أدى انتشار الهواتف الذكية بأنواعها وتقنياتها المختلفة إلى انتشار نوع جديد من التواصل الاجتماعي، سماته اللعب والكتابة والمحادثة ونقل الصور؛ وهو ما دفع بعضهم لتسميته صحافة المواطن.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 آذار 2015، الطالبة "علا الغوثاني" طالبة في كلية الإعلام فحدثتنا بالقول: «أدى انتشار الهواتف الذكية إلى انتشار واسع لشبكات تواصل اجتماعية جديدة كـ"الواتس أب whatsapp والفايبر"، وبرامج عديدة أخرى بعضها كتابية وأخرى عبارة عن مكالمات، حيث نشاهد الأطفال وفي أعمار صغيرة يمتلكون هواتف محمولة ويلعبون بالألعاب الإلكترونية؛ وهذا قد يؤثر سلباً في تحصيلهم العلمي، وكذلك نرى في وسائل المواصلات الشبان والشابات حاملين هواتفهم المحمولة ومنهمكين في الكتابة والأحاديث الإلكترونية، ويمكن ملاحظة إدمان بعض المراهقين على وسائل التواصل، فمقاهي الإنترنت المتواجدة في الشوارع الدمشقية الملأى بالأطفال والشباب كشارع "خالد بن الوليد" هي مثال واقعي وملموس لهوس الشباب بمواقع التواصل وغرف "الشات"، لذلك ينبغي علينا استثمار التكنولوجيا الحديثة بطريقة فعالة وإيجابية، واستخدامها بوجه منطقي ووقت محدد من دون الإدمان عليها.

إن تكنولوجيا الإعلام الجديد لم تلغِ وسائل الاتصال القديمة ولكن طورتها بل غيرتها تغييراً ضخماً، وأدت إلى اندماج وسائل الإعلام المختلفة التي كانت في الماضي وسائل مستقلة لا علاقة لكل منها بالأخرى، وألغيت معه تلك الحدود الفاصلة بين تلك الوسائل. إن وسائل الاتصال الجماهيري قد أصبحت تتسم بالطابع الدولي أو العالمي، والأخبار كأبرز محتويات وسائل الاتصال، قد أفادت كثيراً من التطورات الراهنة في تكنولوجيا الإعلام الجديد، وهو ما أدى إلى زيادة فعالية وسائل الاتصال لمهامها الإخبارية على الصعيدين المحلي والدولي، وإن التطورات الراهنة في تكنولوجيا الإعلام الجديد خاصة في مجال الإرسال والاستقبال التلفزيوني والإنترنت، كان لها آثار في بعض الوسائل الأخرى كالسينما والصحافة

كما أدى هذا الانتشار للهواتف المحمولة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي إلى ظهور نوع جديد من الصحافة في العالم، تسمى بصحافة المواطن؛ حيث يستطيع أي شخص يملك كاميرا أو هاتفاً نقالاً أو كمبيوتراً نقل الخبر، ويوجد العديد من المواقع الإخبارية الإلكترونية التي تعتمد في الحصول على أخبارها من مواطنين عاديين، ومن كافة أنحاء العالم، قد تتمتع هذه الأخبار بالصدقية والشفافية، وقد تكون كاذبة».

إيمان الملاح

بينما المعلمة "إيمان الملاح" تقول: «نحن الآن في عصر تكنولوجيا المعلومات، وثورة المعلومات، حيث أصبحت المعلومات متوافرة بكل سهولة، وفي جميع الأوقات والأزمنة، وعصر الشبكات والانفتاح على العالم والثقافات الأخرى، وهو ما أدى إلى انتشار الإنترنت في كل أنحاء "سورية"، وتوافره عن طريق تركيب بوابات ADSL أو خطوط "سيرف"، وهذا أتاح استخدام الإنترنت للصغير قبل الكبير، وحديثاً أصبح التواصل يتم عبر شبكات التواصل الاجتماعي كـ"الفيسبوك، والتويتر، والإنستغرام، وغوغل"، ولهذه الشبكات آثارها الإيجابية والسلبية، تكمن الإيجابية في الميزة الأولى والأهم؛ التفاعلية حيث يتم التفاعل والتواصل بين مستخدمي الشبكات، والتواصل بين الناس في جميع أنحاء العالم، وتدفق المعلومات والأخبار وسرعة نقلها، والتحديث المستمر للأخبار، حيث نستطيع الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في طرح مواضيع اجتماعية ومناقشتها بين الاختصاصيين والمتصفحين، وتبادل الآراء وطرح الأفكار، ويلجأ بعض الأشخاص إلى هذه المواقع لأنها تفتح المجال للحوار، وبسبب عدم وجود أية رقابة يقوم المتصفح بنشر ما يريد من أفكار ومواضيع في جميع المجالات، وعدم وجود الرقابة هو سلاح ذو حدين على مستخدم الإنترنت، فمن الممكن أن يقوم متصفح الموقع بنشر أخبار وإشاعات كاذبة ومضللة للواقع والحقيقة، وهو ما يثير شكوكاً وحيرة لدى المتصفحين الآخرين، ومشكلات لمن يتعلق بهم الخبر، وقد يستخدم الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي للتعلم، وبعضهم يستخدمونه للتسلية».

حول سلبيات التواصل الاجتماعي تضيف: «تؤدي مواقع التواصل الاجتماعي إلى انغلاق في المجتمع، وعزلة اجتماعية عن الأهل والأقارب والعائلة والتوجه إلى الحوار والحديث الإلكتروني؛ حيث توجد رغبة لدى الإنسان في الحديث ومخالطة أناس غرباء والتحدث بكل راحة وانسجام لعدم معرفة مسبقة وعدم وجود أي روابط عائلية، وهذا أدى إلى اختلاف وسائل التواصل البشري بين الماضي والحاضر؛ حيث كانت العائلات الدمشقية تجتمع في بيت العائلة ويروي الأجداد والجدات قصصاً متنوعة وحزازير ويتبادلون الضحكات، أما الآن فيمكن ملاحظة انتشار ظاهرة جديدة في المجتمع عند جلوس عائلة في غرفة واحدة وتحت سقف واحد، نشاهد الأب والأم والأطفال والشباب كل واحد في مكان ما وعالم منفصل عن العالم الحقيقي، ويحمل كل فرد هاتفه النقال أو كمبيوتره الشخصي، ولا يتحدث أية كلمة مع باقي أفراد العائلة، ويخيم الصمت على المنزل، وبعض الأشخاص يستعملون مواقع التواصل لغايات خاصة وغير أخلاقية؛ وهذا يرجع إلى تفكير وسلوك وتربية المتصفح، وبناءً على ذلك يجب أن تكون هناك رقابة وتوعية من قبل الأهل على الأطفال والمراهقين لعدم تعرضهم للاستغلال أو الاحتيال من قبل أحد ما، وتنظيم وقت الجلوس ومتابعتهم والحرص عليهم».

وفي دراسة نشرتها الدكتورة "سميرة شيخاني" دكتورة في كلية الإعلام في مجلة جامعة "دمشق" باسم "الإعلام الجديد في عصر المعلومات"؛ كتبت في ملخص الدراسة ما يلي: «إن تكنولوجيا الإعلام الجديد لم تلغِ وسائل الاتصال القديمة ولكن طورتها بل غيرتها تغييراً ضخماً، وأدت إلى اندماج وسائل الإعلام المختلفة التي كانت في الماضي وسائل مستقلة لا علاقة لكل منها بالأخرى، وألغيت معه تلك الحدود الفاصلة بين تلك الوسائل. إن وسائل الاتصال الجماهيري قد أصبحت تتسم بالطابع الدولي أو العالمي، والأخبار كأبرز محتويات وسائل الاتصال، قد أفادت كثيراً من التطورات الراهنة في تكنولوجيا الإعلام الجديد، وهو ما أدى إلى زيادة فعالية وسائل الاتصال لمهامها الإخبارية على الصعيدين المحلي والدولي، وإن التطورات الراهنة في تكنولوجيا الإعلام الجديد خاصة في مجال الإرسال والاستقبال التلفزيوني والإنترنت، كان لها آثار في بعض الوسائل الأخرى كالسينما والصحافة».