تتيح البرمجيات مفتوحة المصدر حرية استخدام البرمجيات وتعديلها من قبل المستخدم لأية غاية كانت، وهو أحد السياسات المتبعة في كتابة برامج الحاسوب وأنظمة التشغيل وإدارتها، إذ أن البرمجيات المفتوحة المصدر توفر النص المصدري كما كتبه المبرمج، ومع السماح بقراءة هذا النص وتوزيعه والتعديل عليه.

موقع "eSyria" التقى المهندس "أسامة أحمد" مدير المعلوماتية في وزارة الاتصالات والتقانة ليحدثنا عن رأيه بمشروع المصادر المفتوحة، والتي بادرت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية ووزارة الاتصالات والتقانة بإقامة ورش عمل عنها، وهنا يقول "أسامة": «المصادر المفتوحة لها جوانب إيجابية من ناحتين، الأولى أنها عبارة عن أنظمة مجانية تلبي الكثير من أنواع البرمجيات والأنظمة التي من الممكن أن نلبيها عن طريقها، والجهة الثانية من خلال إعداد الكوادر، فالمصادر المفتوحة بحاجة إلى كوادر مهيئة بشكل جيد، وبالتالي العمل ضمن المصادر المفتوحة يرفع سوية الكوادر الموجوة في سورية، فهي خطوة جيدة من ناحية الأنظمة وإعداد الكوادر الموجودة لدينا، أما السلبيات التي ممكن أن نتعرض لها في المصادر المفتوحة فممكن أن نظن أن المصادر المفتوحة أرخص من المصادر المغلقة، وهنا ندرك أن هذه المصادر يمكن أن تكلفنا أكثر وذلك نتيجة أنه ليس لدينا كادر كافي لتأهيل هكذا منظومات».

إن المصادر المفتوحة أصبحت إحدى الحلول الضرورية لنتوجه إليه في ظل وجود مشاكل مختلفة مع الشركات المحاربة لنا نتيجة الحصار الاقتصادي على سورية، فهي تقدم لنا الحل المناسب في بعض المواضيع الخاصة مثل الحكومة الإلكترونية التي هي بحاجة كبيرة إلى هذا المشروع، ولكن عملية تنفيذ المصادر المفتوحة بحاجة إلى قرار استراتيجي من المستويات العليا، وذلك باعتماد المصادر المفتوحة على الأقل في المؤسسات الحكومية والقطاع الحكومي بشكل عام

"وائل عبيد" مدير تنمية تقانة المعلومات في وزارة الاتصالات والتقانة يقول: «الخطة الخمسية العاشرة اهتمت كثيراً بموضوع البرمجيات بشكل عام، وأهمها تفعيل الطلب على البرمجيات ومحاربة الحصار الخارجي الذي تتعرض لها سورية، وهذين الهدفين يتحققان من خلال مجموعة من المشاريع والمبادرات، أهم هذه المبادرات اعتماد المصادر المفتوحة، فذلك يجنبنا مشاكل الحصار التقاني ويطور القاعدة المعرفية لدى المبرمجين، وبشكل عام يمنح فرصة لشركات البرمجة السورية لتؤلف فرق عمل مع الشركات الخارجية لتطوير المصادر المفتوحة بشكل عام، وهذا يتطلب خلق المهارات لدى الشركات، وأعتقد هنا أنه سيكون هناك طلب كبير على البرمجيات من القطاع العام على هذه الخدمات، وإذا لم يتم استخدام هذه المصادر بطريقة منهجية وعلمية ومدروسة فنياً ستتعرض للكثير من المخاطر، وأهمها مخاطر على أمن المعلومات وسرقة البرمجيات، إضافة إلى مخاطر على الدعم الفني، وخاصة أنه ليس هناك شركة وراء هذه البرمجيات لتقوم بدعمها وتأمين الدعم الفني اللازم لحل بعض المشاكل التي تظهر للبرمجيات، هنا يجب أن تعتمد الشركات على كوادرها، وأن نقوم بتطور كادرا للدعم الفني».

المهندس أسامة أحمد

المهندس "عمار أحمد" معيد بكلية المعلوماتية في حديثنا معه عن أهمية المصادر المفتوحة في سورية، قال: «موضوع المصادر المفتوحة أصبح له أهمية كبيرة، حيث يجب ترسيخه كعقلية في سورية وضمن شركات البرمجة تحديداً، بالإضافة إلى أننا ضمن مشروع الحكومة الإلكترونية بحاجة إلى إدخال مشروع المصادر المفتوحة لأي سبب، فهي عبارة عن مجموعة تستطيع أن تحولها إلى عملية تفاعل مع بعضها البعض، فهي متاحة كمصادر مفتوحة تستطيع تعديلها، يجب أن نركز على أهمية هذا الموضوع بترسيخه عند المختصين، ونتحول إلى تطوير مشاريع المصادر المفتوحة وتعليمه ضمن الجماعات الحكومية».

تركز مبادرة المصادر المفتوحة على أن حرية البرامج لا تتعلق بسعرها، بل بطريقة ترخيصها، ولذلك لا توضع أية شروط على أسعار البرامج، ولذلك يمكن أن نجد برامج مفتوحة المصدر ومجانية، وبرامج أخرى مفتوحة المصدر وغير مجانية، وتوضح تجربة سوق البرمجيات أن سعر البرنامج قد لا يعبر تماماً عن كلفة امتلاكه Cost Of Ownership لأن كلفة الدعم التقني على المدى الطويل قد تكون كبيرة جداً حتى لو كان البرنامج مجانياً.

من ورشة عمل المصادر المفتوحة

هنا يقول الدكتور "رامز حاج سلام" من الجامعة العربية الأوربية: «نحن هنا في سورية لانستطيع اختيار استخدام الناس للمصادر المفتوحة لعدم انتشار ثقافة المصادر المفتوحة بين المستخدمين، وهنا ستكون على شكل top down ، وبالتالي تكمن أهمية الموضوع أن يقوم متخذي القرار بدراسة شاملة، وأولها مدى المخاطرة التي سنتعرض لها، فإذا كانت الدراسة مهتمة بشكل جيد بالتحضير والأرضية من وجهة نظر تعليمية، وتوفرت شركات متخصصة في الدعم الفني والتطوير، يكون وقتها عامل المخاطرة ضعيفاً ويكون تطبيق المصادر المفتوحة القرار السليم للسير فيه».

المصادر المفتوحة أصبحت حاجة ماسة تحتاج إليها سوق البرمجة السورية، هنا يقول المهندس "عبدالله عيسى" من المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا: «إن المصادر المفتوحة أصبحت إحدى الحلول الضرورية لنتوجه إليه في ظل وجود مشاكل مختلفة مع الشركات المحاربة لنا نتيجة الحصار الاقتصادي على سورية، فهي تقدم لنا الحل المناسب في بعض المواضيع الخاصة مثل الحكومة الإلكترونية التي هي بحاجة كبيرة إلى هذا المشروع، ولكن عملية تنفيذ المصادر المفتوحة بحاجة إلى قرار استراتيجي من المستويات العليا، وذلك باعتماد المصادر المفتوحة على الأقل في المؤسسات الحكومية والقطاع الحكومي بشكل عام».

المهندس عبدالله عيسى