أصبح تعلم لغة أجنبية إلى جانب اللغة الأولى الأم ضرورة من ضرورات هذا العصر، فالعالم اليوم يتجه إلى تعلم اللغات لما لها من ميزات ترقى به إلى السمو والإبداع والتواصل.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 شباط 2015، عدداً من المهتمين بهذا الموضوع باختصاصات مختلفة عبروا عن رأيهم في فوائد وأهمية تعلم لغة ثانية في حياتهم.

معرفة الشخص لأكثر من لغة تعني دخوله إلى عوالم جديدة يستطيع من خلالها الاطلاع على خصوصيات هذه العوالم وثقافاتها، إضافة إلى إمكانية فهمها، فاللغة الجديدة تعني عالماً جديداً

"ديما قدح" فنانة تشكيلية قالت: «حسب تجربتي المتواضعة مع اللغات المختلفة؛ فقد وجدت أن اللغة عالم بحد ذاته، وكل لغة هي شخصية جديدة وثقافة مختلفة تتجسد أمامنا من خلال أدبها وفنونها وقواعدها، لكل لغة إيقاع وهيكل موسيقي يجعلها تختلف عن الأخرى وإن تماثلت بالحروف، لكن يختلف النطق والهيكل الموسيقي الرنان عبر الكلمات، وهذا ما جعلني أخوض هذه التجربة وأتعلم أربع لغات إضافة إلى اللغة العربية، فقد درست الإنكليزية والإيطالية واليونانية والروسية، وعند الصغر كنت على معرفة قليلة باللغة الفرنسية، كما أن عشقي لهذا النوع من الثقافة دفعني كي أتعلم أكاديمياً وأتخرج في قسم الترجمة في "دمشق"، اللغة مفتاح التواصل والاندماج مع المجتمعات الأخرى».

علي عجيب

"علي عجيب" موظف طيران قال: «عملي في مجال الطيران يتطلب مني تعلم لغة أخرى، وبالتأكيد اللغة الثانية تفتح للإنسان مجالات أوسع من المعرفة الأدبية والعلمية مع الشعوب الأخرى، وقد حققت معرفتي للغة ثانية راحة نفسية كبيرة عندي، فكم كانت سعادتي كبيرة عندما كنت ألتقي أي سائح في شوارع "دمشق" وأجيبه عن أسئلته، إضافة إلى تمكني من التواصل مع الآخرين عند زيارتي لأي دولة أجنبية، وقدرتي على قراءة وصفة طبية أو تعليمات لبعض الكتيبات للأجهزة الكهربائية، أو فهم نشرات الأخبار وبعض الأفلام، وبتطور وسائل الاتصالات ووسائل التواصل تصبح اللغة العامل الأهم لاستثمار هذه الوسائل بالوجه الأمثل، فلا تكون هناك حواجز بين المتحاورين».

"هدى الصباغ" مترجمة لغة إنكليزية قالت: «من خلال عملي كمترجمة أؤكد أهمية تعلم ومعرفة لغة ثانية فهي مرآة للعقل، وأداة للفكر ووعاء للمعرفة والهيكل الذي يقيم صلب المجتمعات الإنسانية، يُقال: "من تعلم لغة قوم قد يأمن بعض مكرهم"، وإن تعلم لغة ثانية له أهمية ليس فقط بموضوع التفاهم ونقل الأفكار والتأثير بالأطراف الأخرى في المجتمعات الإنسانية فحسب، بل تعدى ذلك أيضاً إلى علاقة اللغة الإنكليزية كمثال لكونها اللغة الأكثر انتشاراً في العالم بتكنولوجيا الطباعة والاتصالات والبرمجيات، بل الدور الخطير الذي تلعبه حالياً في تنوير معمارية الكمبيوتر، ولا يمكن أن ننسى دور اللغة الأجنبية كشاغل للجميع عالمياً في مجالات علم النفس وعلم الاجتماع والتربية، ولا بد من التأكيد على ضرورة استخدام مناهج مبتكرة، وشق دروب علمية جديدة تخدم إتقان اللغة الأجنبية، مع الحرص على لغة الضاد وإتقانها أولاً، لأنها أداة تفكيرنا وذات شأن عظيم، ولأنها جذورنا الحضارية».

غادة فطوم

"غادة فطوم" كاتبة وإعلامية قالت: «تعد اللغة الثانية مهمة جداً، خاصة أنها تجعل الفرد يطّلع بوجه دائم على العلوم الأخرى وآدابها، وحين تكون اللغة الثانية قريبة من اختصاص الفرد يساعده ذلك على تخطي الكثير من المراحل، لذلك لا بد لنا من السعي وباستمرار لتعلم أكثر من لغة، وضمن مجال عملي أجد أن معرفتي للغة ثانية ساهم بزيادة اطلاعي على معلومات جديدة أغنت ثقافتي».

"عصام حمدي" باحث قال: «معرفة الشخص لأكثر من لغة تعني دخوله إلى عوالم جديدة يستطيع من خلالها الاطلاع على خصوصيات هذه العوالم وثقافاتها، إضافة إلى إمكانية فهمها، فاللغة الجديدة تعني عالماً جديداً».

هدى الصباغ

بدوره "نوار المندو" موظف، قال: «اللغة الثانية أفق جديد، وكلما تعددت الآفاق تعددت الفرص وتكسرت الحواجز واتضحت الرؤية، وقد تعبت كثيراً للحصول على وظيفة لدرجة أن أي وظيفة كنت أتقدم لها كان من ضمن شروط القبول لغة ثانية، واليوم التحقت بدورة لغات من أجل النجاح في عملي».

بدوره "عمارالخولي" مشرف على تعليم اللغة الإنكليزية بأحد معاهد اللغات قال عن أهمية اللغة الثانية بـ"سورية": «تعد اللغة الثانية مهمة بحياة الإنسان مهما كان مستواه الثقافي ولا سيما بعصر التكنولوجيا، حيث أصبح العالم قرية صغيرة، واللغة الثانية ثقافة أخرى، ونحن نتعامل معها كثقافة، وهي ضرورة لكل مناحي حياة الإنسان، فقد فرضت العولمة علينا لغة أخرى، في أوروبا نلاحظ أن الإنسان يعرف خمس لغات، ومن خلال الواقع نلاحظ التحاق أعداد من الأشخاص الراغبين بتعلم اللغة الثانية باختلاف أعمالهم ودراساتهم، واهتمامهم باللغة يكون حافزاً لمتابعة تحصيل برامج اللغة بمراحلها الكاملة».