بينما يسعى الجميع في الأزمة الصحية الحالية للبقاء في المنزل لتخفيف احتمالية العدوى من خلال التباعد الاجتماعي، استطاع البعض ممارسة عمله أو جزءٍ منه من منزله، إلا أنّ مجموعةً من المهن الضرورية والتي لا يمكن الاستغناء عنها استمرت أعمالها على الأرض رغم الخطورة التي قد تلمّ بأصحابها.

لن يكون الحديث عن الكوادر الطبية من بين تلك المهن، لأنه من المعلوم أنهم حجر الأساس في مثل هذه الأزمة الصحية ولا يمكن من دونهم الخروج من تداعيات الوباء الذي نعيشه اليوم، بل سيكون تسليط الضوء على مهن أخرى قد تكون -للوهلة الأولى- ثانويةً في حدث "الكورونا" إلا أنها حقيقةً لا يمكن من دونها أن يكتمل الحدث.

البداية من الإعلاميين والصحفيين، فكما هي العادة فإنّ جميع العاملين في المجال الإعلامي سواء أمام أو وراء الكواليس هم دائماً في مكان الحدث لمواكبته ونقل معطياته للجمهور أينما كان، وإن قلنا أنّ جزءاً من هذه الكوادر استطاع استكمال عمله من المنزل خلال فترة الحجر الصحي إلا أنّ الجزء الأكبر منهم لا ينجح عمله عن بعد وعليه أن يكون موجوداً على أرض الواقع سواء في الشوارع أو المستشفيات وغيرها من الأماكن كي يستمر هذا العمل، ومن أجل تلبية حاجة المواطنين أولاً وأخيراً.

وأيضاً رجال الشرطة وعناصر وزارة الداخلية الساهرون على راحتنا وعلى تطبيق الإجراءات المفروضة في ظل هذه الجائحة، وإن كان هذا دورهم الأساسي عموماً إلا أننا بحاجة إلى هذا الدور في ظل الأزمات أكثر، وهذا ينطبق على العمال في مختلف القطاعات العامة والخاصة كالنظافة والكهرباء والمياه وبعض الباعة وغيرهم من العمال الذين لا يمكن لدورة الحياة أن تستمر دون عملهم ولا يمكن الاستغناء عن الخدمات المقدمة من قبلهم مهما كانت الظروف، فهم يؤدون واجباتهم على أكمل وجه مهما كانت صعوبة الموضوع.

الشكر لهؤلاء العمال الذين يعرضون أنفسهم وأهاليهم لاحتمالية الخطر من أجل تأمين متطلبات حياتنا، ونتمنى عليهم تطبيق أعلى إجراءات الوقاية لحماية أنفسهم من كل مكروه، كما نتمنى على الجهات المسؤولة عنهم أن تلحظ الجهد الذي يبذلونه وتقدم لهم وسائل الحماية والتقدير المناسب.

  • الصورة للزملاء في قناة "العالم سورية"