لإنتاج شعلة فنية مخصصة للأطفال تعطيهم المتعة والفائدة، لا بد من وجود حالة فنية مميزة لها عالمها الخاص المرتبط بالطفولة والخيال، وتحمل خصوصيةً وتميزاً والقليل من الشروط العملية، لترتقي بخيال الطفل فوق الواقع المادي..

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 13 شباط 2014 مخرج مسرح الأطفال "محمود عثمان" الذي تحدث عن خصوصية مسرح الأطفال كنوع من أنواع الفن فقال: «يهدف مسرح الأطفال إلى تقديم قصة أو حكايات للطفل بمواصفات معينة ترتقي إلى خياله وتحاكيه بشكل واضح ومباشر، فالطريقة المسرحية يجب أن تبتعد عن الاختزال والتلميح وأن تكون متسلسلة الأحداث حتى يتمكن أي طفل من استيعابها ومتابعة القصة حتى النهاية، إلى جانب جاذبية الحبكة القصصية التي عليها يقع عاتق نجاح المسرحية أو فشلها بالنسبة للأطفال، وهذا الموضوع حساس جداً وفي غاية الصعوبة وخاصةً في ظل عصرنا الحالي وما هو متاح أمام الأطفال من ألعاب إلكترونية وبرامج تثير خيالهم وتجذبهم بكل ما فيها من خيارات واسعة مميزة».

يمكن أن يحضر المسرحية أي طفل مهما كان عمره إلا أنه من الأفضل أن يقوم الأهل بعد العرض بمناقشة أطفالهم بالعمل للتأكد من وصول فكرة المسرحية إلى أذهانهم وتعزيز الحالة الإيجابية الفنية والمعرفية لديهم، ومتابعة مدى الفائدة والمتعة التي حصلوا عليها خلال العرض

ويشير "عثمان" إلى أن مسرح الأطفال سواء أكان يعتمد على الدمى أم على الشخصيات يجب أن يحمل المؤدون فيه روحاً خاصة تناسب الأطفال، فالحركة والصوت يجب أن يتناغما ويتكاملا حتى يحققا حالة معينة تصل إلى الأطفال بصورة جميلة ومقنعة ويتمكنوا من الحصول على الفائدة والمتعة المرجوة من العمل المسرحي كله.

المخرج محمود عثمان

وعن الوضع الحالي لمسرح الطفل في "دمشق" يقول: «غالباً لا تتحقق الشروط المسرحية المطلوبة إلا أننا أصبحنا -كعاملين في هذا المجال- نتكيف مع الوضع القائم ونسخّر الإمكانيات المتواضعة لعمل تجارب مختلفة ومفيدة ومميزة، ويتم التركيز على القصة وطريقة الإخراج والحبكة، إضافة إلى العمل على الديكور والألوان لتقديم صورة بصرية مميزة».

من جهة أخرى، يشير "عثمان" إلى أن الفئة العمرية التي يتوجه إليها مسرح الأطفال تمتد بين (3 – 12 سنة) وهذا يختلف إذا كان العمل مسرح عرائس أو عرضاً تفاعلياً، ويقول: «يمكن أن يحضر المسرحية أي طفل مهما كان عمره إلا أنه من الأفضل أن يقوم الأهل بعد العرض بمناقشة أطفالهم بالعمل للتأكد من وصول فكرة المسرحية إلى أذهانهم وتعزيز الحالة الإيجابية الفنية والمعرفية لديهم، ومتابعة مدى الفائدة والمتعة التي حصلوا عليها خلال العرض».

الخبير خير الدين عليوي

وفي لقاء مع مهندسة الديكور "لامي الكيالي" أشارت إلى أن الديكور واللون والإضاءة في مسرح الأطفال عامل مهم جداً للتأثير في خيال الطفل وإمتاع الحالة البصرية لديه؛ التي ترتبط بباقي الحالات التي تشكل المتعة والفائدة، وتضيف: «الطفل بحاجة ماسة إلى فضاء وخيال غير ما يراه في الحقيقة، وهذا ما يحققه له مسرح الأطفال بكل مكوناته، لذلك في تأسيس الديكور يجب الابتعاد عن الواقعية والاعتماد على الشكل الطفولي للخيال، للوصول قدر الإمكان إلى حالة أخذ الطفل إلى متعة الصورة من ألوان وأشكال وأصوات وحركة تحرض خياله وتوسع آفاقه المعرفية».

بينما "محمد خير عليوي" (خبير مسرح أطفال) يؤكد أن مسرح الأطفال بحاجة إلى دراسة أكاديمية وموهبة وخبرة حتى ينتج عرضاً قادراً على الوصول إلى خيال الأطفال، ويقول: «هذا المسرح هو حلم من أحلام الطفولة ويهدف إلى بنائها ودعمها ومن ثم يجب أن يكون له خصوصيته حتى يكون قادراً كنوع من أنواع الفن على تحقيق مبتغاه، ويجب اختبار المؤدين وخاصةً بالنسبة إلى مسرح العرائس من حيث الشروط الأساسية، مثل الثقافة العامة وحب الطفولة والحالة النفسية واللياقة البدنية، وبشكل عام ينقصنا الكثير من الدورات التدريبية في هذا المجال، كما أننا بحاجة إلى أن نملك الإيمان الحقيقي بهذا الفن المقدّم للأطفال والمهم جداً في بناء "سورية"».

مسرح الأطفال في "دمشق"