تعد"غوطة دمشق" حديقة دمشق الغناء والملأى بالأشجار والظلال الوارفة، ومن هنا أتى مشروع دراسة المياه الجوفية لـ"غوطة دمشق" وتقييمها، والتي كانت عنوان المحاضرة التي ألقاها الدكتور "أرمين مارغان" خبير المياه الجوفية، ومدير مشروع حماية مياه نبع "جعيتا"، وذلك في معهد "غوته".

موقع "eSyria" حضر المحاضرة بتاريخ 23/2/2011 وكان له اللقاءات التالية مع الحضور: الأستاذ "مروان قدماني" موظف في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد، وجمعية حماية البيئة والتنمية المستدامة، عن رأيه بموضوع المحاضرة حدثنا بالقول:

هذه المناطق يجب أن تحمى وأن يسلط الضوء عليها، فموضوع تلوث المياه إلى جانب استعمال المسابح، وانخفاض مستوى المياه الجوفية يقود تلقائياً إلى نشفان في الطبقات العليا وامتصاص كمية من المياه الملوثة التي تقود لتلوثها

«تطرقت المحاضرة إلى موضوع عدم معالجة المياه بالشكل الأمثل وطرحها بالغوطة أدى إلى تدهورالأراضي فيها وتلوث المياه الجوفية، وأثر ذلك على الزراعات الموجودة، وانحسرت "الغوطة" بمساحتها الكبيرة إلى مساحة صغيرة، فقد أصبحت تتدهور الزراعة نتيجة تلوث المياه الجوفية وصرف المياه المبتذلة وانتشار التوسع العمراني، وهذا كان له تأثيره الكبير على الأهالي، وانتشار الأمراض بينهم».

من المحاضرة

أما عن أهمية المحاضرة فيقول المهندس "عبد الله دروبي": «أي عمل علمي إن لم يكن له تطبيق مباشر سواء من حيث استفادة السكان أو البلد منه ليس له معنى، تأتي أهمية هذه المحاضرة من إلقاء الضوء على موضوع تلوث المياه الجوفية، وضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة لحمايتها، فللأجيال القادمة حق علينا في الحفاظ على المياه، ونشر هذا النوع من المحاضرات يساعد على رفع مستوى الوعي بين المواطنين أملاً في الوصول إلى نتائج أفضل».

تخلل المحاضرة نقاش بين الحضور والمحاضر، حيث أشار فيه السيد "يوسف أحمدي" إلى أن «هذه المناطق يجب أن تحمى وأن يسلط الضوء عليها، فموضوع تلوث المياه إلى جانب استعمال المسابح، وانخفاض مستوى المياه الجوفية يقود تلقائياً إلى نشفان في الطبقات العليا وامتصاص كمية من المياه الملوثة التي تقود لتلوثها».

الدكتور أرمين مارغان

فكرة المشروع بدأت من تسعينيات القرن الماضي، وذلك بسبب أن "الغوطة" في ذلك الوقت شهدت تدهورا ليس فقط بالنسبة للموارد، ولكن مياه "نهر بردى" أيضاً لم تكن معالجة بالشكل الأمثل.

بدوره الدكتور "أرمين مارغان" في محاضرته تحدث عما يلي: «نشأت فكرة تقديم محاضرة عن "غوطة دمشق" وقيام دراسات وتقييمها عندما سمعت منذ عاميين أو أكثر شكاوى بعض الأصدقاء في منطقة "الغوطة" عن أشجار الجوز التي آلت إلى الاندثار، كما بدأ عمل الـ BGR" " "المعهد الفيدرالي للجيوسينس والموارد الطبيعية" عام 1961، بالبحث عن المياه الجوفية في غرب "سورية"، وبعدها بست سنوات اتجه شمال غرب "سورية" لتأمين المياه الجوفية وتخطيطها، بدأ المشروع ولا يزال لحماية مياه "نبع الفيجة" وتحديد مناطق الحماية لها، سنقدم التعاون الذي قدمه الـ "BGR" في "سورية" وخاصة في منطقة "الغوطة"، فماذا يعني حساسية المياه الجوفية على التلوث ولماذا تُستعمل؟، إنها أساليب تستعمل لرسم خرائط حساسية المياه الجوفية على التلوث، ووصف مفصل للمنطقة، كما يقوم بتحديد المخاطر ومصادر التلوث الموجودة على المياه الجوفية في "الغوطة"، فهذه الخرائط تعود لاستعمال متخذي القرار في التنظيم المدني وإدارة تنظيم المياه، فحساسية المياه الجوفية على التلوث تقوم بتحديد مناطق الحماية التي هي كثيرة الخطورة على التلوث، فالمناطق التي تتميز بحساسية خفيفة على التلوث بالإمكان القيام بأي نشاط فيها، مثل قيام مناطق صناعية وتجارية عليها».

المهندس عبدالله دروبي

كما أضاف الدكتور "مارغان": «هذه الخرائط تستعمل لإدارة مصادر المياه، لتحديد مناطق حماية المياه الجوفية وحماية مصادر المياه المستقبلية والتخطيط المدني، من خلال الخرائط نصمم شبكة مراقبة للمياه الجوفية، لدراسة التأثير البيئي ولتحديد مصادر التلوث، كما نقوم بإطلاق حملات توعية أو تنبيه يمكن أن تحصل بالمستقبل، فلتحديد الخرائط يجب استخدام برامج تختلف تفاصيلها حسب توافر المعلومات اللازمة».

ويتابع الدكتور "مارغان" بالقول: «كشفت الدراسات وجود بحيرة شرق "دمشق" ترجع إلى الطور الرابع الجيولوجي، كما أظهرت أن الملوثات الموجودة في المياه السطحية أقل من المياه الجوفية، فهذه الدراسات أخضعت عددا قليلا من العينات للفحص، وليس ضروريا أن يكون ممثلاً لواقع حوض كامل، فالمياه الجوفية تكون محمية وقليلة التلوث في المناطق التي يوجد فيها أشجار الصلصال والحوار، فقد ظهر نحو الشمال الغربي مناطق عالية التلوث فيجب حمايته لتأمين مياه الشرب، بعض القرى في "الغوطة" تحصل على مياه الشرب من الآبار المحلية، فيجب على المؤسسات دراسة مصادر هذه المياه فيما إذا كانت ملوثة، ففي العام 2001 من خلال الدراسة وُجِد عدد كبير من المصانع على نهر بردى أغلبها مصانع النسيج والدباغات، بالإضافة إلى وجود مكب للنفايات في المنطقة الكريتاسية التي تعرض مياه المنطقة للتلوث، في السنوات الأخيرة تم توسع أكثر من منطقة تجارية، كان يجب تفاديها وتحويل هذه التوسعات إلى خارج "الغوطة"، فري البساتين يتم بالمياه المبتذلة من دباغات ومصانع غزل النسيج، فـ "دمشق" ليست بكاملها تحصل على معالجة المياه المبتذلة، فالقرى المجاورة للمدينة ليست مربوطة بشبكة مراكز معالجة صرف صحي، ما يؤدي إلى أن المياه الجوفية في المناطق العالية أكثر تلوثاً».

كما أشار الدكتور "مارغان" إلى النصائح التي يجب التقيد بها للحفاظ على "الغوطة" صحية: «يجب إدخال فكرة حماية مصادر المياه داخل التنظيم المدني، وتأمين خدمات بالمناطق الصناعية، فالتوسعات المدنية والسكانية يجب أن تكون بعيدة عن احتلال الأراضي الزراعية، هذه النصائح يجب الالتزام بها بسبب أهمية الإنتاج الزراعي في منطقة "غوطة دمشق"».