هل الحب مسألة اضطرارية أم اختيارية؟ سؤال مطروح للبحث، لقد شغلت هذه المسألة حيّزاً كبيراً من تفكير الناس وعلماء النفس، والكثير يرى أنه خارج عن إرادة الإنسان وليس له فيه يد أو حيلة، وحكي عن "أفلاطون" أنه قال: «ما أدري ما الهوى، غير أني أعلم أنه جنون إلهي لا محمود ولا مذموم».

وفي هذا السياق موقع "eSyria" كان حاضراً للحب الذي نثر في محاضرة ثقافي "المزة" 27/12/2010 تحت عنوان "العقل والعاطفة، قراءة في فلسفة الحب" ألقاها الباحث "علي محفوض" الذي ألتقيناه ليحدثنا عن فلسفته الحب في هذه المحاضرة، قائلاً: «تقوم الفكرة المحورية على أنه لا إنسان من غير حرية ولا إنسان من غير حب، فإذا غاب عنصر الحب والحرية غابت المعاني الجوهرية للإنسانية، وكل حالة حب في الدنيا يجب أن تقوم على الإرادة والوعي والحرية والحب وهذا المحور الأساسي للمحاضرة، فإن أي درجة من درجات الإكراه تبطل عن العقل الإنساني صفته الإنسانية وإن الحب هو الحالة الثنائية الحميمية بين جنسين مختلفين يميزه عن الصداقة وأشكال العلاقات الإنسانية الأخرى، إن الحب الحقيقي بالمعنى الجوهري هو أكثر المفردات تداولاً منذ عرف الإنسان اللغة وهو أقلها وجوداً بالمعنى الجوهري للحب، تكاد تخلو الأرض من هذا المعنى للحب الكلي الشمولي الاستغراقي الحميمي الصادق، والمعنى الجوهري للحب أن يكون كلياً وشاملاً وشفافاً بالمطلق وصادقاً بلا نهاية وثنائياً وحميمياً يقوم على الصفاء المطلق والامتداد الذاتي لذات أخرى والصدق الكلي، هذه الحالات نادرة الوجود في الواقع لكنها هي المعنى الحقيقي للحلم النهائي للحب، وبالتالي هي المعنى الجوهري للانعتاق الإنساني، وبمقدار ما نقترب من إنسانيتنا نقترب من فلسفة الحب ومعناه».

العاطفة برأيي هي البنت الشرعية للعقل وبمدى ما يكبر وعينا تكبر عواطفنا ولا عاطفة دون وعي، فالعقل الكبير يولد العواطف الكبيرة، إذاً لا انفصال بين العقل والعاطف

وعن اختلاف الحب بين الماضي والحاضر، قال: «بالتأكيد لكل زمان ظروفه ومعطياته، ما نتحدث عنه الآن في الواقع ليس حباً هو اتفاق على المعايشة وهو شكل من أشكال البحث عن القاسم المشترك للآخر، بالتالي هو يقع ضمن خانة الحد الأدنى من فلسفة الحب».

فرحان مطر

وفي سؤالنا هل الحب هو اتفاق بين العقل والعاطفة، قال: «العاطفة برأيي هي البنت الشرعية للعقل وبمدى ما يكبر وعينا تكبر عواطفنا ولا عاطفة دون وعي، فالعقل الكبير يولد العواطف الكبيرة، إذاً لا انفصال بين العقل والعاطف».

وعن رأيه قال المعد التلفزيوني الأستاذ "فرحان مطر" في: مسألة الحب والعاطفة: «هي أكثر المفردات تداولاً في حياتنا اليومية وكما قال المحاضر في البداية، الحب هو أكثر المفردات تداولاً، لكنه أكثر مفردة غائبة عن أن تأخذ حقها، وأنا أسأل سؤالاً، هل يوجد في القانون السوري أو في أي قانون في العالم فقرة أو نص يضمن ما يسمى بالحب؟ يضمن له حقوقه أو يوصفه أو يتعامل معه مثلما يتعامل مع مفردات أخرى كالزواج وغيره، وقلت بمداخلتي أن المحاضرة تكتسب أهميتها من الجرأة التي تحلى بها المحاضر من حيث اختياره للموضوع، إنه يعري النفاق الاجتماعي الذي يكاد يتلبسنا جمعياً، نحن بحاجة دائماً وأبداً إلى أن نطرح هذه القضايا الشائكة ونخرجها من إطار الغرف المغلقة حتى تعم الفائدة، وطبيعي أن كل طرح جريء سيواجه بردود فعل قد تكون إيجابية أو سلبية، لكن لابد في الختام لكي تأخذ نتيجة أن تدفع ثمنا مقابل ذلك».

الباحث علي محفوض

الدكتور "أنطوان حنا" قال عن رأي في موضوع المحاضرة: «المحاضرة جيدة وبنفس الوقت واسعة وكان يلزمها وقتاً أكثر لأنها تدخل في موضوع العائلة وتوازنها في المجتمع وعادتنا وتقاليدنا، لأن مسألة الحب في مجتمعاتنا محجمة بالنسبة للرجل والمرأة وهذا التحجيم يجعلهما لا يعرفان بعضهما، وعندما يدخلان إلى الحياة الزوجية لن يكونا مهيأين لمسألة الحب».

أنطوان حنا