لا يسعنا في اليوم العالمي للغة الأم –الذي يصادف 21 شباط من كل عام- إلا أن تغمرنا مشاعر الفخر والسعادة بامتلاكنا لهذه اللغة التي تعدُّ من بين أهم لغات العالم، والتي حافظت على مكانة مرموقة بين 6000 لغة محكية حول العالم رغم تعرض حوالي 43% منها للاندثار، ومع ذلك لا ننكر أهمية وضرورة المحافظة على التنوع والتعدد اللغوي والثقافي.

لغتنا، لغة الضاد، لا اختلاف على أنّها تعدُّ من اللغات الصعبة عالمياً، ومع ذلك تأتي في المرتبة السادسة (حسب آخر الاحصائيات) من حيث الانتشار وعدد الناطقين بها، وهي اللغة المعتمدة لـ 6.6% من سكان العالم، بينما تحتل اللغة الإنكليزية المرتبة الأولى وتصل النسبة إلى 25%، هذه الصعوبة التي قد لا نشعر بها ولا نعيها كوننا من أبناء هذه اللغة، نجدها على ألسنة غير الناطقين بها ممن يسعون إلى اكتساب اللغة العربية على اختلاف دوافعهم.

الاحتفاء بلغتنا الأم وحده لا يكفي للتعبير عن الامتنان والشكر لما نملكه، بل من واجبنا المحافظة بكل ما نستطيع على اللغة التي تعبر عن حضارتنا وتراثنا وهويتنا وتشكل ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، ويكون ذلك من خلال تعزيز وجودها وبالشكل الصحيح وخاصة في العالم الرقمي الذي لا يزيد فيه عدد اللغات المستخدمة عن المئة لغة، فصناعة المحتوى على الشبكة باللغة العربية هي مهمة كل ناطق بها، على أن يكون المحتوى ذا مستوى جيد يقدم قيمة أو جمالاً أو أي إضافة إيجابية، ويملك المقومات التي تدعم وجود ومكانة هذه اللغة بين اللغات المختلفة، ولا يشكّل أيّ نقاط تشويه أو ضعف لها. والمحاولة قدر الإمكان أن تكون الكتابة بالأحرف العربية واستخدام اللغة الفصحى وتقليل الأخطاء الإملائية والكتابية.

الجانب الآخر الذي يمكننا من خلاله دعم لغتنا العربية يكمن في زيادة إنتاجنا العلمي والأدبي ونشره على أوسع نطاق، من خلال زيادة عدد المؤلفات والأبحاث والدراسات ورفع سويتها، وبالتالي المساهمة في زيادة متحوى اللغة العربية والمستوى الثقافي والأكاديمي للعالم العربي بشكل عام.