تأييداً للكثير من الشعارات التي تُرفع في مثل هذا اليوم واقعياً وافتراضياً، ضمن الاحتفال بمناسبة عيد المعلم الذي تحتفل فيه "سورية" في ثالث خميس من شهر آذار كل عام، بأن المعلم ليس فقط من درّسنا في مدرسة أو جامعة أو معهد، وإنما كل شخص زودنا بمعلومة تفيدنا في هذه الحياة.

فلا نختلف على أن المعلم هو كل من قدم لنا من علمه ولو سطراً من دون مقابل، سواء أعطانا معلومة نظرية مرتبطة باختصاص معين، أو اكتسبنا منه معرفة عامة تزيد من ثقافتنا ومداركنا بالعموم، أو ساهم بحصولنا على قيمة مضافة في حياتنا الاجتماعية.

هؤلاء المعلمين كُثر، قد نصادفهم كل يوم، حتى لو كنا قد خرجنا عُمرياً من إطار المراحل التعليمية التقليدية، فقد يكون المعلم معنا يومياً في المنزل أو في مكان عملنا، وقد نصادفه في الشارع على هيئة عابر سبيل، أو نحن من نطرق بابه من خلال بحثنا عن معلومة معينة في الكتب والمحتويات الرقمية التي لا تنضب، هذا سواء كنا ندري أننا نتعلم منهم، أو لا ندري.

فالأب أو الأم مهما علت مراتب أولادهما يبقيان لهم المعلم الأول، ومديرو وزملاء العمل كل في اختصاصه وحسب مهاراته -إن كانوا ممن لا يبخلون بعلمهم على أحد- كل منهم معلم لمن حولهم وبالتبادل فيما بينهم، وكذلك مختار الحي وصاحب البقالة والطباخ في محل صناعة الفطائر، هم معلمون بأي موقف إيجابي يصدر منهم يعلم كيف نتعامل مع الآخرين، وخاصة للفئات العمرية الأصغر التي تسعى إلى تعلم الحياة من المجتمع المحيط بها، وأخيراً المعلم الافتراضي الذي لا غنى عنه؛ العم «غوغل» الذي يجيب يومياً وعلى مدار دقات الساعة عن عدد غير محدود من الأسئلة، ويزودنا متى نشاء بمعلومات في كافة المجالات وبأي لغة نختارها.

إلا أن وجود كل هؤلاء المعلمين حولنا لا ينفع ما لم نكن نحن من نسعى للحصول على هذا العلم، وما لم نكن نحن من نبحث عن هؤلاء المعلمين في كل خطوة نسعى إلى تحقيقها، فيكون كل شخص منا معلم ذاته الذي يدفعه في كل يوم إلى العمل على اكتساب ولو معلومة جديدة مهما تقدمت به الحياة عمراً ومعرفةً، ويبذل كل ما بوسعه ليجد معلمه الذي يقدم له علماً سواء كان بمقابل أو مجاناً.