عرضت لوحات الخط العربي في معرض "التصوير الضوئي والخط العربي- السنوي 2010" الكائن في خان "أسعد باشا"، وقد تنوعت حجومها واتجاهاتها والتقنيات المستخدمة فيها، وهذا بدوره أدى إلى تنوع في الآراء حولها.

موقع eSyria كان في وقائع الافتتاح الذي وافق 21/11/2010 ورصد الآراء والمواقف التالية:

المشاركتان الوحيدتان لأسماء أنثوية في المعرض هما "عبير عبد المعين عطري" و"وعد حمادي" قدمتا لوحات خطية معتمدتين على خطوط فنية، ولم تعتمدا على الخطوط المعروفة التقليدية، ولا أدري إن كانت هذه ميزة، ولكني أضم صوتي إلى صوت صديقتي بأن الموضوع بحاجة لتأمل ودراسة

السيد "زهير الزرزور- أبو محمد" شيخ الخطاطين ورئيس جمعية الخطاطين السوريين، وهو من المشاركين في المعرض، يقول: «يشرّفني أن أشارك كل سنة ويقبل عملي في معرض الخريف، المعرض على مستوى راق جداً، 90% من الأعمال جيدة جداً والباقي يكفيهم شرف المحاولة فهم قدموا ما استطاعوا إليه سبيلا، نحن فخورون جداً بهم ونتمنى لهم التوفيق والنجاح، إن ما شاهدناه في المعرض السنوي يعكس الحالة الجادة التي يسعى فيها الخطاط السوري ليجد له مكانة مميزة في هذا المجال على المستوى العربي والإسلامي، وأنا أعرف حالة العمل الجاد الذي يقوم به الخطاط السوري والمنطلقة أساساً من اطلاع على تجارب الأسلاف».

خط الإجازة

كما عبر السيد "معتصم أبو خميس" طالب جامعي، بالقول: «هذا المعرض يعكس تجارب شبابية جديدة في موضوع الخط العربي، وفرصة كبيرة أننا استطعنا التعرف على هذه المواهب والقدرات على صعيد معرض على المستوى الوطني، نحن سعداء بهذا المكان القديم والأثري الذي يحوي دائماً مثل هذه الفعاليات والذي يعطي نكهة خاصة للحرف العربي. بالنسبة للوحات الخط العربي الموجودة في المعرض كان من الواضح فيها هيمنة خط الثلث، الذي يعتبر من الخطوط الصعبة والرفيعة، وربما أراد الخطاطون استعراض مهارتهم من خلال هذا الخط، ولكن ما يعيب هذه الأعمال أنها لم تقدم جديداً بصرياً ولم نلحظ بحثاً جاداً رغم جمال اللوحات، فقد تم الاعتماد على صياغات تقليدية متوارثة في تكويناتها، لدرجة أنه قد يتبادر لذهن المتلقي سؤال: هل هذه اللوحات قد عرضت سابقاً أم لا؟!».

الدكتور "غسان السباعي" فنان تشكيلي ومدرس في كلية الفنون الجميلة- جامعة "دمشق"، يقول: «المعرض بعد عدة سنوات كرّس معرض خط عربي، أعتبر أن هذا إنجاز أو إعادة القيمة التي كانت خاضعة للتعميم سابقاً، وخاصةً الخط العربي الذي يعد من تراثنا الأصيل، نحن العرب والمسلمين نعبّر من خلاله بدلاً من الصورة سابقاً، لكن نلاحظ أن أعمال الخط العربي الموجودة في معرض "التصوير الضوئي والخط العربي- 2010" تنطلق من كلاسيكية الخط العربي وبطريقة خاصّة، وتبتعد عن الحداثة والمحاولات البحثية في هذا المجال. وجمال لوحات الخط العربي نجده عند تذوق الأشخاص الذين لا يعرفون الكلمة العربية ويرون العلاقات التشكيلية فيه، فالخط العربي استطاع أن يقدم صيغاً وتكوينات وحلولاً تشكيلية ترقى إلى مستوى الفن التشكيلي بأبعاده المعروفة، وهذه قيمة الخط العربي حقيقةً، قيمة علاقات الغرافيك فيه، وعندما تكرّس سورية اليوم هذا الشيء لمعرض خط عربي فهذا شيء سليم جداً ويجب الاهتمام به».

جلي الديواني

وتابع حديثه عن سوية الأعمال المشاركة بالقول: «السويّات عالية جداً ومتقدّمة عن السنوات الماضية، هناك تقدم في هذا المجال، بالنسبة للخط العربي في سورية لا يزال ضمن المفهوم الكلاسيكي غالباً، مع أن بعض الخطاطين العرب وبينهم سوريون تجاوزوا الكلاسيكية في الخط ووصلوا إلى العالمية، من خلال صياغات تشكيلية حديثة ووفق بحث معمق مستند إلى الإرث التاريخي لهذا الفن القديم والموغل في قدمه، من أمثال "خالد الساعي"، و"منير الشعراني" وغيرهما، وبرأيي كل شيء يمكن تطويره بالبحث والقراءة المعمقة والحوار الدائم والنقد البناء».

الآنسة "سمية إسماعيل" لاحظت ندرة الأسماء النسوية من بين المشاركين فقالت: «كان من الغريب غياب أو شبه الغياب للفنانات اللواتي يعملن في مجال الخط العربي وكأن هناك تعمدا تاريخيا لأن يكون هذا الفن فناً ذكورياً، رغم أني سبق أن شاهدت محاولات جادة عند الكثيرات ممن تخرجن من معهد الفنون التطبيقية وغيره من المعاهد، وهذه الملاحظة تضع الحالة أمام سؤال يمكن البحث فيه والدراسة والوصول إلى نتائج».

تأمل باهتمام

وتابعت زميلتها "دارين النجار" معلقة: «المشاركتان الوحيدتان لأسماء أنثوية في المعرض هما "عبير عبد المعين عطري" و"وعد حمادي" قدمتا لوحات خطية معتمدتين على خطوط فنية، ولم تعتمدا على الخطوط المعروفة التقليدية، ولا أدري إن كانت هذه ميزة، ولكني أضم صوتي إلى صوت صديقتي بأن الموضوع بحاجة لتأمل ودراسة».

والجدير ذكره أن المعرض قد حوى 31 لوحة خطية، وهو المعرض السنوي الذي تقيمه وزارة الثقافة- مديرية الفنون الجميلة.