تتعاظم أهمية تنمية الموارد البشرية الإعلامية واستثمارها في مجالات النهوض؛ في ظل التحديات الراهنة، ومن هذا المنطلق تبرز أهمية دور المؤسسات في قضية تأهيل الشباب في الجانب الفكري تحديداً؛ كدور تكاملي مهم مع دور مؤسسات الدولة ومؤسسات القطاع الخاص.

في سعيها الدائم لخلق جيل صحفي يواكب متطلبات الإعلام الجديد أقامت صحيفة "تشرين" دورة لمجموعة من صحفييها الشباب تحت عنوان "دمج المكونات الإعلامية".

يرتكز قيام هذه الدورات على ناحيتين: الناحية الأولى هي صياغة المادة الصحفية بطريقة مترابطة ومتكاملة، الناحية الثانية هي قدرة الصحفي على خلق قيمة مضافة من معلومة قد لا تكون ذات صلة وثيقة بالمادة التي يقدمها، والقدرة على اعطاء روح لموضوع يعاني الرتابة والتكرار من خلال خلق قيم ومعلومات جديدة تهم القارئ وتلبي حاجته

"eSyria" زار الدورة التي تقام في "حديقة تكنولوجيا المعلومات" والتقى الصحفية "دارين محمود حسن" من صحيفة "تشرين" ومشاركة في الدورة والتي تحدثت بالقول: «إن نسب الاستفادة من هذه الدورات تتفاوت، فمن المتدربين من يرى فيها سبيلاً لدعم سيرته الذاتية عند التقدم للعمل في أي مؤسسة إعلامية، والبعض الآخر يرى فيها اسهاماً في صقل خبراته ومهاراته في سوق العمل الصحفي، بما يسهم في تطوير مهارات العمل الجماعي الصحفي المشترك في المؤسسات، بالإضافة إلى الاطلاع على تجربة وخبرات أساتذة صحفيين لهم بصمة هامة في ميادين العمل الصحفي في سورية».

الاستاذ "حسين ابراهيم" أثناء إلقاء المحاضرات

الصحفي "عبد الله القصير" أحد المشاركين في الدورة الذي تحدث عن أهمية هذا النوع من الدورات بما يسهم في تطوير مهارات الصحفيين ومسايرة آخر مستجدات الإعلام الحديث بالقول: «أعتقد أن الدورات الاعلامية في هذه المرحلة لا تضيف إلى الإعلامي شيئا مميزاً إلا عندما يكون موضوعها الاساسي مركزاً على ما هو جديد في عالم الاعلام بما يواكب متغيرات العصر، والمتمثل حاليا بثورة مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك فإن دورة يكون هدفها دمج مكونات الإعلام الجديد لا بد أن تنطوي على ما هو جاد في نقلنا من شكل تقليدي للعمل الصحفي أو الاعلامي إلى شكل جديد أكثر فاعلية وتأثيراً ووصولاً ومشاركة للمتلقي، وأعتقد أن إعلامنا بحاجة ماسة لإعادة الثقة به بعد ما وصل لحالة من الاسترخاء والترهل، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال جيل يمتلك أدوات ومهارات حقيقية وإرادة يحقق عبرها رسالة اعلامية جدية ومؤثرة ومطلوبة تسد حاجة المتلقي للمعرفة في مختلف المجالات».

إن إقامة هذه الدورة هي بداية لإقامة العديد من الدورات الصحفية التي تعمل صحيفة "تشرين" على تحقيقها لتطوير مهارات وأداء الصحفيين بحسب الأستاذ "زياد غصن" رئيس تحرير الصحيفة والذي أضاف بالقول: «يرتكز قيام هذه الدورات على ناحيتين: الناحية الأولى هي صياغة المادة الصحفية بطريقة مترابطة ومتكاملة، الناحية الثانية هي قدرة الصحفي على خلق قيمة مضافة من معلومة قد لا تكون ذات صلة وثيقة بالمادة التي يقدمها، والقدرة على اعطاء روح لموضوع يعاني الرتابة والتكرار من خلال خلق قيم ومعلومات جديدة تهم القارئ وتلبي حاجته».

أثناء زيارة الاستاذ "زياد غصن" للدورة الإعلامية

يتابع "غصن" حديثه بالقول: «فعند كتابة أي مادة صحفية بطريقة مميزة يجب أولاً وضع القيم المضافة ومن ثم رسم هيكل بناء المادة، لتترك المادة الصحفية ما يسمى الأثر المتبقي، فالصحفي يجب أن يعمل على صناعة مصدر جديد للمعلومة، وأن يكون لديه ما يسمى محاسبة الذات أي الوصول إلى مصدر المعلومة إما عن طريق شخص أو مسؤول أو جهة معنية بالموضوع، واليوم بفضل تطور تقنيات الاتصال أصبح بإمكان الصحفيين دخول عالم الإعلام الالكتروني الجديد بتقنياته الحديثة والمتطورة، فالإعلام بمفهومه الجديد يفرض علينا بعض المفاهيم الحديثة وكيفية ربطها مع المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ومثل هذه الدورات تهدف إلى بناء شخصية الصحفي وكيفية تعامله مع المتلقي بتفاعل وحيوية بطريقة تلبي حاجاته ورغباته».

الأستاذ "حسين ابراهيم" مدرب الدورة ذكر أن هذه الدورة هي أول دورة في "سورية" في هذا المجال، وقد خصصت للصحفيين للراغبين في الاطلاع على المكونات الإعلامية الجديدة، فهي دورة تطبيقية خاصة بصحيفة "تشرين"، تهدف إلى صناعة جيل جديد من الصحفيين القادرين على التعامل مع منهجية دمج المكونات الإعلامية التي يرتكز عليها الإعلام الجديد، حيث يعتمد الإعلام الجديد بشكل أساسي على منهجية دمج المكونات الإعلامية من جهة ودمج وسائط الإعلام والاتصال من جهة ثانية ومن ثم دمج المحتوى الإعلامي بتقنيات الاتصالات وهنا يولد المحتوى الرقمي الذي يعد بمثابة نتاج لهذا الإعلام الجديد».

أثناء الدورة