برغم من صغر سنه إلا أن "عبد العزيز حسن" البالغ من عمر /14/ ربيعاً، كان يناقش بجرأة وبعفوية أقرانه من اليافعين العرب ويبحث كذلك مع الخبراء والمختصين بمواضيع الطفولة؛ أهم المشاكل التي يتعرض لها الأطفال في بلده "قطر" وفي بلاد العربية الأخرى.

"عبد العزيز" جاء خصيصاً إلى "دمشق" لمدة ثلاثة أيام لحضور أعمال "منتدى اليافعين العرب" الذي جاء ضمن مجموعة من الفعاليات التحضيرية التي تسبق انعقاد "المؤتمر العربي الرابع رفيع المستوى" في مدينة "مراكش" المغربية في شهر "تشرين الأول/2010" والذي سيراجع ويقيّم ماتم إنجازه حيال "الخطة العربية الثانية للطفولة" التي تمتد من عام /2004/ إلى عام /2015/.

"الحماية"، "المشاركة"، "الصحة والحياة الآمنة"، و"النماء وتنمية القدرات «التعليم

موقع "eSyria" حضر أعمال "منتدى اليافعين العرب" بتاريخ 27/7/2010، والتقى مع اليافع "عبد العزيز حسن" والذي تحدث عن أهم القضايا التي يعتقد أنها تواجه الطفل العربي بقوله: «يشكل "التعليم " و"حماية الطفل" من كافة أنواع العنف، سواءٌ كان هذا العنف جسدياً، نفسياً أو جنسياً، أكبر مشكلتين تواجهان الطفل العربي في أغلب الوطن العربي، هذا ماتوصلت إليه خلال حواري مع أصدقائي الذين جاؤوا من كافة البلدان العربية».

اليافعة المصرية "للي فريد"

/120/ يافعاً ويافعة شاركوا في المنتدى، تم اختيارهم وفق عدد من الشروط، موقع "eSyria" تعرف على هذه الشروط من قبل المشرفة المصرية "نهى العشي" والتي بدأت بقولها: «شارك في هذا المنتدى /4/ يافعين من كل دولة عربية، مناصفة بين الذكور والإناث، واشترط أن يكون العمر بين /14/-/18/ عام، وأن يكون له خبرة سابقة ومشاركة في فعاليات مشابهة، حتى يكون المنتدى فعالاً ومبنياً على معارف وخبرات سابقة تتعلق "باتفاقية حقوق الطفل"، وكذلك معرفة "بالخطة العربية الثانية للطفولة" – الموضوع الرئيس للمنتدى"، وتم اختيار عدد من المشرفين لمرافقة اليافعين والإشراف على سير أعمال المنتدى بالشكل الأمثل، كما تواجد فريق من الشباب "الميسرين"- كوسطاء بين اليافعين والخبراء الموجودين، وعدد من الخبراء رصدوا مشاركات اليافعين وجلسات الحوار التي تجري».

اليافعة "للي فريد" من القاهرة تحدثت عن أهم المحاور التي تم مناقشتها في "المنتدى" بقولها: «"الحماية"، "المشاركة"، "الصحة والحياة الآمنة"، و"النماء وتنمية القدرات «التعليم»"؛ أربع محاور رئيسية تتضمنها "الخطة العربية الثانية للطفولة" وهي العناوين الأساسية التي تدور جلسات حوارنا حولها، واعتقد أن الجميع متفق على المبدأ وتختلف الآراء حول التنفيذ وذلك تعتمد هذه الآراء على أوضاع كل دولة عربية، ومستوى الاهتمام بالطفل فيها.

"كاتي الحايك" -"الهيئة السورية لشؤون الأسرة"

ولكن المنتدى علمنا بعض الأمور لعل أهمها هو تعلم "فن الاستماع"، والمشاركة والتفاعل مع الآخر، أما عن أكثر المشكلات التي وجدت أنها تواجه الطفل العربي، فأظن أن المناهج التعليم في البلدان العربية ضعيفة في العموم، وتفتقر إلى آلية خاصة "بالتفكير المنطقي"، ولا تسمح له بالتعبير عن الذات، لذا اقترحت أثناء جلسات الحوار أن يتم اهتمام بالرحلات التعليمية التي تساعد على تطبيق الطفل للمعارف التي يتعلمها في الحصص الدراسية».

"نهى اللبان" مسؤولة "حقوق الإنسان" في "وزارة الأسرة والسكان" في دولة "مصر"، وإحدى المشرفات في المنتدى، تحدثت عن مكان "الخطة العربية الثانية للطفل" ضمن سياق الجهود التي تبذلها "الجامعة العربية" منذ عام /1980/ تاريخ انعقاد "مؤتمر الطفل العربي" في تونس، ومالحقه من إصدار "الميثاق العربي لحقوق الطفل" عام /1983/، وأضافت بقولها:

"أبو حلاوة" يحاور اليافعين خلال جلسات "المنتدى"

«أقر "الاجتماع العربي رفيع المستوى" في عام /1992/ البدأ بخطة "عربية للطفولة" –وهي الاولى-، إذا اعتبرنا أن هذه هي الثانية، وفي عام /2001/ انعقد "مؤتمر عربي ثاني رفيع المستوى لحقوق الطفل"، وتم في عام /2003/ إقرار "الخطة العربية الثانية للطفولة" خلال "المؤتمر العربي الثالث رفيع المستوى" انعقد في "تونس"، هذه الخطة بدأت عام /2004/ وتمتد إلى عام /2015/.

وقد تقرر عقد "مؤتمر عربي رابع رفيع المستوى" في "مراكش" في شهر "تشرين الأول-أكتوبر /2010/" بهدف مراجعة ماتم إنجازه من "الخطة العربية الثانية للطفولة" بعد انقضاء نصف المدة الزمنية لها».

وتضيف "اللبان": «وفي إطار التحضير لأعمال هذا المؤتمر، جرى اعتماد إقامة ثلاث منتديات تحضيرية في عام /2010/، حمل الأول اسم "منتدى المجتمع المدني"-/القاهرة – شباط/، والثاني كان "منتدى الإعلاميين المناصرين لحقوق الطفل"-/بيروت- أيار/، وهذا هو الثالث "منتدى اليافعين العرب" /دمشق- تموز/».

موقع "eSyria" التقى مع الآنسة "كاتي الحايك"- المنسقة الإعلامية في "الهيئة السورية لشؤون الأسرة" الجهة المنظمة "لمنتدى اليافعين العرب" والتي حدثتنا عن الجهود التي قامت بها "الهيئة" لتفعيل المنتدى بالشكل المطلوب، وبدأت بقولها: «شاركت "سورية" عبر /18/ يافعاً ويافعة، مثلوا المناطق الجغرافية المختلفة فيها، كما مثل هؤلاء اليافعين أهم أربع منظمات تتعامل مع الأطفال واليافعين في "سورية"، هي "اتحاد شبيبة الثورة"، و"برلمان أطفال "دير الزور" - الذي تأسس /2005/-، ومشروع "مسار"، وأخيراً "كشاف سورية"، كما تم تمثيل مدينة "القنيطرة" بيافع ويافعة، لأن المنتدى يناقش محور "الأطفال تحت الاحتلال".

كما تم تحضير فريق من "الميسرين الشباب" منذ شهر /آذار-2010/، وهم فريق تطوعي من الشباب المهتم بقضايا الطفولة، تدرب على "اتفاقية حقوق الطفل" الصادرة عن "الأمم المتحدة" عام /1989/، وكذلك على "الخطة العربية الثانية للطفولة"، مهمة هذا الفريق "الميسر" والقريب عمرياً من اليافعين هي العمل على تسريع انسجام اليافعين في جلسات الحوار، وشرح أهداف وبنود "الاتفاقية" و"الخطة العربية" لليافعين، كذلك استعنا بعدد من الخبراء والمختصين بالمحاور الأربعة التي يبحثها اليافعين في المنتدى، كالمشاركة والتعليم إلخ..».

"كريم أبو حلاوة" "مدير الأبحاث والدراسات" في "الهيئة السورية لشؤون الأسرة" والخبير المشرف على محور "المشاركة"، تحدث لموقع "eSyria" عن اعجابه بالتفاعل والانسجام السريع بين اليافعين خلال الفترة القصيرة للمنتدى، وأضاف بقوله: «خلال جلوسي على طاولات الحوار لهؤلاء اليافعين، وجدت أن المشاركة كانت تتسم بالصدق والعفوية والجرأة، ولا تبتعد – هذه المشاركة- عن الإيجابية في الطرح أو النقاش، وهذا يدل على أن الطفل يريد أن يُسمع صوته، وأن يعبر عن رأيه، وهذا بحد ذاته شيء جيد.

وخلال استماعي لجلسات الحوار، تفاجات بمشاركة صادرة عن طفل من دولة "كويت" يقول فيها، أنه لا يريد أن يتكلم أحد بالنيابة عنه في المؤتمرات الخاصة بالطفولة، وأن من حقه المشاركة وشرح المشكلات التي يواجهها هو وأقرانه، واعتقد أن هذا الطفل محق بهذه الناحية، فلا يحق لنا أن نتكلم عن النساء مثلاً بوجود النساء، ولا يحق لنا الكلام عن فئة معينة بوجود عدد من أفرادها قادرين على الحديث والتعبير عن مشاكلهم».

الجدير بالذكر أن "منتدى اليافعين العرب" افتتح صباح 27/7/2010، لمدة ثلاثة أيام في فندق "شيراتون- دمشق"، بتنظيم من قبل "جامعة الدول العربية" و"الهيئة السورية لشؤوة الأسرة" وبالتعاون مع منظمة "يونسيف"-«منظمة الامم المتحدة للطفولة»-، جرى في يومه الأول تقديم عرض لاتفاقية "حقوق الطفل"، و"الخطة العربية الثانية للطفولة"، أما اليوم الثاني فخصص لمناقشة أربعة محاور هي، "الصحة والحياة الآمنة"، "التعليم"، "المشاركة"، و"الحماية" بإشراف خبير مختص بكل محور، وخصص اليوم الأخير لمناقشة محور "الأطفال تحت الاحتلال"، واستعراض التوصيات التي سترفع إلى "المؤتمر العربي الرابع رفيع المستوى".