مع نجاح اللجنة الاقتصاديّة والاجتماعيّة لدول آسيا ومحيط الهادي بمشروع تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات من أجل التّنمية، أرادت اللجنة الاقتصاديّة والاجتماعيّة لدول غربي آسيا "الإسكوا" تطبيق المنهج نفسه؛ لما له من انعكاسات على صنع السّياسات في تحقيق التّنميّة الاقتصادية والاجتماعية.

لمعرفة المزيد عن مشروع الأكاديميّة العربيّة لتكنولوجيا المعلومات والاتّصالات من أجل التّنمية لقادة القطّاع الحكومي؛ مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 كانون الثاني 2016، المهندس" وائل عبيد" خبير اللجنة الاقتصاديّة والاجتماعيّة لدول غربي آسيا "الإسكوا"؛ الذي قال: «يأتي هذا المشروع لإجراء دورات تدريبيّة لرفع قدرات أصحاب القرار في الحكومات العربية لاستخدام تقانات المعلومات والاتّصالات في التّنمية، فجرى العمل على تحديد وتطوير الوحدات التدريبيّة الأربع من خلال استبيان إقليمي، فجاءت الوحدة الأولى لتتكلم عن العلاقة بين تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات والتّنمية. حيث يجري تسليط الضّوء على القضايا الرّئيسة ونقاط صنع القرار المتعلقة بتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات. أما الوحدة الثّانية فتتحدث عن سياسات تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات من أجل التّنمية، حيث نستعرض جوانب متعددة من المعلومات والحالات ذات العلاقة بالسّياسات والاستراتيجيات الوطنيّة والوسائل القانونيّة الدّاعمة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات. وتقدم الوحدة التّدريبيّة الثّالثة معلومات عامة عن الحكومة الإلكترونيّة، والمفاهيم الأساسيّة والنّواحي النّظريّة للحكومة الإلكترونيّة والحوكمة الإلكترونية وكيفيّة بناء استراتيجياتها. أما الوحدة الرّابعة فكانت عن حوكمة الإنترنت وأمن المعلومات، وبعد تثبيت وحدات التّدريب تمّ تدريب مجموعة من المدربين بدورات تستهدف عدة مستويات من وزراء، ومعاوني وزراء، ونواب، ومديرين، ومديرين مركزيين، وكذلك المديرين التنفيذيين، وطوال مدة التدريب استمرت "الإسكوا" بتقديم مهمات استشاريّة وخبرات متنوعة وتابعت سير العمل. كما قامت بنقل تجارب الدّول العربية النّاجحة وغير الناجحة بهدف نقل الأخطاء لتفاديها، وبالنسبة لموضوع آفاق المشروع ومنظوره المستقبلي فقد ركز على عمليّة الاستدامة من خلال تطوير وحدات تدريبيّة جديدة، وتدريب مدربين جدد حسب الاحتياجات وواقع المشروع، إضافة إلى تأمين المادة العلميّة بكل وقت وبسبل مختلفة».

إضافة إلى البرنامج التّدريبي للمشروع بمحاوره الأربعة، اعتمدنا أمثلة من واقع القطّاع الذي يجري فيه التدريب، ففي وزارة الاقتصاد انحصرت أمثلتنا بمشاريع وزارة الاقتصاد، ودور تقانة المعلومات والاتّصالات بالوزارة، ومن خلال مناقشات المتدربين وأسئلتهم ظهر الاهتمام المرتفع بهذه الدّورة؛ فكانت حافزاً للمضي بها لتشمل مجمل القطّاعات

وتحدث المهندس "وائل العبيد" عن المشروع في "سورية"، فقال: «تقدمت "سورية" بخطتها الوطنيّة لتنفيذ مشروع الأكاديميّة، وتمّ تدريب تسعة مدربين كان لهم الجهد الملحوظ في عملية تكييف المحتوى التّدريبي وفق القطّاعات التي درّبوا فيها بنسبة وصلت إلى 70%، فجاءت حالات الدّراسة التي قدموها من وحي الواقع السّوري، وهناك نقطة أخرى تحسب لمصلحة تنفيذ المشروع الوطني في "سورية"؛ وهي إدراج وحدات الأكاديميّة كمقرر في "المعهد الوطني للإدارة العامة"؛ حيث تفردت بهذا الإنجاز، وهو ما كان في خطة "الإسكوا" القادمة».

المهندس وائل عبيد

تحدثت المهندسة "فدوى مراد" عن مهمتها كإحدى المدربات في المشروع الوطني لأكاديميّة تكنولوجيا المعلومات في "سورية"، فقالت: «دخلت اليوم تقانات المعلومات والاتّصالات بكل القطّاعات على اختلاف اختصاصاتها، وبوجود مشكلة في مراحل استراتيجيات تطبيق السّياسات المتعلقة باستخدام هذه التّقانات بالتّنميّة، لكونها تتضمن الكثير من الخصوصية في بعض النواحي التي يجب مراعاتها، وكان علينا إيجاد لغة حوار مشتركة بين ممثل تقانات المعلومات والاتّصالات، ومتخذ القرار بأي قطّاع آخر، فكانت المواد التّدريبيّة الحل الذي يخدم هذا الجانب، فبحكم أن تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات قطّاع مستقل بذاته، وباعتبار المسؤول عنه جهة مختصة لا توجد إشكاليّة، والإشكاليّة تكمن بكونه قطّاعاً عابراً للقطّاعات الأخرى، ويحتاج إلى تفهم هذه القطّاعات وتجاوبها معه، ولا يتحقق هذا إلا بخلق الوعي والمعرفة عند أصحاب القرار غير الاختصاصيين بكيفيّة توظيف تقانات المعلومات والاتّصالات لتطوير قطّاعاتهم».

وأضافت المهندسة "فدوى مراد" موضحة المنهجيّة التي اتبعتها بالتدريب، فقالت: «إضافة إلى البرنامج التّدريبي للمشروع بمحاوره الأربعة، اعتمدنا أمثلة من واقع القطّاع الذي يجري فيه التدريب، ففي وزارة الاقتصاد انحصرت أمثلتنا بمشاريع وزارة الاقتصاد، ودور تقانة المعلومات والاتّصالات بالوزارة، ومن خلال مناقشات المتدربين وأسئلتهم ظهر الاهتمام المرتفع بهذه الدّورة؛ فكانت حافزاً للمضي بها لتشمل مجمل القطّاعات».

المهندسة فدوى مراد

وتحدث المهندس "سامر الحافظ" عن انطباعه بعد هذه الدورات، وهو أحد المتدربين في المشروع، حيث قال: «لا شك أن التّعاون بين قطّاع تقانة المعلومات والاتّصالات وبقية القطّاعات تعاون ضروري، يؤمن بنية تحتيّة ويحقق النجاح لأي مشروع تقاني، وعندما يجري العمل على تنظيم آلية تخاطب صحيحة وموضوعيّة بين قطّاع التّقانة وبقية القطّاعات ترتسم خطوط رصد الأثر لأي مشروع، فتتحقق الفائدة المرجوة وتضيق الفجوة التي جعلت من ترتيبنا بين دول العالم بمستويات غير مشجعة».

الجدير ذكره، أنه تمّ حتى اليوم إقامة ثلاث دورات تدريبيّة لهذا المشروع، الأولى في وزارة الاتّصالات والتّقانة بمشاركة وزارة النقل والمعهد الوطني للإدارة العامة، والثانيّة في المديرية العامة للمصالح العقاريّة، والثّالثة في وزارة الاقتصاد والتّجارة الخارجيّة، ويجري العمل على إقامة دورات أخرى في وزارات مختلفة.

المهندس سامر الحافظ