عقد المجلس الثقافي البريطاني اليوم الأحد 15 تشرين الثاني 2009 وفي تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً مؤتمراً صحفياً حول "الريادة الثقافية والعالم العربي" في صالة "الآرت هاوس" في المؤتمر الذي سينعقد في دمشق في 18– 19 تشرين الثاني 2009 – برعاية السيدة الدكتورة "نجاح العطّار" نائب رئيس الجمهورية العربية السورية و الذي سيستمرّ لمدة يومين.

في شهر أيار /2009 / قام المجلس الثقافي البريطاني بإطلاق برنامج جديد حمل اسم "الريادة الثقافية الدولية"، وتعتبر المرحلة الممتدة بين /2009 و2010 / عاماً تجريبياً يشمل "الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وأوروبا الغربية، وأمريكا الشمالية ،والمملكة المتحدة".

إن السيدة "اليزابيت وايت" قالت إن الأشخاص الذين تعمل معهم يشتركون بإمكانية طرح أسئلة لم يخطر للآخرين التفكير فيها ، وامكانياتهم تطويع هذه الأسئلة لتصبح رؤية ديناميكية. انا أضيف هنا "لتنتج أسئلة". أنا سعيدة أن أكون بمثل هذا المشروع لفتح آفاق كبيرة وجديدة وليس لديها تدريب أكاديمي، وآمل أن يكون اجتماعنا حاضنة لأسئلة أكبر لنجد لها أجوبة

عمل المشروع في عامه الأول مع أفراد ومؤسسات ثقافية وفنية على تطوير برامج تدريبية في مجال الريادة الثقافية التي كانت مصمّمة خصيصاً لتمكين هؤلاء الأفراد من قيادة مؤسساتهم وإقامة علاقات دولية.

السيدة اليزابيت وايت مديرة المركز

المتحدثون في المؤتمر الصحفي ألقوا كلمات تعبر عن الحدث، وكانت البداية مع السيدة "اليزابيث وايت" مديرة المجلس الثقافي البريطاني في سورية حيث قالت : «شكراً لحضوركم هنا في بيت الفن ويشرفنا أن نعلن المؤتمر الذي يعقده المجلس الثقافي البريطاني وأود أن أتحدث عما نعنيه بالريادة الثقافية ولماذا نعتقد بأن هذا المؤتمر سيكون حدثاً هاماً.

قررت بريطانيا توجيه استثماراتها باتجاه الريادة في القطاعات الابداعية والثقافية، وهناك أمثلة ناجحة عن تدريب الريادة في عالم الأعمال حيث أدى ذلك إلى لفت النظر إلى تطبيق المبادئ نفسها وتطوير التدريب على مهارات الريادة في القطاعات الثقافية، وقد لعب العامل الاقتصادي دوراً في ذلك حيث يشكل عائد الابداع في المملكة المتحدة مايزيد على 9% من الناتج المحلي الاجمالي، والآن مايزال البرنامج مستمراً في نجاحه الكبير في مساعدة الأشخاص ذوي الامكانات والمواهب على أن يصبحوا رواداً كباراً في الفنون.

السيدة ليلى حوراني

هذا البرنامج"الريادة الثقافية الدولية" مايزال في سنته التجريبية الأولى حيث تمكنا من اختيار مجموعة من الأشخاص البارزين من أوروبة والعالم العربي من خلال برنامج تدريبي لقيادة منظماتهم وإنشاء شبكة ثقافية دولية.

بالنسبة للمجلس البريطاني فإن هدفنا مزدوج أولاً عبر الشراكة، وثانياً بدورنا كمنظمة لبناء الجسور في العلاقات الثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، المحلية والعالمية من خلال ابتكار رؤية ملهمة».

الدكتور حسان عباس

السيدة "ليلى حوراني" المديرة الاقليمية لمشاريع التبادل الابداعي الاقليمية في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا في المجلس الثقافي البريطاني قالت: «أملنا من المؤتمر أن يكون منبراً للحوار وفرصة لتبادل القضايا الأساسية التي تواجه الرواد.

لقد بدأنا بورشة عمل في مدينة "القاهرة" ثم في مدينة "عُمان" وتم جمع نخبة من الناشطين الثقافيين لطرح فكرة الريادة ومدى واقعية تنفيذ مثل هذا المشروع.

إن أهم ماسيميز المؤتمر هو مناقشة المواضيع التي تعيق تطور الريادة الثقافية بشكل موسع، وسيجمع أكثر من مائة مشارك لتشبيك النخبة في هذا المجال.

سيتألف المؤتمر من أربع جلسات حوار أساسية، تضمّ متحدّثين من "المملكة المتّحدة، وأوروبا، والولايات المتّحدة، والعالم العربي" وتدور المواضيع حول:

اليوم الأول سيتم فيه مناقشة العناوين التالية:

1- إمكانية الوصول إلى الثقافة: حيث تنظر هذه الجلسة في دور الفنون في المجتمع. وتشمل قائمة المتحدّثين في هذه الجلسة: حسّان عبّاس من سورية، ومحمّد أمين مؤمن من المغرب، وجريس سماوي من الأردن، ورمزي أبو رضوان من فلسطين، وبرندان كيناي من المملكة المتحدة.

2-الحداثة العربية في مرحلة ما بعد العولمة: التفكير الحاضر والمقاربات الفنية، تنظر هذه الجلسة في انعكاسات الخصوصية الثقافية العربية على قطاع الفنون الحالي في المنطقة، والمتأثر في شكله إلى حدّ كبير بالنماذج الأوروبية – الأمريكية والخاضع لنفوذها على كافة المستويات. وتشمل قائمة المتحدّثين في هذه الجلسة: معتز نصر من مصر، ورشيد أريين من المملكة المتحدة، ورشا السلطي من لبنان.

أما في اليوم الثاني فستكون المحاضرات التالية:

1-الفنون والواقع الاقتصادي والاجتماعي في الوقت الراهن: تنظر هذه الجلسة في البيئة التي يعمل ضمنها المشتغلون بالثقافة؛ وتبحث على سبيل المثال في هيمنة الأجندات السياسية والمؤسساتية، والتوترات الاجتماعية السياسية المعقّدة وأثر هذه الظروف على الفنانين والمشتغلين في مجال الفن. وتشمل قائمة المتحدّثين في هذه الجلسة: نايف المطوّع من الكويت، وآندرو كلاريه من مصر، وعروة نيروبية وأسامة غنم من سورية، وبيتر جينكينسون من المملكة المتحدة.

2-الريادة الثقافية والاستدامة: تنظر هذه الجلسة في النماذج الحالية للريادة في قطاع الثقافة في المنطقة من المنظور الفردي والمؤسساتي. وتشمل قائمة المتحدّثين في هذه الجلسة: ليلى بركات من لبنان، راسيل ويليس تيلور من الولايات المتحدة، وفيليب غودوين من المملكة المتحدة، وفاتن فرحات من فلسطين ومختار كوكش من مصر.

بعد ذلك قدم الدكتور "حسان عباس" الأستاذ والباحث في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى والذي حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون الجديدة في "فرنسا" للمؤتمر بقوله: «الموضوع جديد جداً في العالم العربي وهو موضوع مهم جداً.

إنه يتناسب مع الحيوية الملحوظة في الميدان الثقافي ليس فقط في بلادنا التي دخلت إليها العولمة متأخرة وإنما في كل الدول الأخرى التي سبقتنا باهتمامها بالمجتمع المدني.

المجتمع المدني هو الحاضن الوحيد الفعال للثقافة. والخبرة التاريخية تقول لنا إن المؤسسات أصبحت عاجزة عن متابعة الابداع، والريادة تعتمد على هوامش الحرية .

الريادة الثقافية موضوع جذاب ومهم وهو أمر هام كي يكون في بلدنا "سورية" وسيكون التفافة إلى هذا الزخم الشاب الذي يدعو الى الكثير من الاحترام والكثير من الانتباه».

أما السيدة "حنان حاج علي" ممثلة وأستاذة معلمة ومدربة للمتدربين في الفنون والادارة الثقافية وناشطة في المجال الثقافي فقد اختتمت المؤتمر بأن قالت : «إن السيدة "اليزابيت وايت" قالت إن الأشخاص الذين تعمل معهم يشتركون بإمكانية طرح أسئلة لم يخطر للآخرين التفكير فيها ، وامكانياتهم تطويع هذه الأسئلة لتصبح رؤية ديناميكية. انا أضيف هنا "لتنتج أسئلة".

أنا سعيدة أن أكون بمثل هذا المشروع لفتح آفاق كبيرة وجديدة وليس لديها تدريب أكاديمي، وآمل أن يكون اجتماعنا حاضنة لأسئلة أكبر لنجد لها أجوبة».

فريق (eSyria) وعلى هامش المؤتمر سأل السيدة "ليلى حوراني" عن رؤيتهم التفاؤلية بمتابعة العمل على مثل هذا المؤتمر وعن امكانية توسعه ليشمل كل "سورية" خصوصاً أنه بهذه الأهمية لوقتنا الحاضر فأجابت: الاعلام هو الأول والأساس لنشر الوعي حول هذا الموضوع، ونحن متفائلون بهذا المؤتمر خصوصاً من خلال الحضور الاعلامي الملفت اليوم والذي يدل بشكل واضح على الاهتمام ، وأيضاً من خلال الشركاء الذين يدعمون خطوتنا.

في نهاية المؤتمر تم طرح الكثير من الأسئلة من قبل الصحافيين على المتحدثين من المجلس الثقافي البريطاني، مع دعوة من المجلس لكل الحاضرين بتناول وجبة خفيفة تكون فاتحة خير على الجميع في هذا المؤتمر.