تنمية القدرات والكفاءات السورية كان نقطة ارتكاز رئيسية اعتمدت عليها شبكة "نوستيا" في الملتقى العلمي الذي أقامته في قاعة "الأمويين" بفندق "الشام"، ضم الملتقى عدداً من المغتربين السوريين والمواطنيين المختصين بمجال تطوير المهارات والكفاءات داخل الوطن.

موقع "eSyria" بتاريخ 18/7/2009 كان له وقفات سريعة مع ذوي الخبرة والذين لهم باع طويل في هذا المجال، وعن رأيهم بنشاطات "نوستيا" وآليات العمل الضرورية لعملها في سورية والبداية كانت مع الدكتور "وائل معلا" رئيس "جامعة دمشق" خلال حديثه لموقعنا: «"نوستيا" شبكة لديها قدرات على الاتصال مع عدد كبير من السوريين المغتربين في الخارج ومن مختلف الاختصاصات، الذين هم ثروة كبيرة بالنسبة لسورية وتستطيع أن تحقق التواصل بينهم وبين الوطن الأم، وهذا ماحدث معنا بجامعة دمشق من خلال شهادة الماجستير بهندسة الاتصالات، فـ"باسل سليمان" رئيس مجلس أمناء "نوستيا" جعل مدرسة الاتصالات الذي ينتمي إليها بـ"فرنسا" مهتمة بإنشاء ماجستير مشترك مع هندسة الاتصالات المتقدمة في سورية، وهذا الماجستير سيتخرج الدفعة الأولى منه هذا العام وسيحصل الخريج منه على شهادتين شهادة من جامعة دمشق وأخرى من مدرسة العليا بـ"فرنسا" وهم درسوا في سورية».

"نوستيا" هي أحد أهم القنوات للتواصل مع أفكار المفكرين المغتربين السوريين المتواجدين في المغترب، وهي تسهل فتح قنوات التواصل مع مفكرين غير سوريين موجودين خارج سورية للتعرف على أهم الأحداث التي تجري في الخارج في مجالات متعددة والاستفادة منها، والأمر الأهم هو إيجاد كيان مؤسساتي لكي نستطيع في المؤسسات الوطنية التعامل مع "نوستيا" وخبراتها في الخارج

يكمل "معلا": «ولدينا ماجستير آخر في التخطيط العمراني والتنمية المستدامة، حيث إن المغترب السوري "يوسف دياب" أستاذ في إحدى الجامعات الفرنسية سهّل عملية إحداث هذا الماجستير في سورية، وبدأنا في هذا العام بالخطوة الأولى وفي العام القادم سيتخرج منه أول دفعة في سورية، وكل ذلك هو نتيجة حماس هذا المغترب وحبه ورغبته في أن يحقق شيئاً مفيداً لوطنه الأم، دور "نوستيا" بشكل أساسي هو بناء هذا الجسر بين المغتربين في الخارج بالأماكن المتواجدين فيها، وبين وطنهم الأم في سورية في مختلف المجالات».

راكان رزوق محاضراً

آراء كثيرة دارت حول أهمية النشاطات التي تقوم بها "نوستيا"، وهنا يضيف الدكتور "راكان رزوق" رئيس مجلس إدارة "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" ـ نائب رئيس جامعة دمشق: «اليوم هو يوم علمي يسبق اجتماع الهيئة العامة لـ"نوستيا"، هذه الشبكة التي تقوم بعدة أنواع من النشاطات أهمها المؤتمرات والندوات وورش العمل، حيث تم تنظيم ثلاثة مؤتمرات هامة، منها "إيكتا" كان آخرها في عام 2008 والذي يتم بالتعاون مع العديد من الجهات السورية المختصة مثل "الجمعية المعلوماتية" ومراكز البحث بالإضافة إلى مراكز عالمية، والمحور الثاني دورات متقدمة في مجالات محددة من خلال مركز "التمييز" الموجود التي أقامته "نوستيا" بالتعاون مع جامعة دمشق، والعديد من ورش العمل أيضاً التي تتم لدى جهات صاحبة المصلحة كالوزارات التي تتم فيها استخدام خبراء غالباً يكونون من السوريين المغتربين ليقدموا خبرة في مجال محدد وجديد، نحن كمشاركين في "نوستيا" دورنا أساسي في بناء جسور التعاون مع زملائنا المغتربين، والعلاقة تتم على بشكل واضح بمجالات الخبرة المحددة، نؤيد كل النشاطات التي تقيمها "نوستيا" في بناء هذه العلاقة الحميمية والعلمية مع المغتربين السوريين في الخارج ونقدم لهم كل الدعم اللازم داخل سورية».

ومن وزارة الصحة إحدى المؤسسات الوطنية الهامة تقول المهندسة "فدوى مراد" مديرة المعلوماتية بوزارة الصحة: «"نوستيا" تقوم بجلب الخبرات من خلال تواصلهم الموزع عبر العالم وفي المغترب، ومن خلال المؤتمرات التي تنظمها "نوستيا" يعرفوننا على الخبرات في المغترب التي تفتح لنا كل الأفق وللشباب خاصة للتعرف عليها، وخاصة للمؤسسات العامة، هناك نسبة كبيرة من الشباب السوري الموزعين في المغترب، "نوستيا" من خلال علاقاتها مع هؤلاء تخلق حالة من التواصل الدائم بين المغترب والمواطن في سورية، نتمنى من "نوستيا" توسيع هذه الحلقة لخلق المنفعة العامة لوطننا سورية».

عبد السلام هيكل

أما عن الآليات التي يجب توفرها لإتاحة الفرصة أمام المؤسسات الوطنية في الاستفادة من خبرات المطورين والمفركين في شبكة "نوستيا" يقول الدكتور "عمرو الأرمنازي" المدير العام لمركز البحوث والدراسات أحد المشاركين: «"نوستيا" ولدت منذ سنوات عديدة، وغايتها خلق روابط وثيقة مع الزمن بين المغتربين السوريين ذوي الاختصاص في العلوم والتقانة والابتكار بشكل عام، خلق روابط بينهم وبين مؤسسات وأفراد سوريين يعملون في القطاعين العام والخاص بقصد رفد الإمكانات الوطنية والكفاءات الوطنية بإمكانات المغتربين الذين لديهم خبرات كبيرة نسبة للبيئة التي يعيشون فيها، مكنت "نوستيا" بهذه الفترة من تحقيق إنجازات لا بأس فيها في موضوع تنمية القدرات والكفاءات الوطنية من خلال ورش العمل والمؤتمرات التي أخذت أشكال مختلفة في السنوات الماضية، وهذا حتماً أدى إلى تنمية كفاءات وقدرات العديد ممن حضروا هذه الندوات التخصصية والمعمقة في مجالات عديدة».

يكمل "الأرمنازي": «أما ربط التعامل بين "نوستيا" والمؤسسات السورية في إطار مؤسساتي يبقى التحدي القائم حالياً حتى نتجاوز النمط القائم الذي أدى لنتائج، لكن حتماً الاستفادة من قدرات الخبرات الخارجية من خلال المغتربين يمكن أن يتحقق بشكل أوسع من خلال آليات محددة لا بد من تطويرها لإقامة علاقات كنوع من الاستدامة مع المؤسسات الوطنية في القطاع العام والخاص التي تخدم حاجاتها ونشاطاتها في المستقبل، ومثلما ذُكر هذا الأمر لايتم إلا بذراعين، فلا بد للخبرات الموجودة أن تتكامل مع المغتربين لتنشيط آداء المؤسسات الوطنية، وهنا يبقى الحاجة إلى إيجاد صيغة مؤسساتية ثابتة أكثر، لشبكة "نوستيا" بحد ذاتها، بالإضافة إلى إيجاد آليات ربط وتوثيق علاقة».

مؤسسات وأفراد لهم باع كبير في هذا المجال شاركوا في الملتقى العلمي هذا، ومن بين هؤلاء كان الأستاذ "عبد السلام هيكل" رئيس مجلس الإدارة في جمعية رواد الأعمال الشباب "سيا" الذي قال: «لا شك نحن في سورية بحاجة وبشكل دائم في ظل الحركة الاقتصادية الجديدة والإصلاح إلى خبرات غلى ندوات وخبرات كهذه، وهذه الخبرات يمكن أن نستخدمها إما محلياً أو من الدول المحيطة أو الأبعد، لكن الأمر الأهم أن نستخدم الخبرات التي نثق بها وبإيمانها بما يجب أن تقوم بها سورية وما يجب أن تحققه في المستقبل، وهنا لا نعتقد أنه هناك من يمكن أن يزيد ولاءاً وإيماناً وانتماءاً لهذا للوطن أكثر من أبناء المغتربين، اليوم سورية تتمتع بعدد كبير من المغتربين عالمياً، لكن الأهم من ذلك أنه بين هؤلاء المغتربين عدد كبير من المبتكرين والمخترعين والمطورين والمفكرين الذين يفيدون دول العالم بعلمهم وخبرتهم وما حصلوا عليه من تجارب، هؤلاء متواجدون في جامعات كبرى في العالم ويتم استقدامهم من دول عربية مجاورة في الكثير من الأحيان، وهنا نحن نأمل عن طريق "نوستيا" أن نساعد في تقريب هذه الخبرات من الوطن».

يكمل "هيكل": «الاغتراب ليس بالأمر السهل، وهنا يجب من خلال تعرف المغتربين السوريين على حضارات الآخرين وما وصلوا إليه في كل المجالات، أن نقوم بنقل التقنيات والتكنولوجيا والعلم والمعرفة إلى وطننا عن طريقهم، وهذا الأمر الذي تركز عليه سورية، هناك وسائل وآليات عديدة لتحقيقها سواءاً عن طريق مؤتمرات مشتركة أو ربط الحاجات بالإمكانيات الموجودة لدى المغتربين أو عن طريق ربط التعاون العلمي بين الجامعات والجامعات التي يعمل بها المغتربون خارج سورية».

ولوزارة الاتصالات نقطة مهمة في حياة "نوستيا"، وهنا يقول الدكتور "إباء عويشق" مستشار وزير الاتصالات: «أهمية نشاطات "نوستيا" تأتي من فكرة أنها تأتي بنشاطات متنوعة يحسب لها، فهي تقدم لسورية الكثير على صعيد الأفكار الجديدة والخلاقة والتواصل مع ما يحدث في الخارج، نحن نعاني من مسألة بلورة الأفكار وكيف نستطيع تحويل الأفكار الموجودة إلى مشاريع ولحقائق، و" نوستيا" بدورها تقدم لنا معونة لا بأس بها في هذا المجال وتبذل جهداً كبيراً لطبع عدد ولو بشكل رمزي من الأدوات التنفيذية المتاحة لدينا في هذا المجال، نحن متابعين في وزارة الاتصالات لنشاطات "نوستيا" ونرعى كل نشاطاتهم ومؤتمراتهم ونقدم لهم العون اللازم لنطور آلية الاستفادة من خبرات المغتربين بـ"نوستيا" في سورية».

أما السيدة "فاديا سليمان" مديرة الدراسات والمشاريع بوزارة الاتصالات والتقانة تقول: «"نوستيا" هي أحد أهم القنوات للتواصل مع أفكار المفكرين المغتربين السوريين المتواجدين في المغترب، وهي تسهل فتح قنوات التواصل مع مفكرين غير سوريين موجودين خارج سورية للتعرف على أهم الأحداث التي تجري في الخارج في مجالات متعددة والاستفادة منها، والأمر الأهم هو إيجاد كيان مؤسساتي لكي نستطيع في المؤسسات الوطنية التعامل مع "نوستيا" وخبراتها في الخارج».