التزم "حسين هاني" شغفه بالموسيقى ولملم نمنمات حب الطفولة للخشب فجمع بينهما ورسم طريق نجاحه وسجل له حضور ياسم لم يكلفه عناء البحث الكبير فسماه "جيتار بردى" فهو ابن مدينة "الزبداني" حاضنة نهر "بردى" ومجرى مياهه ومنبعها.

ولادة الفكرة

لم يستحسن والد "حسين" تعلّق ابنه بالموسيقى وشغفه بها، ولم يشأ أن يعلّمه إياها مخافة أن تبعده عن طريق دراسته وتحصيله العلمي كمان كان معه، مما اضطر"حسين" لتعلم الموسيقى بنفسه وبجهوده الشّخصية وكانت بدايته في الصف التاسع مع الفيروزيات فاجتهد في سماع الألحان والتجريب بدندنتها على أوتار جيتارات والده الثلاثة والتي تناوب على استعارتها دون أن تكون له آلته الخاصة به، حتى أجاد العزف. واستشعر فيما بعد جمالاً في صوته وأخذ يغني ويعزف الجيتار، وفي ذلك قال لمدونة وطن "eSyria":«صراحة لا استطيع أن أرى في صوتي صوت مغني إنما أنا مؤدي، والغناء بالنسبة لي هواية ولكن العزف وتأليف الموسيقى هما شغفي ومحل اهتمامي أكتر بكتير من الغناء بحد ذاتيه، وقد سعيت جاهداً نحو طموحي، فبعد تخرجي في كلية الحقوق بجامعة "دمشق" وفي "ألمانيا" التي قصدها مع نهاية عام 2015 التحقت بالجامعة بعد اتقان اللغة ودرست التّصميم (graphic design) وكان لمشروع التّخرج معي وقفة طويلة ذلك إنني أاردته مشروع متميزاً واردت أن يكون لي جيتار الخاص فكان القرار بتصميم جيتار كهربائي، وضمن ورشتي الخاصة التي أقمتها في منزلي، وبمعداتي اليدوية المحدودة وبالبحث والمتابعة في قنوات الانترنت جمعت المعلومات اللازمة التي تخص هذا المجال، وبدأت العمل فرسمت مخطط الجيتار وتابعت بالتنفيذ على الخشب من قص ونحت ومن ثم تجهيز وإنهاء وفق ما تعلمته ليجهز بين يدي جيتار اعطيته الاسم "بردى 71". "بردى" النهر الذي أحب واعشق والاسم السلسل السهل في كل اللغات واللهجات فالنطق به سليم وذو وقع جميل على الأذن أما الرقم 71 جاء نسبة إلى طول نهر "بردى" ووفق له يستمر تسلسل الترقيم للآلات».

‏فكرة صناعته لجيتار كهرباىي واسمه "بردى" كمشروع تخرج لـ"حسين" كانت برأي فكرة مجنونة ومستحيلة التّنفيذ وذلك بحكم عدم وجود المال والمكان والتّجهيزات اللازمة لذلك، إلا إنه وبالارادة التي لديه والتّصميم والصبر بالإضافة إلى المامه بمجالات متنوعة وكتيرة من موسيقى وتلحين وعزف ومعرفة كبيرة بكيفية التّعامل مع التكنولوجيا و الخشب حقق هدفه واقنعنا بإمكانية كسر النمط التقليدي بمجارة الزبون في التّصميم الذي يرغب به واستطاع ان يجعل لجيتار "بردى 71" حديث الولادة مكانته المطلوبة بين عازفي الجيتار أصحاب المزاج الصّعب، بما عمل به في التّسويق، فقد اعد فيديو لصناعة الجيتار مدته 15 دقيقة من بداية التّصنيع للحظة العزف على الجيتار. جمعها ونسقها من أكتر من 500 فيديو و 15 ساعة تصوير. واليوم لم يعد بردى للشام وحسب إنما وصل إلى هونغ كونغ، وكوريا الجنوبية، والصين، والسفير هو الجيتار الذي صنعه صديقي "حسين هاني"

التميز

نجد تميز الجيتار بردى في فرادة التّصميم الذي أعده "حسين" وكون الجبتار كاملاً من قاعدة وجسم مصنوع من قطعة خشب واحدة وكذلك اللونه جميل ومميز، وكما يجتهد "حسين" في جلب أفضل وأجمل الأخشاب من إفريقيا، إسبانيا، تايوان، كندا، البرازيل ومدغشقر يحتهد على تكريس دراسته في التّصميم قدر الإمكان لتساعده في التطوير بصناعة اللآلات الغربية وإضفاء اللمسة الشرقية لبلده عليها. وأخذ دوراً مهم بأن يكون أول عربي يصنع العود الالكتروني الذي استغرق تنفيذه سبعة عشر ساعة عمل متواصلة ويأخذ كذلك اسم "بردى"، ليس ذلك وحسب إنما وضمن ثنايا الأستديو الخاص به رسم مسار آخر لنجاحه عبر التلحين والتّوزيع فأطلق أغنية "شفاء" كلمات شعر جاهلي، كما إنه عمل في تألبف وتلحين موسيقى إعلانات لمنتجات ألمانية.

حسين هاني

التّصنيع والتّسويق

جيتار بردى 71

حاجة "زياد دعبول" لكبيوتر مستعمل يعرضه "حسين هاني" للبيع كانت السبيل إلى تعارفهم، ومفتاح صداقة بينهما في بلاد الغربة، فتشاركا اللقاءات والحوار وتبادلا النقاش والراي وإن اختلفا فيه مرات وهذا ما عرفناه بحديث "زياذ عبود" فقد قال:« ‏فكرة صناعته لجيتار كهرباىي واسمه "بردى" كمشروع تخرج لـ"حسين" كانت برأي فكرة مجنونة ومستحيلة التّنفيذ وذلك بحكم عدم وجود المال والمكان والتّجهيزات اللازمة لذلك، إلا إنه وبالارادة التي لديه والتّصميم والصبر بالإضافة إلى المامه بمجالات متنوعة وكتيرة من موسيقى وتلحين وعزف ومعرفة كبيرة بكيفية التّعامل مع التكنولوجيا و الخشب حقق هدفه واقنعنا بإمكانية كسر النمط التقليدي بمجارة الزبون في التّصميم الذي يرغب به واستطاع ان يجعل لجيتار "بردى 71" حديث الولادة مكانته المطلوبة بين عازفي الجيتار أصحاب المزاج الصّعب، بما عمل به في التّسويق، فقد اعد فيديو لصناعة الجيتار مدته 15 دقيقة من بداية التّصنيع للحظة العزف على الجيتار. جمعها ونسقها من أكتر من 500 فيديو و 15 ساعة تصوير. واليوم لم يعد بردى للشام وحسب إنما وصل إلى هونغ كونغ، وكوريا الجنوبية، والصين، والسفير هو الجيتار الذي صنعه صديقي "حسين هاني"».

زياد دعبول