كبداية تشخيصية لواقع ما بعد الإنترنت، لجميع المهتمين بالإعلام كصناعة، وكخطوة باتجاه المزيد من القراءات لواقع الإعلام المتغير المتجدد في "سورية"، أصدر اتحاد الصحفيين كتاب دراسة تحليلية بعنوان: "المشهد الرقمي في الإعلام السوري"، الذي يقدم قيماً مضافة مختلفة من خلال عناوين متنوعة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 9 أيار 2019، مع مؤلفي الكتاب، وتحدث الإعلامي "حسين الإبراهيم" (رئيس لجنة الإعلام الإلكتروني في اتحاد الصحفيين) عن أهمية الكتاب قائلاً: «واجهنا في "سورية" نموذجاً جديداً للتواصل مع الآخر؛ وهو نموذج يختلف إلى حدّ ما عن طرائق التواصل المعروفة لدينا، فدخلنا من دون تحضير إلى عالم الإنترنت، وراح هذا الوافد الجديد يسرح ويمرح بلا ضوابط، هذا إذا لم نقل بلا اهتمام من قبل أصحاب الشأن وخاصة علماء الاجتماع؛ وهو ما أوصلنا إلى نوع من الاضطراب الاجتماعي، بعد أن فشلنا في تحديد موقع الإنترنت في حياتنا اليومية. المهم في كل ذلك أننا لم نخطُ أي خطوات باتجاه استكشاف انعكاسات هذا التغير الاجتماعي والثقافي والإعلامي، حتى إننا لم نسعَ نحو تشخيص الحالة المستحدثة».

هذا الكتاب جاء ليكون بداية تشخيصية لواقع ما بعد الإنترنت في "سورية"، وأقول بداية لأنها بحاجة إلى خطوات أخرى تدعمها كي نصل إلى مستوى التشخيص الدقيق، وخاصة في المجال الإعلامي

ويضيف: «هذا الكتاب جاء ليكون بداية تشخيصية لواقع ما بعد الإنترنت في "سورية"، وأقول بداية لأنها بحاجة إلى خطوات أخرى تدعمها كي نصل إلى مستوى التشخيص الدقيق، وخاصة في المجال الإعلامي».

الإعلامي حسين الإبراهيم

الكتاب يركز على المجال الإعلامي، إلا أنه غير موجه إلى الإعلاميين فقط، وهنا يقول الإعلامي "الإبراهيم": «الكتاب موجه إلى الجميع، فهو بمنزلة بوابة توثيقية تفتح الطريق للمهتمين بالإعلام كصناعة وليس كخدمة؛ أي بالمحتوى الرقمي الإعلامي، والإعلام كمكوّن اجتماعي، أو كظاهرة اجتماعية، ومن هنا كان الهدف من تناول موضوع المجتمع الشبكي إضافة إلى طرح قضايا مستحدثة في عالمنا المعاصر؛ كهندسة الرأي العام، ودمج الإعلام بالاتصالات والأهداف الجديدة للإعلام الرقمي التي تتمثل في الوصول إلى نتائج يمكن تعميمها وتحليلها إلى وحدات قابلة للقياس (كقيمة مضافة) واضحة المعالم».

حول أهمية أن يصدر هذا الكتاب عن اتحاد الصحفيين، يضيف: «يمثّل الكتاب مرجعية تاريخية وصحفية من خلال توثيق المراحل التي مرت بها شبكة الإنترنت في "سورية"، كما يمثّل الدور الذي قام به الاتحاد وخاصة في السنة الماضية لدمج العاملين في الإعلام الرقمي بالتنظيم النقابي.

الدكتور منذر أحمد

ولأن الاتحاد هو الجهة التي تتحمل مسؤولية التنظيم النقابي للإعلاميين بوجه عام، ولأن مؤسساته بحاجة إلى تشخيص للواقع، ومرجعية دقيقة لحركة التغيير التي أطلقتها ثورة المعلومات والاتصالات؛ كان لا بد أن يسعى باتجاه دراسة الواقع بمعطياته وتوجهاته وآفاق العمل الإعلامي المستقبلية، ومن هنا جاء طرح فكرة المنظومة الوطنية للإعلام في الكتاب، لتعبّر عن طموح الإعلاميين بوجه عام».

أما الدكتور "منذر أحمد"، فيتحدث عن الرسالة التي يقدمها الكتاب للعاملين في مجال الإعلام الرقمي، ويقول: «يسعى هذا الكتاب إلى حدّ ما، للإجابة عن معظم تساؤلات المهتمين بواقع الإعلام الجديد في "سورية"، فهو كتاب جمع المعلومات والمعطيات المتعلقة بالإعلام الجديد والبيئة التشريعية المتعلقة بمن يمارس هذه المهنة، إضافة إلى الكثير من المعلومات التي تم وضعها بالاعتماد على دراسة واقع الإعلام العربي والعالمي من جهة، والتجارب الشخصية المستمدة من قراءة الواقع المحلي من جهة أخرى، ووضع خلاصة الخبرة الأكاديمية المستقاة من عملية تدريس طلابنا في الجامعات السورية».

ويضيف: «الكتاب ليس مجرد تعبير عن رأي شخصي أو مجرد عرض موضوعي بقدر ما هو عبارة عن محاولة لتوصيف علمي ومنهجي لواقع الإعلام الجديد، استطعنا الوصول إليه بتجارب شخصية وخلاصة نتائج اجتماعات لجنة الإعلام الإلكتروني التابعة لاتحاد الصحفيين. فكان تتويجاً لمرحلةٍ مهمة من مراحل النضال الطويلة التي بدأها الصحفيون الأوائل العاملون في مجال الإعلام الجديد، والتي كانت تهدف إلى نيل اعتراف شرعي ورسمي يقر بتفردهم وخصوصية المحتوى الإعلامي الذي يقدمونه، واختلاف هذا المحتوى عما سبقه من أشكال ونماذج إعلامية سواء على مستوى الشكل والأسلوب وطريقة العرض، أو على مستوى الوسيلة الناقلة لهذا المحتوى.

باختصار، الكتاب يعدّ خطوة تأسيسية، ونتمنى أن يكون مرجعاً للعاملين في مجال الإعلام الجديد، وخطوة في مشوار الألف ميل باتجاه المزيد من الدراسات والقراءات لواقع هذا الإعلام المتغير المتجدد، وآليات الاستفادة منه في صناعة رأي عام منظم وفعال».

وحول أهمية الكتاب لطلاب الإعلام كمرجع أكاديمي، يقول: «قد تكون كلمة مرجع كلمة كبيرة بالنسبة لحجم وكم المحتوى المقدم في هذا الكتاب الموجود بين أيدينا، لكنه من دون شك، يعدّ مرجعاً مهماً من ناحية نوع المحتوى الذي يقدمه، وخاصةً في ظل شح الدراسات التي تتحدث عن هذا الموضوع، فهو يمثل لبنةً أولى من لبنات الدراسات المتعلقة بالمشهد الرقمي في الإعلام السوري، فكما نعرف العلم والبحث العلمي مسألةٌ تراكمية وتجري خطوةً خطوة، وهذه الخطوة ستتبعها خطواتٌ وقفزاتٌ كبيرة منا أو من زملائنا.

وأتمنى أن يحتل هذا الكتاب المكانة المناسبة لدى طلاب الإعلام في الجامعات السورية سواء الخاصة أو الحكومية؛ فهو يحتوي الكثير من المعلومات الأكاديمية التي كنت أحرص باستمرار على تقديمها لطلابي في الجامعة، إضافة إلى طرحه لعناوين جديدة حول الرأي العام والمجتمع الشبكي، ومعلومات توثيقية، وتوجيهات تنظيمية حول آلية انتساب العاملين في هذا المجال إلى اتحاد الصحفيين في "سورية"، ومعايير التنظيم، والكثير غيرها من المواضيع».