"من أجل الوطن" حوار وطني شمل الإصلاح وآليته، جرى بين النخب المثقفة تحت سقف الوطن، كل قدم رؤيته لبناء لبنة في بناء قاعدة حوارية قوامها مصلحة المواطن وهمومه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

حول فكرة الحوار وأسبابه أوضح الأستاذ الدكتور "ابراهيم زعرور" لموقع eSyria قائلاً: «تأتي فكرة الحوار من أنها تعبر عن روح وثقافة ووعي الشعب، لذلك تداعينا إلى هذا الحوار لأن أي نقطة دم هي من دمائنا والشهداء هم شهداء الوطن لأنه يعترف بهم، عند الوطن يتساوى الجميع، وإنما الحب والعشق والاعتناق له، وهو كلمة تعبر عن الماضي والحاضر والمستقبل، وهو مستقبل الأبناء والأحفاد وهو الرسالة الذي حملها الآباء والأجداد وقاوموا الاستعمارين العثماني والفرنسي في المدى البعيد والمتوسط واجتياحات الغزاة منذ فجر التاريخ من اليونانيين والبيزنطيين والمماليك وصولاً للاستعمار الصهيوني رغم المساندة الأمريكية لهذا المشروع الصهيوني، وربما تتكشف احتلال أفغانستان والعراق واجتياح لبنان وما يجري في سورية وحولها في القريب والبعيد، ولهذا نحن نقيم حواراً من أجل الوطن لأنه ليس لنا وطن سوى هذا الوطن».

تأخرنا كثيراً في حوارنا نريد هذا قبل ذلك بكثير، وإن لم يكن حوارا فليكن لقاءات معلنة على الفضائيات

وحول دور الإعلام ورؤيته بين الأستاذ الدكتور"يحيى العريضي" عميد كلية الإعلام بجامعة دمشق بالقول: «"من اجل الوطن" هذه العبارة تحتها نتحدث، وهنا أتذكر فيلماً بعنوان "من أجل أبنائه" وفيه الكثير من التضحية ولكن للأولاد، وكم تحتاج سورية من تضحيات، ورؤيتي كأعلامي أننا نخوض معركة، بمسميات متعددة والقيام بالتصرف إذ تحاول المحطات الإعلامية منذ عقود الحصول على مساحة في كيفية وصول الخبر وتستطيع أن تضع في نسبة معينة من أخبارها السم وهو الحامل لعدم المصداقية، وبالمتابعة البسيطة في الإعلام ولتلك القنوات يتحول بشكل محاور ومحلل سياسي ومجرد اقتناء "كمبيوتر محمول، وجهاز موبايل" يتحول إلى مؤسسة إعلامية، والمشكلة لدينا كبيرة، يمين يسار أبيض أسود معنا أو علينا، وطني أو غير وطني، الخائن هو الذي يتعامل مع اسرائيل، وأنا على يقين أن كل شهيد دخل لأهله أمنياته أن يكون مستشهداً على الجبهة، والخلط في المسالة أن نكون مع الوطن بحب أو مع النظام، ولأننا مع الوطن وإذا كانت لدينا ملاحظات على النظام هذا ليس بمشكلة لأن الصديق من صدقك، والحوار لا ينقص من كرامة أحد، والوطن فيه كثر من احترام القانون وفيه حق وواجب وديمقراطية ومعرفة».

الدكتور يحيى العريضي

المغتربة الفنانة التشكيلية "شيرين ملا" بينت بمشاعر حزينة ودموعها تنساب قائلة: «لأول مرة يفتح لي المجال أن أتكلم عن بلدي بعد هجرة دامت أكثر من عقدين "في إيطاليا"، إلا أنني أعمل للوطن ورسالتي لسورية الانتماء لأنها قدمت لي كل شيء، وأنا متأثرة لما يحدث ولهذا فإنني أدعو لتعدد أحزاب "يمين ويسار ووسط" للخلاص من الفساد، والجهل الذي هو عدو الإنسان، والإنسان هو الثروة الغالية والثمينة وبالتالي علينا أن نحصن أنفسنا من دخول الجراثيم إلى جسدنا، بمعنى أن يكون الحضور للجميع، من أجل الوطن، لأن لا شيء أغلى من الوطن وكل شيء يرخص للوطن».

ومن بين الأطياف المشاركة ذات الفعالية مميزة الأستاذ "سمير اسحاق" الذي ناب عن الأب "الياس زحلاوي" بسبب مرضه، حيث أوضح قائلاً: «أتقد أننا نتعرض اليوم إلى جيشين جيش الوعد الإلهي الذي كرسته الولايات المتحدة الأمريكية بوعد اليهود في فلسطين ومساندة أوروبا واعوانها، على الرغم من أن قانون الله أسمى من قانون أمريكا، إلا أن الإدارة الأمريكية تقودها إدارة يهودية بامتياز وصراعنا مع اسرائيل لا ينتهي، إذ لو بحثنا في الإصحاح 32 الآية 24 لوجدنا ماذا تعني اسرائيل، فهي ضد الله وبدلاً من قول اسرائيل نقول الكافر بالله، وهنا اقترح تشكيل وفد من الكتاب والإعلاميين لطرح هذه الفكرة على السيد وزير الإعلام ونشرها في الفضائيات العربية وباللغات الأجنبية، أما الجيش الثاني فهو الفساد وهناك أمثلة في القوانين والتعليمات التنفيذية التي تأتي على مقاس الوزارة المعنية لا على مقاس القانون، ويتم التنفيذ بالتقسيط المريح، وإعلامنا أخفق في إظهار مكامن الفساد، وبالتالي نقترح إقامة برنامج بعنوان "فاسد ومتضررون" مع إعطاء مساحة واسعة من الحرية لمحاسبة الفساد ورموزه».

جانب من الحضور

المتداخل الخامس كان عميد كلية الشريعة الدكتور"عبد السلام راجح" الذي أكد بقوله: «لقد عاشت الأمة خلال عقود مترامية رسخت تصرفات سلبية يحمل وزرها من أساء لهذا الوطن، والمؤمل في شعبنا إطفاء نيران الطائفية والمذهبية، ولكن يجب الانتباه إلى أن هناك محمول من التحريض والرهان على الوعي، والمطالب المشروعة، ونحن مع مطالب الإصلاح ولكن علينا أن نمهل أنفسنا لتجاوز هذه الأزمة، ونأمل تحقيق المقولة القائلة: "الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك" ونحن تجاوزنا الأزمة إن شاء الله تقلب جوهرنا وتجوهر قلوبنا، على المواطن أن يحمل الشفافية والنصح والنقد والطلب، وعلى المسؤول أن يحل الأزمات بوعي مسؤول، وذلك بالابتعاد عن لغة التخوين ونطالب تحت سقف الوطن، ومحاسبة المقصر محاسبة معلنة».

وفي مداخلة للدكتور "عيسى شماس" قال: «تأخرنا كثيراً في حوارنا نريد هذا قبل ذلك بكثير، وإن لم يكن حوارا فليكن لقاءات معلنة على الفضائيات».

الأستاذ سمير اسحاق

الدكتور "سليم بركات" أكد ضرورة العمل بقوله: «سمعت بقبول الآخر والتشخيص، والفتنة، لنقل بصراحة ما يجمعنا اليوم هو العمل، ولكن لا نتفق مع الفساد والحيتان واللصوص، والمهم وضع التشخيص ووصف العلاج المناسب له، إن 30 بالمئة من البطالة تدمر مجتمعنا والسائد تحالف رأسمال والسلطة والخاسر هو المواطن والحل هو الديمقراطية».

الدكتورة "ناديا خوست" قالت: «الدقة في الكلمات لا تتحمل المرحلة أي الرومانسية في التعبير، كيف نشخص الأزمة، وأعتقد أن ما يسمى الأزمة هي نتاج سياسي ليبرالي دمر الاقتصاد، وقد اختلف في المفاهيم إذ لا تتساوى الدماء التي أهرقت في الوطن هناك دم مظلوم وهناك دم يجب أن يقتل لم يكن بريئاً، أما حق التظاهر فهو مشروع وفق منظومة في مساراها وشعاراتها واحترام دور العبادات فيها».

وأعرب الدكتور "عيسى درويش" الوزير والسفير السابق عن رأيه بقوله: «يجب أن نعترف أننا أمام حرب حقيقية ودور سورية أصبح عبئا على الآخرين، وإزالة هذا الدور الجيو سياسي وعصرنته وفق المشروع الأمريكي، وبالتالي لابد من حوار وطني وسياسي علينا أن نخوض الحروب المركبة بالصمود الداخلي، بالحوار والابتعاد عن التخوين وضم جميع المدارس القومية العربية وإقامة مؤتمر توحيدي لجميع الأحزاب السياسية تحت مظلة الوطن».

تجدر الإشارة إلى إن آراء النخب الثقافية من كتاب وإعلاميين جاءت ضمن ندوة حوارية أقامها فرع اتحاد الكتاب العرب بدمشق في قاعة المركز الثقافة العربي "بأبي رمانة".