وجد طرح إدراج مادة "الأخلاق" لتدرّس في الجامعات السورية استحساناً كبيراً من قبل القائمين على العملية التدريسية والطلاب على حد سواء، بهدف اكتمال عمل الأسرة مع الجامعة لترسيخ القيم الأخلاقية داخل المجتمع.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 31 آذار 2016، الدكتور "ماجد الرفاعي" المدرّس في كلية التربية؛ ليحدثنا عن أهمية تدريس الأخلاق كمادة مستقلة إلى جانب المقررات الجامعية قائلاً: «نحن اليوم أحوج ما نكون إلى الأخلاق، فبالنظر إلى الوضع الراهن الذي يمر به البلد أعزو الكثير مما وصلنا إليه اليوم إلى تدني مستوى الأخلاق لدى فئة كبيرة من شبابنا، لذلك أرى من خلال تعاملي مع فئة مهمة بالمجتمع متمثلة بالشباب أن هناك ضرورة لوجود مادة لتعليم الأخلاق في الجامعات، لكن يجب أن نبدأ به بسن مبكرة منذ الطفولة ولا ننتظر إلى حين بلوغ المرحلة الجامعية؛ فالتربية الأخلاقية تأتي متدرجة يأخذها الطالب من مرحلة رياض الأطفال، وتستمر إلى تخرجه في الجامعة».

نحن اليوم أحوج ما نكون إلى الأخلاق، فبالنظر إلى الوضع الراهن الذي يمر به البلد أعزو الكثير مما وصلنا إليه اليوم إلى تدني مستوى الأخلاق لدى فئة كبيرة من شبابنا، لذلك أرى من خلال تعاملي مع فئة مهمة بالمجتمع متمثلة بالشباب أن هناك ضرورة لوجود مادة لتعليم الأخلاق في الجامعات، لكن يجب أن نبدأ به بسن مبكرة منذ الطفولة ولا ننتظر إلى حين بلوغ المرحلة الجامعية؛ فالتربية الأخلاقية تأتي متدرجة يأخذها الطالب من مرحلة رياض الأطفال، وتستمر إلى تخرجه في الجامعة

ويضيف: «نحن كمدرسين في الجامعات ندرك تماماً أهمية أن يتخرج الطالب متسلحاً بالأخلاق، التي لا تقل عن تزويده بالإمكانات العلمية، بل قد تتفوق عليها في بعض الأماكن، ونحن نطالب بوجود مقرر لتدريس الأخلاق، لكن لا بد أن يكون له مقومات ذات فعالية، وأن تعدّ مادة أساسية، ومؤثرة تعتمد مراجع صحيحة تشمل القدوة وهو المدرّس، والمضمون المستمد من المجتمع، والدين، كما يجب ألا تنتهي التربية الأخلاقية بتقديم المقرر بقصد النجاح، والتخرج في الجامعة، فلا بد أن يكون لها تأثيرها المستمر».

الدكتور محمود محمد

وعن رأي الطلاب لكونهم الفئة المستهدفة، يحدثنا الطالب "محمد سليمان" طالب مناهج بكلية التربية قائلاً: «على الرغم من إيماني بأن الأسرة والبيئة هما المسؤولان عن تكوّن الأخلاق لدينا في سن مبكرة، إلا أنني مقتنع بأنه من المهم أن يكون هناك مقرر في الجامعة ندرسه إلى جانب اختصاصنا يهتم بمجال الأخلاق، يمكن أن يعزز لدينا بعض المفاهيم ويلغي الأخرى التي ورثناها من البيئة التي نشأنا فيها بما تحمله من عادات وتقاليد ربما تكون خاطئة، لكنني أرى البداية الحقيقية لبناء الأخلاق تكون بسنّ مبكرة يمكن أن تفيد بالجامعة لكنها تأتي متأخرة، ويمكن ألا تعطي أثرها، وكطالب أرى أنه لكي تعطي المادة الأثر المتوقع يجب أن تكون بنية المادة متينة وأن تدعَم عملياً، كأن تترافق مع حملات توعية، وأن ننخرط بأعمال تطوعية تعكس مدى فهمنا للأخلاق، ويكون هناك عرض تطبيقي لبعض الأفكار ليكون هناك مجال للإقناع؛ لكوننا كطلاب ننتمي إلى بيئات مختلفة تشبعنا بعادات وتقاليد وأفكار ليس من السهولة التخلي عنها إلا بوجود مؤثر قادر على إقناعنا بالتخلي عن بعضها، كما يجب ألا تقتصر على فروع محددة من الجامعة بل تشمل كل الفروع».

بدوره الدكتور "محمود محمد" رئيس قسم أصول التربية بجامعة "دمشق" قال: «تعدّ عملية التربية والتعليم في جوهرها عمل أخلاقي، فالتربية قد تكون أوسع من الأخلاق، لكنها من دون أخلاق لا تؤدي هدفها، ومجمل الأجندة التربوية ذات طابع أخلاقي نريد من خلاله تعزيز القيم الأخلاقية بالمجتمع، ونقله إلى الجيل الجديد المتمثل بفئة الشباب، حيث يكسب الناشئة القيم الأخلاقية، وهذا يمكن أن يتم من خلال مقررات في الجامعة، وهي إن دُرست كمادة مستقلة فهذا شيء جيد، وإن وزعت على جوانب المقررات الدراسية فهذا ممكن؛ فالاستراتيجيتان مقبولتان، لكن من غير المقبول أن لا تكون الأخلاق جوهر العمل التربوي التعليمي، فهي ليست مهنة فقط، بل مهنة نريد أن نعزز من خلالها القيم الأخلاقية، وهناك توجه من قبل وزارة التعليم العالي بأن يكون مقرر التربية الأخلاقية الذي تم طرحه للمناقشة بقصد إلحاقه كمقرر إلى جانب المقررات الأخرى، جامعاً للقيم الأخلاقية من الديانات السماوية المختلفة والجذور الحضارية، ويكون قاسماً مشتركاً وطنياً بين أبناء الوطن، والسلوك هو المعيار الذي يحكم عليه من خلال زرع القيم الأخلاقية، كما أنه يجب العمل على أن تكون المادة ذات أهداف سلوكية واضحة يتم تقويمها، وتكون مادة أساسية وليس لمجرد الحصول على علامات تفيد بتخرج الطالب في الجامعة».