تمارس نشاطات "ريادة الأعمال" في دمشق حوالي خمس جمعيات رئيسية، وتعمل هذه الجمعيات وفق منهجيات متعددة. لكن السؤال المطروح يبقى عن وصول هذا المفهوم إلى المستفيدين منه بالشكل الذي يحقق التفاعل معه.

"eSyria" قام بجولة على بعض الشباب والمختصين للبحث في مفهوم الريادة، فرائد الأعمال "حسام صالح" انتسب لأحد جمعيات دعم الريادة من أجل تنمية أفكاره العديدة كما يقول، مضيفا: «كانت لدي العديد من المشاريع النظرية، فاشتركت في جمعية رواد الأعمال الشباب "سيا"، وتواجدت في العديد من محاضراتها وتكونت لدي فكرة عن معنى ريادة الأعمال، ثم اشتركت في هيئة تنمية المشروعات التابعة لوزارة الشؤون الإجتماعية والعمل، كما قمت بدورة في إدارة الأعمال، ثم بدأت الإشتراك في مسابقة "مؤسسة بداية"، حتى تلقيت تمويلا لبداية مشاريعي، ولدي اليوم مشروع توزيع أسطوانات غاز ذات مواصفات خاصة، قد تصدر إلى السوق المحلية في المستقبل».

نحن من خلال المشاريع نمكّن الشباب الذين يمتلكون أفكارا من إيصالهم إلى الممولين، وبذلك ندعم الإبداع الفكري الذي يحول الفكرة إلى عمل يدر الأرباح، وبهذه الطريقة نحيي الأمل في نفوس المبدعين ونعزز ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم وطاقاتهم، وبأن هناك من ينميها ويدعمها

أما الشاب "عبد الرحمن لحام" خريج هندسة إلكترون يرى أن هناك جانبين لمسألة الريادة؛ جانب نظري وجانب عملي، ويقول: «من الناحية النظرية لايوجد ما يمنع أي شاب من أن يدخل إلى سوق الأعمال ويصبح رائد أعمال ناجح، أما عمليا وعلى أرض الواقع بعيداً عن الأحلام، هذه العملية تتطلب عدة أمور تتلخص في دراسة الواقع المحيط وإيجاد آلية لتطوير النقص الموجود في خبرة الشخص و"ذلك ضمن الحالة المادية المتاحة"، وبالطبع وجود فكرة يمكن أن تنافس في السوق، ثم دراسة متطلبات هذه الفكرة وغيرها..».

رئيس جمعية رواد الأعمال الشباب السيد"عبد السلام هيكل"

لكن الطالب "محمد أويس نعمان" كلية الهندسة الكهربائية يرى أن "ريادة الأعمال" هي عمل يمارسه أصحاب رؤوس الأموال، ويضيف: «إنه من الواقعي جدا أن من يمتلك تمويلا يستطيع أن يكون رائد أعمال، أو أن يصنع من أي شخص يريده إنسانا ناجحا، ثم إني لا أعتقد أن "الريادة" مطلوبة بذاتها، وكي أكون صريحا لا أدري ما معنى أن أكون "رائد أعمال" هل هي تختلف عن مفهوم "رجل أعمال؟"، أم يقصد بها صاحب الثروة وكثير السفر؟؟».

مفهوم "ريادة الأعمال" والصفات الواجب توافرها في الأشخاص كي يكونوا رياديين ناجحين؛ تلخصها السيدة "آلاء العظم" المديرة الوطنية لمسابقة "أفضل خطة عمل" التي تقيمها الغرفة الفتية الدولية، فتقول: «رواد الأعمال أشخاص مميزون لديهم أفكار خلاقة يمكنهم تحويلها إلى عمل يجلب المال، هذه الأفكار عادة ما تكون فريدة من نوعها، ومتميزة وتردم فجوة مهملة في السوق، فهم مبدعون، أصحاب شخصية قيادية واثقة من نفسها، لا تنحني أمام الصعاب، وتمتلك من البداهة ما يمكّنها من الاستغلال الجيد للفرص وحتى أبعد الحدود.

السيدة "آلاء العظم" من jci

يجب أن يعرف الشخص من البداية أن ريادة العمل هي عمل حقيقي ومهنة بحد ذاتها كما في "البلدان الأوروبية"، ثم إن رائد الأعمال هو الشخص الذي يملك فكرة ويحولها لعمل يكسب الأموال، فـ"بيل غيتس" صاحب شركة "مايكروسوفت" قد بدأ بحاسوبين عاديين في كراج منزله، ليتحول خلال عشر سنوات إلى "إمبراطور" في عالم الأعمال».

وعن أهمية رائد العمل تقول "العظم": «يمكن أن يكون الرائد موظفا، من خلال حل مشكلة في الشركة التي يعمل بها ويسبب بزيادة الارباح أو تقليل الخسائر والتكاليف، فلدينا في سورية رائد عمل دون ممول، ولذلك خلقت مؤسسة "بداية" و"سيا" و"إنطلاقة" والغرفة الفتية على نطاق الأعمال، ومصارف التمويل متناهي الصغر كمصرف الابداع.. وغيرها ممن يدعم العمل الريادي، فهم يعطون صاحب الفكرة المبتكرة والمدروسة قروضا بكفالات قليلة، وبذلك يدعمونه».

رائد الأعمال "حسام صالح"

السيّد "عبد السلام هيكل" رئيس جمعية رواد الأعمال الشباب- سيا- أوضح أن الأجواء في "سورية" مهيأة للتفاعل مع رواد الأعمال، والوقت مناسب جدا للتفوق والإبداع، فهناك: «تحول إقتصادي، فرص كثيرة، رواد أعمال متحمسين، وهناك جو من الإيجابية موجود في البلد يناسب فعلا وضع ريادة الأعمال، وهي بؤرة يمكننا- إذا استفدنا من الفرصة وقمنا بما يجب لتشجيع الرواد ودفعهم إلى الأمام وتزويدهم بما يلزم لتأسيس أعمالهم- أن نشهد ثورة ريادية في سورية».

السيدة "دانا ملص" مديرة مشروع ملتقى تبادل خبرات الأعمال بين الشباب "Switch 2010" الذي نظمته Jci، تحدثت عن دور النشاطات التي تقوم بها المؤسسات والجمعيات المتخصصة في دعم الفكر الريادي؛ فقالت: «نحن من خلال المشاريع نمكّن الشباب الذين يمتلكون أفكارا من إيصالهم إلى الممولين، وبذلك ندعم الإبداع الفكري الذي يحول الفكرة إلى عمل يدر الأرباح، وبهذه الطريقة نحيي الأمل في نفوس المبدعين ونعزز ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم وطاقاتهم، وبأن هناك من ينميها ويدعمها».