تأتي المبادرة والدعم اللذان قُدما لمجموعة من الفنانين الشباب، الذين عملوا معرضاً جماعياً في صالة "بيت الرؤى" موجهاً برسومه إلى الأطفال والمعنون "فنانون شباب يرسمون للأطفال"، كخطوة لتسليط الضوء على هذا الجانب الإيجابي من حياتنا الاجتماعية في سورية. ويكتسب الفن الموجه للأطفال أهمية كبيرة جداً لكون هذا الفن يدخل دون استئذان وجدان الأطفال ويحفر في ذاكرتهم، مبلوراً جزءاً من شخصيتهم وثقافتهم حتى يصعب في بعض الأحيان محوه أو نسيانه، وبهذا يكون المستقبل بشكل أو بآخر مرتبطاً بما يتم إنتاجه من فن موجه للأطفال أو ما ينتجه الآخرون لنا.

موقع eSyria أطل على هذه المبادرة التشاركية التي قامت بين صالة "بيت الرؤى" ومشروع دعم الشباب في سورية التابع للـ"أونروا"، والذي تحدث فيها الفنان التشكيلي- النحات "زكي سلام" وهو الجهة المنظمة للمعرض بالقول: «الفنانون المشاركون في هذا المعرض، موجودون في سوق العمل كرسامين لرسوم الأطفال، ينتجون أعمالاً في بعض الصحف المحلية والصحف العربية الموجهة لهم، فكرة المعرض جاءت من قدرتنا على جمع هؤلاء الشباب، وكيف نستطيع تطوير علاقاتهم مع بعضهم بعضاً وعلاقاتهم مع الصحف المحلية والنقاد والمتلقين، سواءً من الأطفال أو من الجمهور المتذوق للفن، وكيف نستطيع رفع سوية هذه اللوحة المهمة جداً، والتي هي بالأصل موجهة للأطفال الذين يكون الفن عادةً من أخطر بناة وجدانهم وشخصيتهم سلباً وإيجاباً، وبالتالي كيف نستطيع تنظيم هذه المسألة بحيث يكون هذا الفن خادماً بإطاره الإيجابي، خاصّة أن السوق المحلية ملأى بالفن المستورد والذي لا ينتمي لثقافتنا وبيئتنا، ويحمل أحياناً بشكل أو بآخر بأشياء نحبها أو لا نحبها، فهؤلاء فنانون محليون من هذا المكان ومن هذه الثقافة، فمن الممكن أن نعمل من هذه اللوحة التشكيلية العادية، التي نستطيع تأطيرها وعرضها، وربما تقتنى وتوضع في غرف الأطفال،.. الخ.، حتى نرى كيف نستطيع توسيع دائرة هذا الفن ونضعه في المكان اللائق به كأخ لباقي الفنون التشكيلية».

رغم أن الفنانين الشباب لديهم القدرة على مواكبة العصر في تلقي واستيعاب أرقى النتاجات التكنولوجية، إلا أن هناك صعوبات في إدخالهم سوق العمل، وربما يعود ذلك لكون الأزمة متشعبة وموجودة في كل الأماكن

تحدث الأستاذ "فراس شهابي" مدير تطوير الشباب في مشروع دعم الشباب في سورية التابع لـ"لأونروا": «تأتي هذه المبادرة ضمن إطار دعم الشباب أصحاب المواهب الفنية، وهي محاولة لأن نقول للناس والشباب عن أهمية الفن الموجه للأطفال تحديداً، والفن في العموم له دور في التنمية المجتمعية أيضاً، وبالتالي الفكرة الأخرى منه أننا كيف نحاول أن ندعم الشباب وإظهار أعمالهم الفنية وإبداعاتهم لربط هذا الموضوع بسوق العمل، لأنه يساعد في جزء منه بتطوير قدراتهم الفنية والمهنية، فالسلسلة مترابطة بأكثر من هدف، وأكثر من فكرة لدعم الشباب في هكذا أعمال، وفي النهاية يصبح هناك تشبيك وعلاقات مع أناس آخرين، وهذا كله في إطار دعم الشباب».

زكي سلام، عماد الوهيبي، محمد الوهيبي، بين جيلين

وتابع عن دورهم في هذه المبادرة فقال: «نحن الجهة الداعمة، وأما الجهة المنظمة فهي صالة"بيت الرؤى" والأستاذ "زكي سلام" المشرف على أعمال الشباب، فنحن نؤمن بنظرية المشاركة، الجانب الفني لا نتدخل به أبداً لأننا نثق بالأستاذ "زكي"، وهذا جزء من منهجيتنا في العمل، كيفية التواصل مع الخبرات ومع الجهات الفاعلة التي تقدم للمخيمات الفلسطينية العمل والجهد والمال والنشاط، وهذا مهم جداً ضمن منهجية المشاركة».

وقد ورد في تقديم المعرض: «وهنا تطرح الكثير من الأسئلة نفسها حول علاقة الوافد من هذا الفن، وعلاقته بثقافتنا المحلية وهل للفنانين المحليين القدرة على حمل هذه المهمة؟

ضحى الخطيب بين لوحاتها

وهل المؤسسات المعنية بالثقافة والتربية الخاصة بالأطفال أهلية كانت أم حكومية تقوم بواجبها تجاه هذا الفن وتجاه منتجيه؟

وكيف يمكن لنا ربط جيل الشباب من الفنانين بسوق العمل؟ وتوسيع دائرة هذا السوق بحيث لا يقتصر عملهم على الصحف التي يقل عددها عن أصابع اليد الواحدة بحيث يصبح فناً مستقلاً قادراً على مواكبة حركة التشكيل السورية والارتباط معها كأخ من إخوة الفنون التشكيلية المختلفة؟.. أسئلة كثيرة لا بد من السعي والعمل لإيجاد أجوبة تليق بوطننا وأطفالنا».

الأستاذ "عطا محمد" يقول: «رغم أن الفنانين الشباب لديهم القدرة على مواكبة العصر في تلقي واستيعاب أرقى النتاجات التكنولوجية، إلا أن هناك صعوبات في إدخالهم سوق العمل، وربما يعود ذلك لكون الأزمة متشعبة وموجودة في كل الأماكن».

أما السيدة "سهام سحلول" فتعلق بالقول: «إن القيام بدعم الشباب بعد تأهيلهم، هو دعم لمستقبل مشرق أمام الأجيال القادمة، وهذه الخطوة تعتبر من النقلات الإستراتيجية على المدى الطويل، فلو أن كل جيل شعر بمسؤولياته اتجاه الغد فإنه بذلك يسعى إلى إسعاد البشرية جمعاء».