ترفد كلية الإعلام "قسم الصحافة سابقا" السوق الإعلامية بمئات الخريجين، بعد تزويدهم بالمعلومات الأكاديمية اللازمة لعملهم، وبعض الخبرة العملية "الخجولة"، ما يجعل الدخول "الفوري" للعمل في المؤسسات الإعلامية صعبا، لوجود فجوة بين المعارف النظرية وما تطلبه هذه المؤسسات من خبرة عملية، ليكون العمل الإعلامي نصيب المتابعين والمهتمين، والمستفيدين من فرص التدريب، ليؤكدوا كفاءتهم عندها، ويثبتوا وجودهم في سوق العمل.

موقع "eSyria" ناقش المتطلبات اللازمة لطلاب الإعلام قبل دخول سوق العمل مع عدد من الطلاب والمختصين بتاريخ "20/12/2010"، وبدأ مع "أيهم عامري" -طالب في كلية الإعلام- الذي بدأ بقوله: «أعتقد أن ما نتلقاه في الكلية من المهارات لا يكفي لأن يكون أحدنا مراسلا صحفيا أو محرراً، ونأمل أن الإستديوهات الجديدة في الكلية ستوفر لنا مستوى عالي من التدريب العملي -كما يقولون- ومن الجانب الآخر فلدي عدة زملاء يعملون في المواقع الإلكترونية، وقد قبلوا في هذا العمل بعد أن خضعوا لدورات تدريبية فيها.. فجميعنا يعرف أن الخبرة التي يحملها الطالب عند تخرجه هي التي تؤهله للعمل في الميدان».

خريجو الكلية هم "مشروع إعلامي ناجح"، والكلية ستدربهم بشكل جيد، وكل خريج سيحمل مايعتز به للدخول إلى المؤسسات الإعلامية، سواء مهارة تحريرية، أو دورة تدريبية، أو حتى ملفاً فلمياً يحوي مادة تسجيلية، وهذا متاح بما سيكون لدينا من استديوهات

الدكتور "أحمد الشعراوي" أستاذ علوم الخبر في كلية الإعلام- ومحرر أخبار في التلفزيون السوري- حدثنا عن الآلية المقترحة لإكساب طالب الإعلام خبرة في العمل الإعلامي فيقول: «أقترح أن يعمل خريج الإعلام في أي وسيلة إعلامية كـ"متمرن" لمدة لا تقل عن /6/ أشهر في البداية، حتى يستطيع إثبات وجوده، وليأخذ فرصته.. على أن يكون هناك تقييم صحيح، فلو أثبت وجوده فعلى الوسيلة الاعلامية أن تتمسك به، لأنه –في الحقيقة- ليس كل خريج هو مؤهل ليكون إعلامي، ولكن دورنا هو أن نصنع الإعلامي المؤهل.

الدكتور "أحمد الشعراوي"

وآلية التدريب التي أتكلم عنها هي صعبة التطبيق؛ ذلك أن مؤسساتنا الإعلامية -وخاصة العامة منها- "تغص" بعدد العاملين كما هو معلوم، لذا أتمنى أن نجد آلية تعاونية ممكنة وأكثر مرونة».

ويضيف "الشعراوي" قائلا: «طلاب "كلية الإعلام" اليوم، لديهم إندفاع كبير جدا، وأجد لديهم حماسا وتفاعل مع أي بادرة تمكنهم من الإنخراط في العمل الإعلامي والإطلاع عليه..لذلك علينا إستغلال هذه النقطة بأن نعلمهم الحوار والمشاركة في اللقاءات التي نقوم بها مع الشخصيات المهمة، ونأمل أن يفيد التدريب الداخلي الذي ستوفره الكلية، إضافة إلى التدريب الخارجي، في مد الجسور لردم الهوة بين التعليم الأكاديمي وميدان العمل، ومأسسة منظومة التدريب بشكل عام».

عميد كلية الإعلام الدكتور "يحيى العريضي"

وزير الإعلام الدكتور "محسن بلال" أشار لموقع "eSyria" أن الفجوة بين التدريب والناحية النظرية هي مشكلة موجودة في كل المجالات كالطب وغيره.. مضيفاً: «يمكن لمؤسساتنا الإعلامية تدريب الطلاب بشكل منظم ومدروس، بعيدا عن العشوائية وعدم الإنتظام، وذلك بأن نتفق مع عمادة الكلية والأقسام لاحقا من أجل القيام بعملية توزيع للطلاب بنسبة معينة وفي سنة معينة، وذلك على الأقل لطلاب السنة الرابعة على مدى /12/ شهرا، وهذا ممكن من الناحية العملية».

ويرى "بلال" أن الشخص هو الذي يفرض نفسه عندما يكون "ديناميكيا وحيويا" فيقول: «الشاب الذكي والمرن، ومن هو قابل للتعلم ويعرف كيف يكون محبوبا؛ تتنازع عليه المؤسسات الإعلامية على إختلافها، ولكن الخطوة الأولى هي الأصعب وتحمل كثيرا من التردد، فيجب التغلب على ذلك، ومن يكون بعكس هذه الصفات لن يجد مكانا يستقبله سوى المنزل».

عن المؤهلات التي تمنحها الكلية للطلاب عند التخرج يحدثنا عميد كلية الإعلام الدكتور "يحيى العريضي" بقوله: «خريجو الكلية هم "مشروع إعلامي ناجح"، والكلية ستدربهم بشكل جيد، وكل خريج سيحمل مايعتز به للدخول إلى المؤسسات الإعلامية، سواء مهارة تحريرية، أو دورة تدريبية، أو حتى ملفاً فلمياً يحوي مادة تسجيلية، وهذا متاح بما سيكون لدينا من استديوهات».

وأضاف: «ستزود هذه الكلية طلابها الإعلاميين بأدوات وبطاقة معرفية هائلة، وهناك أولوية قصوى لأربعة مهارات أساسية، هي إتقان اللغة العريبة بامتياز، ثم اللغة الأجنبية بشكل "جيد جدا"، وإمكانية التعامل بطلاقة مع التقانة وأدوات التكنولوجيا الحديثة، نضيف إليها خلفية معرفية واسعة عن تاريخنا وحضارتنا، لتكون مرتكزا وطنيا لما سيقدمه من مواد إعلامية، وطبعا أن يكون على دراية وإحاطة بالإختصاص الإعلامي الذي يدرسه».

الجدير بالذكر أن كلية الإعلام في جامعة دمشق قد عقدت بتاريخ "8/12/2010" لقاءا مفتوحا بين الطلاب ووزير الإعلام بعنوان "خريج الإعلام وميدان العمل"، تناول إمكانية توفير المؤسسات الإعلامية التدريب والتأهيل للخريجين وفرص العمل للمتميزين منهم، وذلك لردم الهوة بين التعليم الأكاديمي والعمل في سوق الإعلام، وهو النشاط الأول من نوعه الذي قامت به الكلية منذ تأسيسها عام /2010/.