يتعالى دور المثقف في الأزمات التي تواجه بلاده، وتزداد مسؤولياته تجاه وطنه، لكونه جزءاً من قادة المجتمع التي تقع على عاتقها مهمة زيادة الوعي الشعبي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28/10/2013 عدداً من المثقفين من أدباء وشعراء وكتّاب واطلعت على آرائهم حول دور المثقفين في دعم صمود الشعب في الأزمات والحروب، والبداية كانت مع الكاتب الدكتور "نزار بني مرجة" رئيس تحرير جريدة "الأسبوع الأدبي"، الذي أشار إلى ضرورة الإيمان بدور رجال الفكر والأدب والثقافة في مواجهة الأزمات التي تتعرض إليها البلاد خاصةً في الحروب، معتبراً أن الجانب الثقافي والإعلامي جزء أساسي من العدوان الذي تعاني منه "سورية" في الوقت الراهن، وقال: «بدأت الهجمة الشرسة على "سورية" بهجمة إعلامية تم فيها حشد وسائل إعلام ومؤسسات فكرية وثقافية لمحاولة إسقاط الدولة السورية، وهنا تبلور دور المثقفين والأدباء لإبراز الحقيقة ودعم الشعب في صموده».

إن المثقفين بحاجة إلى رعاية كبيرة حتى يتمكنوا من أداء دورهم الحقيقي، حيث هناك العديد من الفعاليات الثقافية التي تقام، لكن لا أحد يعلم بها ولا تولى أي اهتمام ورعاية

وأضاف: «إن المثقف خلال الأزمة يسعى إلى تعزيز دوره أكثر، من خلال التأثير في وعي الشعب وإظهار الحقائق أمام الناس بمختلف شرائح المجتمع بهدف الحافظ على منظومة القيم التي نؤمن بها فكرياً واجتماعياً وسياسياً للتمكن من مواجهة العدوان، وتكريس تلك القيم يعتمد على وسائل الإعلام من خلال نشر المنعة الداخلية بين الجماهير لمواجهة حملات التضليل».

د. نزار بني مرجة

أما الأديب الدكتور "حسين جمعة" رئيس اتحاد الكتاب العرب في "سورية"، فأوضح أن دور المثقف يعلو خلال الأزمات للتأثير في الشعب لما له من مكانة اجتماعية، وقال: «إن المثقف يملك من الأنساق المعرفية والخلقية ومن الخبرة في الحياة ما لا يملكه غيره من الناس، لذلك يعتبر المثقفون موضع ثقة وكلامهم مرجعاً لدى الكثيرين من الناس، شريطة أن يكون المثقف منتمياً وملتزماً بقضايا شعبه وأمته، أي أن يكون صادقاً مخلصاً في كل ما يقدمه ليكون رائداً وقائداً في مجتمعه».

وأضاف: «على المثقف أن يبصر أبناء شعبه بالحقائق الفعلية التي من الممكن أن يغفلوا عنها وإرشادهم إلى الطريق الصحيح في التعامل مع القضايا الآنية خاصةً عندما تكون البلاد في أزمة أو حرب، وعلى المثقفين في "سورية" أن يصلوا إلى رؤية مشتركة تحمل قضايا الشعب السوري وتشكل جبهة شعبية ثقافية».

الشاعر أحمد كنعان

أما الشاعر "أحمد كنعان" فيجد أنه على عاتق المثقف السوري مسؤولية كبيرة ويجب أن تنطلق من نفسه دون أن ينتظر إشارة أو توجيهاً من أحد، وتابع: «ما نمر به اليوم في "سورية" ليس حرب سلاح وحسب بل هي حرب ثقافية وإعلامية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حرب تطرح ثقافتي الموت والحياة، وهنا يأتي دور المثقف الذي يعتبر كبيراً ومحورياً وحقيقياً، لكن يجب عليه ألا ينتظر أي توجيهات بل يباشر دوره على أرض الواقع ولو بإقناع شخص واحد والعمل على دعوة الناس إلى الحوار وتقبل آراء الطرف الآخر».

من جانب آخر أشار إلى أنه لو أخذ المثقف دوره الحقيقي في الحياة الطبيعية قبل الأزمة لما كنا وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من حدة وصعوبة في الخروج من الحرب التي نعيشها، حيث كان من السهل أن تقوم بعض المحطات بالتلاعب في عقول الناس، وبعض الجهات بالتغرير بالبسطاء، بالتالي يجب أن نعترف أن المثقف في الفترة السابقة لم يأخذ دوره الكامل للتأثير في المجتمع، من جانب آخر أضاف: «إن المثقفين بحاجة إلى رعاية كبيرة حتى يتمكنوا من أداء دورهم الحقيقي، حيث هناك العديد من الفعاليات الثقافية التي تقام، لكن لا أحد يعلم بها ولا تولى أي اهتمام ورعاية».