تعدّ الملاذ الآمن والقروض الملبية بلا فوائد للحصول على متطلبات بعض الأشخاص، وهي المساهمة في تنمية روح الإيثار بين أعضائها، إنها تقليد يسري في بعض العائلات وبين بعض الأصدقاء والزملاء؛ إنها "الجمعيات الشهرية".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 آذار 2015، عدداً من الأشخاص ليتحدثوا عن الجمعيات الشهرية بين الأهمية وتلبية الحاجات، والسلبيات والإيجابيات.

فكرة الجمعيات جيدة وخاصة إذا كانت بين الأقرباء، لأنها ستزيد من متانة العلاقة بينهم، فضلاً عن إحساسهم ببعضهم بعضاً وتعاونهم، هذا إذا كانت الجمعيات قائمة على الصدق، وإعطاء كل شخص حقه، فإذا كانت منظمة وتقوم على الأمانة والصدق، فإنها ستساعد مشتركيها على قضاء حاجياتهم بمساعدة بعضهم لبعض ملتزمين بقوانينها، ونجاح الجمعية هي بتسلم شخص قيادي لها، ووضع ضوابط للمشتركين فيها، أما إذا لم تنظم فإنها ستفتح خلافات بين أفرادها

"طهران صارم" كاتبة تقول: «أغلب الأحيان تكون الجمعيات بين مجموعة من الأصدقاء، أو زملاء العمل، أو حتى الجيران والمعارف، وبرأيي إنها تؤدي وظيفة من وظائف التكافل الاجتماعي بين الناس، وهي حل لكثير من المشكلات والأزمات المالية التي يتعرض لها الناس في ظل ارتفاع الأسعار والوضع الاقتصادي المتردي، الذي ترك ظلاله على معظم شرائح الناس، وميزتها أنها بالتراضي وحسب وقت الحاجة للشخص، ولا فوائد عليها كما القروض من البنوك، وبإمكان الشخص التكيف بالمبلغ الذي سيدفعه شهرياً حسب قدرته، وعني شخصياً لقد اشتركت بالكثير منها في عملي أحياناً كنوع من المساعدة لزميل أو زميلة لشراء أشياء يحتاج إليها، أو لإجراء عمل طبي، وأحياناً لحاجتي أنا إليها في أوقات معينة».

زياد السهلي

"محمد الميداني" تشكيلي، قال: «الجمعيات الشهرية عبارة عن نظام مالي اجتماعي قديم وحديث، أوجدته الظروف الروتينية والضغوط المالية الطارئة، كنا نسمع عن صناديق عائلية مخصصة لعائلة معينة، ومعظم الأحيان يكون وضعها المالي جيداً، ويوجد من ضمن أفراد العائلة بعض الأشخاص وضعهم المادي متواضع، فكانت فكرة إنشاء الصناديق العائلية، حيث يضع كل معيل مبلغاً متفقاً عليه شهرياً، ويتم استخدام المبالغ المجمعة في مناسبات اجتماعية متنوعة "أفراح، أتراح، إعانات للمحتاجين..."، ونتيجة الظروف الاقتصادية الضاغطة في عصرنا الحديث تم تطوير هذه الجمعيات لتصبح بين الزملاء في العمل، والجارات في الأبنية والحارة، أي دخول أشخاص غرباء عن الشكل العائلي، الجمعيات بالمجمل شيء إيجابي ومفيد جداً وسريع، وما تمتاز به عن البنوك أنها لا تحتاج إلى أوراق وكفلاء ومعاملات ورقية، ولا يترتب على المبلغ أية فوائد، على الصعيد الشخصي شاركت بعدة جمعيات، وكان لها أثرها الإيجابي لكونها لبت احتياجي لشراء بعض المستلزمات الضرورية، والقيام ببعض الأعمال والإصلاحات وإكساء المنزل».

"زياد السهلي" موظف، قال: «تجربتي مع الجمعيات ليست بجديدة، فأنا اشتركت بأكثر من جمعية مع الزملاء والأصدقاء، والحمد لله استطعت من خلالها تأمين كسوة منزلي، ولكن كان هذا الكلام قبل الظروف الحالية في "سورية"، ويمكنني القول اليوم إن الجمعيات بهذه الظروف لم تعد ملبية كما كانت، حيث إن كل شيء ازداد غلاء، والقيمة الشرائية لليرة تتبدل بين الحين والآخر، وبرأيي إن الذي سيستفيد من الجمعية فقط من يكون صاحب الدور الأول، وإن القروض غدت ملبية هذه الفترة أكثر من الجمعيات الشهرية، حيث يمكننا رغم الفائدة الحصول على القرض بالوقت الذي نحن بحاجة إليه، إضافة إلى أن الفترة الزمنية للجمعية تمتد لمدة عام أغلب الأحيان، بينما القرض لخمس سنوات، رغم الفائدة المترتبة عليه لكنه برأيي أفضل حالياً من الاشتراك بالجمعيات الشهرية، ويكون بذات القيمة له لغاية تسديد القسط الأخير منه».

محمد الميداني

"محمد عدنان عباس" عامل، قال: «منذ خمس سنوات وأنا أشترك بالجمعيات الشهرية، هي مثل "مطمورة" يأخذها من هو الأكثر حاجة إليها، فاستطعت من خلال اشتراكي بها شراء جهاز كمبيوتر وبعض الأدوات المنزلية، وكنت دائماً أفضل الحصول على أموال الجمعية خلال فترة العيد لأقوم بكسوة أولادي، وأنا أفضلها على القروض حيث لا فائدة هنا على المبلغ الذي نأخذه، كما يمكننا بالتنسيق بين المشتركين أن نأخذ بوقت غير الدور المخصص لنا في حال اضطررنا لذلك، ويمكن بالتأكيد لكل شخص أن يشترك بأكثر من اسم بالجمعية، حيث يمكنه من خلال القرعة الالتزام بدوره، وبالتأكيد لا بد من الاستفادة من الاشتراك بهذه الجمعيات لكون المشترك يقوم باقتطاع الجزء المخصص من راتبه لها».

"أميرة جهيم" باحثة بعلم النفس، قالت: «فكرة الجمعيات جيدة وخاصة إذا كانت بين الأقرباء، لأنها ستزيد من متانة العلاقة بينهم، فضلاً عن إحساسهم ببعضهم بعضاً وتعاونهم، هذا إذا كانت الجمعيات قائمة على الصدق، وإعطاء كل شخص حقه، فإذا كانت منظمة وتقوم على الأمانة والصدق، فإنها ستساعد مشتركيها على قضاء حاجياتهم بمساعدة بعضهم لبعض ملتزمين بقوانينها، ونجاح الجمعية هي بتسلم شخص قيادي لها، ووضع ضوابط للمشتركين فيها، أما إذا لم تنظم فإنها ستفتح خلافات بين أفرادها».

محمد عدنان عباس