من خلال الدمج بين مواد العلوم والتقانة والهندسة والرياضيات، يهدف منهاج "STEM" إلى الانتقال من المنهج التقليدي إلى المنهج المتكامل الخبرات، ما يساهم في توجه الطلاب نحو الانغماس في المعرفة العلمية، واكتساب المهارات الحياتية، والربط فيما بينها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 29 كانون الثاني 2020 مع "جمانة الدرا" المنسق المركزي لدمج التقانة بالتعليم لتحدثنا عن منهاج "STEM"، حيث قالت: «يقوم المنهاج على فكرة تعليم الطلاب في أربعة تخصصات مختصرة، وهي: العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، فالعلوم تشمل المعارف والمهارات وطرق التفكير العلمي والإبداعي واتخاذ القرار، أما التقنية فتتضمن التطبيقات العلمية والهندسية وعلوم الحاسب، أيضاً الهندسة التي تتضمن التصميم الهندسي الذي يشمل عنصرين، الأول تقديم قاعدة أساسية من الثقافة التقنية في المرحلة الثانوية، والثاني إعداد الطالب لدراسة التصميم الهندسي في مرحلة ما بعد الثانوية، أما الرياضيات فتتضمن قاعدة أساسية عريضة من أسس الرياضيات وحل المشكلات الرياضية.

هناك رابط كبير بين كل من نظام "STEM" ودمج التقانة بالتعليم خاصةً عندما كان اسمه "وورلد لينكس" من حيث أهداف كل منهما، فمثلاً التعلم التعاوني والتفكير الناقد والتعلم بالمشاريع والتعلم عن بعد، كانت من أهداف المرحلة الثانية في "وورلد لينكس"، أما التفكير الإبداعي والابتكار فكانت في مرحلته الثالثة، وهي ذات الأهداف التي تؤكد عليها منهجية "STEM" في التعليم، كما أن كلاهما يؤكد على ضرورة إعداد معلمين يجيدون تطبيق استراتيجيات حل المشكلات والاستقصاء والعمل بالمشاريع، إضافةً إلى معرفة كيفية إدارة مجموعات عمل الطلاب، وخلق روح التعاون والعمل فيما بينهم كفريق واحد يتواصل أعضاؤه داخل وخارج المدرسة، وعبر وسائل التواصل الحديثة، لإنجاز المهام والمشاريع المناط بهم إنجازها على أكمل وجه

هناك ثلاث محاور رئيسية للتغيير من المنهج التقليدي إلى المنهج المتكامل الخبرات، أولها تغيير رؤية تدريس العلوم والرياضيات ليوائم ما يتم تدريسه داخل الفصول وما يحدث في الواقع، ثانياً تغيير طريقة تدريس العلوم والرياضيات في المدرسة، بحيث يتحول الطلاب إلى الانغماس في المعرفة العلمية والمهارات والعادات العقلية، ليقوموا بممارسة العلوم والبحث والتحري وحل المشكلات الإبداعية والتفكير العلمي، ثالثاً تغيير الرؤية وأهداف التعليم، بحيث نسعى إلى تحقيق فهم العلوم والرياضيات وتطبيقاتهما التكنولوجية من قبل الجميع، وليس فقط الصفوة العلمية في المجتمع».

منهجية stem

وعن دور هذا المنهاج في إكساب الطالب المهارات التي تلزمه في الحياة، وكيفية ربط هذه المهارات بالواقع، قالت: «الأساس في "STEM" كمنهجية تعليمية هو التكامل بين التخصصات الأربعة كنهج تربوي، فإنه بإمكانك دمج المفاهيم والأهداف خلال التدريس بين اثنين أو أكثر من هذه التخصصات الأربعة في مشروع واحد، والمشاريع يجب أن تكون مرتبطةً ارتباطاً وثيقاً بالعالم الحقيقي، ومن خلالها يسعى فريق عمل الطلاب للبحث عن حلول للمشكلات أو تقديم ابتكارات مفيدة للمجتمع، وهنا يمكن للطالب أن يختار إحدى المشاكل المحيطة به، سواء على الصعيد الاجتماعي أو الصحي أو البيئي، وحسب مستوى فهمه للمحيط حوله، بهدف البحث عن حلول لهذه المشكلة مع فريق عمله.

وتأتي أهمية ربط تعلم الطلاب بقضايا ومشاكل المجتمع حتى لا يتعلمون بمعزل عن العالم من حولهم، والطالب كلما كان تعلمه ذا فائدة واقعية مرتبطة بحياته، كلما زاد شغفه للتعلم، ولمس الأثر الذي يعزز لديه الكثير من المهارات، هذا من جهة، ومن جهة أخرى مسألة التكامل بين التخصصات تقدم للطالب ربطاً بين العديد من المفاهيم والممارسات بما يرسخها أكثر في ذهنه، ويدعم التعلم وتطبيق المفاهيم في وقت واحد بدلاً من تقديمها بصورة نظرية مجردة».

أ. جمانة الدرا

وعن الرابط بين هذا المنهاج، ودمج التقانة بالتعليم، قالت: «هناك رابط كبير بين كل من نظام "STEM" ودمج التقانة بالتعليم خاصةً عندما كان اسمه "وورلد لينكس" من حيث أهداف كل منهما، فمثلاً التعلم التعاوني والتفكير الناقد والتعلم بالمشاريع والتعلم عن بعد، كانت من أهداف المرحلة الثانية في "وورلد لينكس"، أما التفكير الإبداعي والابتكار فكانت في مرحلته الثالثة، وهي ذات الأهداف التي تؤكد عليها منهجية "STEM" في التعليم، كما أن كلاهما يؤكد على ضرورة إعداد معلمين يجيدون تطبيق استراتيجيات حل المشكلات والاستقصاء والعمل بالمشاريع، إضافةً إلى معرفة كيفية إدارة مجموعات عمل الطلاب، وخلق روح التعاون والعمل فيما بينهم كفريق واحد يتواصل أعضاؤه داخل وخارج المدرسة، وعبر وسائل التواصل الحديثة، لإنجاز المهام والمشاريع المناط بهم إنجازها على أكمل وجه».

الدكتورة "ناديا الغزولي" مديرة المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية، تحدثت عن مراحل تنفيذ المنهاج والهدف من وضعه بالقول: «وضع المركز الوطني في خطته بين عامي 2020 و2023 العمل على منهاج "STEM"، وفعلاً بدأنا العمل بعقد ورشة عمل مع كليات الهمك والمعلوماتية والعلوم، وبحضور منسقي المواد والموجهين الأوائل في وزارة التربية، لتأتي بعدها مرحلة تشكيل اللجان لوضع معايير وأهداف تعليمية لهذا المنهاج، من ثمّ تشكيل لجان التأليف، وهدفنا من العمل بهذا المنهاج تعزيز تكامل المعرفة لدى المتعلم، وبالتالي تحفيز الإبداع لديه.

د. ناديا الغزولي

يعتمد المركز على آلية علمية تربوية في تطوير المناهج، تواكب هذه الآلية المستجدات العالمية، وتتناسب مع قدرات المتعلمين، وتدعم مهارات القرن الحادي والعشرين، فالتطورات الحياتية المتسارعة تفرض نفسها بشكل كبير على واقع التعلم، لذلك كان لا بدّ من العمل على هذا النظام لما يختصره من وقت على المتعلم من ناحية، ويواكب التطورات العلمية من ناحية أخرى، ولأنّ مناهجنا بنيت على أسس أربعة وهي بناء الذات والتواصل والمواطنة والتنمية المستدامة، كان لا بدّ لهذا النظام من أن يراعي تعزيز هذه الأسس ويؤكدها، كما أنّه بالدرجة الأولى يستند إلى العمل التعاوني، وبالتالي يعزز عملية التواصل بشكل كبير».