في معرض التصوير الضوئي والخط العربي المقام في خان "أسعد باشا" وقف التصوير الضوئي بين مجموعة من الآراء المتناقضة التي تناولته في النقاشات الجانبية خلال حفل الافتتاح الموافق في 21/11/2010.

موقع eSyria رصد جزءاً من هذه الاتجاهات النقدية والتي كان أولها مع السيد "معتصم أبو خميس" الذي قال: «هذا المعرض يعكس تجارب شبابية جديدة في موضوع التصوير الفوتوغرافي، وفرصة كبيرة أننا استطعنا التعرف على هذه المواهب والقدرات في معرض كهذا، وعلى صعيد المعرض المقام على المستوى الوطني فإن ما شاهدناه لا يعكس التجربة السورية فهناك غياب واضح للمحافظات، التي كانت مشاركتها فعالة في السنوات الماضية، ونحن سعداء بهذا المكان الذي يحوي دائماً مثل هذه الفعاليات».

هناك لوحات جميلة ومعبرة وفيها موضوعية، وهناك لوحات عادية توثيقية بعيدة عن الجانب الفني ومن الخطأ وجودها في المعرض، والسويات الموجودة مختلفة، ولا يصح جمعها معاً، لأن هذا يضرب ذائقة المتلقي، وبالشكل العام سوية المعرض أسوأ من السنة الماضية بعض الشيء

أما الشابة "سمارة سلام" طالبة إعلام، فعلقت على المعرض: «أنا أرى أن المعرض وبحكم التجارب السابقة يعتبر أقل مستوى من معارض السنوات الماضية، وبالنسبة لي ما رأيته في هذا المعرض هو عبارة عن صور عادية، لم أر الفن بالتصوير الضوئي، كانت مجرد صورة من حياتنا العادية لا تحتوي على التشكيل الفني، ويبدو أن هناك خلطاً عند القائمين على هذا الموضوع والذين يعتبرون الصورة كما اللوحة كما تجلى ذلك من خلال تعاطيهم مع المعرض، ودائماً هناك استثناءات وأشياء مميزة موجودة بين الأعمال المعروضة».

سمارة سلام

وكان رأي الآنسة "رامية ديب الخوري": «هناك عدد من الأعمال ذات سوية عالية وهي تحوي الفكرة، والتكوين، والزاوية الصحيحة، وهناك أعمال ذات خصوصية وتنتمي إلى البيئة المحلية ولكن بمعالجة فنية معاصرة، وهذه تحسب لها، ولكن ما أثر على الحالة العامة للمعرض وجوده في مكان جميل وذي ارتفاع عال خطف الكثير من جمال اللقطات التي لم تكن تشاهد بحيادية، فبدا المعرض مشوشاً بعض الشيء».

"فادي خطاب" أحد المشاركين في معرض التصوير الضوئي، يقول: «رأيي الشخصي بأن المعرض ليس بالمستوى المطلوب، هناك أفكار مكررة، ويُفترض بمعرض التصوير الضوئي الذي يقام منذ سنوات عديدة أن يكون بمستوى أعلى مما هو عليه الآن، لا أعرف سبب التراجع فيه، السنة الماضية كان المستوى أهم من هذا وبشكل واضح، وأنا مع فكرة تحديد المعرض بأعمال خاصة بالأسود والأبيض أو بأعمال ملونة، لأن هذا التنويع يسبب تشويشاً وإضعافاً للصور، وأقترح أيضاً تفعيل أندية التصوير الضوئي في سورية، لأنه غالباً ومن الواضح أنه ليس لهم دور في هذا المعرض، يفترض أن يكون لهم الدور الرئيس في مثل هذه المعارض بينما نرى أن دورهم سلبي مع حالة غياب ملحوظة، ويمكن أن تقام فعاليات خاصة بمجموعات التصوير الموجودة في سورية، قبل العمل على المعرض السنوي، لكن للأسف يتمّ التعامل مع المعرض السنوي وكأنه نشاط ويجب إقامته كيفما كان، ولهذا نجده يتراجع إلى الوراء، ويبدو أن الحالة التي تحكمه هي حالة بيروقراطية وليست حالة إبداعية».

فادي خطاب

لكن الدكتور "غسان السباعي" مدرس في كلية الفنون الجميلة، كانت وجهة نظره تقول: «بعد عدة سنوات عندما كرّس هذا المعرض كمعرض تصوير ضوئي فأنا أعتبر أن هذا إنجاز، وأعاد القيمة التي كانت خاضعة للتعميم سابقاً بالنسبة للتصوير الضوئي، فقد كان في المفهوم السابق تجارياً، أما اليوم فإننا نرى المفهوم الفنّي للتصوير الفوتوغرافي، بعد أن كان سابقاً عبارة عن صورة مرتبطة بصورة الهوية الشخصية، بينما اليوم تعدّت هذه المفاهيم وانقلبت إلى فن له صفاته وله وسائله التعبيرية وتكنيكه الخاص به، والتكنيك اليوم متطور ومختلف، وسورية اليوم عندما تكرّس هذا الشيء في معرض تصوير ضوئي فهذا شيء سليم جداً ويجب الاهتمام به ورعايته ليصل إلى أفضل المستويات. رغم أن السويّات عالية ومتقدّمة عن السنوات الماضية، هناك تقدم في هذا المجال».

"محمود سالم" مصوّر ضوئي- رئيس نادي أصدقاء الكاميرا، كانت له وجهة نظر مخالفة حين قال: «هذا المعرض السنوي العام للتصوير الضوئي، مقارنةً بالمعارض السابقة هناك تراجع من الناحية الفنّية للأعمال، نلاحظ وجود صور توثيقية مأخوذة بطريقة غير فنّية، ولنا عتب كبير على اللجنة التي اختارت هذه الأعمال، هناك أعمال يجب ألا تكون في هذا المعرض، مقارنةً بمستوى المعارض السابقة، والتي كانت تحوي أعمالاً فنية أفضل من المعروضة اليوم، نلاحظ قلة وجود الإنسان في هذا المعرض، شاهدت سابقاً بعض الأعمال التي تقدمت للمشاركة في المعرض ولم نشاهدها معروضة وكانت أعمال رائعة جداً وإنسانية وفنية فوتوغرافياً، ومن المعروف أن الصور التوثيقية يجب أن تؤخذ بأمانة من المصور بينما ما نراه أنها ضعيفة جداً على المستوى الفني».

معتصم أبو خميس

أما المصور الضوئي "جهاد إبراهيم العابدي" وهو أحد المشاركين فيقول: «هناك لوحات جميلة ومعبرة وفيها موضوعية، وهناك لوحات عادية توثيقية بعيدة عن الجانب الفني ومن الخطأ وجودها في المعرض، والسويات الموجودة مختلفة، ولا يصح جمعها معاً، لأن هذا يضرب ذائقة المتلقي، وبالشكل العام سوية المعرض أسوأ من السنة الماضية بعض الشيء».