته المختلفة".

التفاؤل سمة النجاح

وعن المتطلبات اللازمة للارتقاء بمستوى الخدمات أضاف" سورية تمتلك طاقات كامنة قادرة على صنع الفارق في مختلف المجالات, ومجرد دخول شركات عالمية إلى سورية فهذا معناه أن الاقتصاد يشهد قفزة نوعية, ما ينقصنا في الوقت الراهن هو موضوع التطبيق الالكتروني في الحكومة السورية’ لتوفير الورقيات كناحية بسيطة, وتوفير الوقت الذي ما زال مفهوم إدارته ضعيفاً لدينا, وتجاوز الروتين والترهل في بعض مرافق القطاعات العامة".

وعن طموحاته وآماله في المستقبل قال:" طبعاً نحن نسعى لأن تكون سورية رائدة على مستوى العالم في مجال الخدمات والتجارة, ولفت نظري أمر هام للغاية فلدى زيارتي لمعرض سيما الصناعي في نسخته الأخيرة, تفاجأت بأننا نمتلك معامل وآلات صناعية في سورية لم أر مثلها قبلاً في دول العالم التي زرتها, ومع الأسف لم أكن أعلم بوجود صناعة وطنية بهذا المستوى, على الصعيد الشخصي أطمح إلى تطوير مركز الإدارة العالمية الذي أديره, والعمل على إنشاء جامعة خاصة في سورية تمنح شهادات عالمية".