كانت فرصة لقاء الإعلامي المخضرم "ثابت السالم"* على هامش إحدى ورشات العمل التي تُعنى بالكتابة عن "شؤون اللاجئين" فرصة لا تفوت لمحاورة هذا الرجل "الخبير" حول ما يتعلق بالعمل الإعلامي الإنساني ونقاط أخرى جرى الحديث بها في حوار موقع eSyria التالي:

  • يجد بعض الصحفيين الشباب معاناة في ما يتعلق "بالحيادية" عندما يتعلق الأمر بالكتابة عن قضية إنسانية، ما رأيك بهذا الموضوع؟
  • أتمنى أن نكون موضوعيين ولا نخاف وليس بقصد أن نعتقد أننا أبطالاً بل نخدم مجتمعنا ونضع نصب أعيننا الهدف الأساس بأن نخلق مواطناً يعتبر بأن معياره في أن ما يربطه بأخيه المواطن العربي هو تراب الوطن العربي وليس أي معيار آخر

    ** «لا يوجد صحفي محايد على الإطلاق لكن هناك معايير بمدى انفعالك وإدراكك للموضوع الذي تغطيه، واجبك الأساسي ليس النقل فقط لأنك عندما تنقل تكون آلة تسجيل فقط...، حين تنقل بأمانة تصل إلى نتيجة ما يجب أن تلخصها وتقدمها بتقريرك التلفزيوني أو الإذاعي أو المطبوع لا يمكن للصحفي ألا ينفعل وألا يتأثر وألا ينقل كيف ترى عينه وهنا الفروقات بين الصحفيين كل واحد يرى بعين مختلفة».

    الأستاذ "ثابت السالم"

  • هناك من يقول إن الإعلام المحلي رغم حضوره القوي في السنوات الأخيرة إلا أنه لا يزال يفتقر إلى كثافة المعلومات والأرقام؟
  • ** «نعم أعتقد هذا والسبب في أن الصحفي المدرب والمؤهل لا يوضع في مكانه المناسب ولا يتمكن من ممارسة ما تعلمه، وهناك مسائل كثيرة تتعلق بطبيعة تركيب الإعلام السوري تؤثر كثيرا وقد لا تكون سورية الحالة الوحيدة في المنطقة العربية فبشكل أو بآخر تتشابه معظم الدول العربية في هذا الموضوع، فالأمر هنا يتعلق بوضع أُطر واضحة حقيقية للمؤسسات الإعلامية لكيفية التعامل مع مصادر المعلومات ومع الصحفي، إضافة إلى أنه يوجد أحيانا صحفي غير مؤهل يحتل مكاناً ما في صحيفة ما وصاحب قرار وقراراته لا تكون صائبة في بعض الأحيان وهذا ما تعاني منه بعض المؤسسات الإعلامية».

  • شهد الإعلام السوري في السنوات العشر الأخيرة تواجداً مهما للإعلام الخاص وبكافة الاختصاصات المرئية والمسموعة وربما الأكثر كانت بالصحف المطبوعة، مما خلق حالة من المنافسة كيف تقيم هذا الأمر، وكيف ترى العلاقة بين الإعلام الخاص والعام؟
  • ** «برأيي علينا أن ننظر إلى نشرات الأخبار فإن كان هناك تشابه فليس هناك تنافس، وأنا لا أحب كلمة الإعلام الخاص وإنما الإعلام المستقل، وهل هو مستقل أم غير مستقل وهذا سؤال كبير، أما أن تتحكم مجموعة من رجال الأعمال بالوسائل الإعلامية فهذا لا يكفي، نحن أمام موضوعية، والموضوعية نسبية فهناك بعض المحطات بدأت تهمل قضية فلسطين وهي قضية مركزية، وتغيب في تلك المحطات لتجد فرصتها في الإعلام السوري، وأيضاً هناك قضايا تغيب عن الإعلام السوري وتجدها في مكان آخر، وهذا يتبع لسياسات ومواقف المنطقة العربية، ودائما هناك جهة محددة صاحبة مصلحة التي تملك وسيلة الإعلام وتتحكم لما تقدم وتحاول الوصول إلى الجمهور لحسابات عديدة مختلفة».

  • الأستاذ "السالم" برأيك أين موقع الإعلام السوري الآن ضمن الإعلام العربي وما طبيعة العلاقة بينه وبين الإعلام العربي ككل؟
  • ** «الإعلام السوري بدأ بشكل عام بالتغير فطالما هناك انترنت فالمسألة حتمية وهناك تطور ولكن في الوقت نفسه هناك بعض المفردات للأسف أنا أراها بدأت تتغير بالتأثر بمؤسسات إعلامية عربية كبيرة، فهناك مفاهيم ومفردات تحمل إشارات استفهام كبيرة قد ينزلق بها الإعلام السوري لأنها قد تدخل في ذهن من هو مشرف على هذا الإعلام، ومن الواضح أن المحطات التي تحمل قضية التحرر الوطني العربي بدأت بالتراجع وإعلامنا العربي في الستينيات والسبعينيات هو أفضل بكثير مما هو عليه الآن برأيي».

  • قانون الإعلام الإلكتروني الآن موضع نقاش كبير، ما رأيك بتجربة الإعلام الإلكتروني في سورية؟
  • ** «تكمن أهمية الإعلام الالكتروني في أن كل إنسان يستطيع أن يوصل صوته إليه وليس في سورية فقط، هذه ميزة لكل إنسان في العالم فالمستقبل برأيي للإعلام الالكتروني ولا نستطيع أن ننكر ذلك، وموضوع تأطيره ممكن إذا كان هناك مواقع تعمل من سورية لكن هناك دائماً إمكانيات لعمل مواقع من خارج سورية، وبرأيي هو بحاجة لتنظيم لحماية حقوق الصحفيين وحقوق التغطية وحماية حقوق المواطنين الذين قد يسيء إليهم الإعلام، كما يجب ألا يبدو هذا الإعلام تجارياً بأن تغطى مواضيع بصفة خبر ولكنها هي دعاية وإعلان فهذه مسائل يجب أن يحكمها القانون وليس فقط في سورية وإنما في كل مكان ومن المفيد أن يصبح هناك إطار للعمل بشرط أن نحافظ على حرية ولا يخفى على احد أن هذا الإعلام الآن فرض نفسه».

  • ما رسالة الإعلامي "ثابت السالم" إلى الصحفيين الشباب؟
  • ** «أتمنى أن نكون موضوعيين ولا نخاف وليس بقصد أن نعتقد أننا أبطالاً بل نخدم مجتمعنا ونضع نصب أعيننا الهدف الأساس بأن نخلق مواطناً يعتبر بأن معياره في أن ما يربطه بأخيه المواطن العربي هو تراب الوطن العربي وليس أي معيار آخر».

    يذكر أن الأستاذ "ثابت السالم" من مواليد /1947/خريج كلية الآداب، "جامعة دمشق" قسم اللغة الإنكليزية، ويحمل دبلوما في الإعلام من فرنسا، بدأ العمل الإعلامي "بإذاعة دمشق" عام /1970/، وعمل مراسلا حربياً في حرب تشرين التحريرية عام /1973/، ثم انتقل إلى التلفزيون وعمل في عدد من البرامج والأخبار، وسافر إلى فرنسا عام /1978/، عاد إلى سورية عام /1981/ عمل مديرا لمكتب شبكة / mbc/ لأكثر من عشر سنوات "بدمشق"، محاضر في المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني.