الملتقى العلمي لتنمية الكفاءات والقدرات كان خير محطة للالتقاء بأصحاب الأفكار التنموية الجادة، ومن بين هؤلاء الدكتور "عمرو الأرمنازي" عضو مجلس أمناء شبكة "نوستيا"، الذي تحدث عن أهمية تنمية الكفاءات والقدرات الفردية التي هي من أهم عناصر النهوض التنموي الوطني.

موقع "eSyria" بتاريخ 18/7/2009 حضر الملتقى العلمي لتنمية الكفاءات والقدرات الذي أقامته شبكة "نوستيا"، وهناك كان لنا وقفة سريعة مع الدكتور "عمرو الأرمنازي" الذي تحدث إلينا قائلاً: «تعتبر عملية تنمية الكفاءات والقدرات من أهم عناصر النهوض التنموي الوطني، فأي تطور نقصده في نشاطاتنا الفردية أو الجماعية ضمن أية بيئة عمل نعمل فيها مرهون إلى حد كبير بكفاءة القائمين على هذا العمل والمساهمين فيه، قد تكون بيئة العمل هذه صغيرة أو كبيرة، وقائمة في أي من المرافق الوطنية، وذات طبيعة تعليمية أو تطويرية أو إنتاجية أو خدمية».

تعتبر عملية تنمية الكفاءات والقدرات من أهم عناصر النهوض التنموي الوطني، فأي تطور نقصده في نشاطاتنا الفردية أو الجماعية ضمن أية بيئة عمل نعمل فيها مرهون إلى حد كبير بكفاءة القائمين على هذا العمل والمساهمين فيه، قد تكون بيئة العمل هذه صغيرة أو كبيرة، وقائمة في أي من المرافق الوطنية، وذات طبيعة تعليمية أو تطويرية أو إنتاجية أو خدمية

يكمل "الأرمنازي": «إن فهم المسألة قد يبدو أمراً بديهياً ، لكن معالجتها حتماً ليست بديهية وهنا تكمن الصعوبة الحقيقية، فعملية تنمية القدرات ضمن المنظور الوطني الشامل تبدأ بالتربية العائلية مروراً بالتعليم الابتدائي فالإعدادي فالثانوي والجامعي، والتي عادة تتضمن مزيجاً من الجهود الشخصية والدور الإعدادي المحفز والدافع، والمناهج المعتمدة لتنمية القدرات في إطار بيئة العمل التي تحيط بالفرد ومجموع العاملين، فمن الواضح أن المسألة شائكة ومعقدة ومتعددة الأبعاد وتخضع لمؤثرات ومحددات عديدة، وهي تقع في مقدمة التحديات التي تواجه التنمية الوطنية وعملية التطوير والتحديث والإصلاح التي تنشدها وتسعى إلى تحقيقها الحكومة والدولة والمجتمع بشكل عام».

الأرمنازي يكرم من نوستيا

لربما كان عمل الأفراد في هذا المجال دور فعال في العملية التنموية وبناء القدرات والكفاءات وعن ذلك يقول: «إننا على دراية كاملة بالوضع القائم في مؤسساتنا العاملة في القطاعين العام والخاص، وأقدر أننا نتفق بشكل عام على أن حدود الأداء في معظم هذه المؤسسات وحدود القدرة على تنمية هذا الأداء، مرتبطان إلى حد كبير بحدود كفاءة وقدرات العاملين فيها في إنجاز الأعمال المناطة بهم، أو التي يتوجب أن يتحملوا مسؤوليتها على مختلف مستويات العمل والمسؤولية في المؤسسة المعنية، ومن الواضح أن تأمين الكفاءات المطلوبة للنهوض بهذه المؤسسات سواء من خلال تنمية قدرات العاملين فيها أو استقطاب عاملين بكفاءات مناسبة من خارج المؤسسة أمر له شجون، مما يؤدي بشكل عام إلى ركود مستمر في كفاءة وأداء المؤسسات المعنية سواء في القطاع العام أو الخاص».

وعن معالجة هذه المعاناة يكمل "الأرمنازي": «إن معالجة المعاناة الكبرى التي تواجهها العديد من هذه المؤسسات بالنسبة لمحدودية الكفاءات والقدرات المتوفرة لديها تتطلب جهوداً مؤسساتية ووطنية مركزة، وعلى أصعدة عديدة لايتسع المجال لتناولها في هذه الكلمة المختصرة، وسنكتفي بتسليط الأضواء على بعض الجوانب الهامة التي تحيط بهذا الموضوع الحيوي وبدور "نوستيا" الذي مارسته سابقاً وحاضراً وتسعى إلى تطويره مستقبلاً كمساهمة متواضعة تقدمها الشبكة والمنتمون إليها في التصدي لهذا التحدي التنموي الكبير».

برفقة وزير الصحة

ومن هذه النقاط التي تعالج هذه الحالة وتقترح الحلول المناسبة: «هناك حاجة مؤسساتية ووطنية لطيف واسع من الكفاءات والقدرات منها العلمية والفنية والمهنية والإدارية والتنظيمية والتخطيطية، وفي كافة المجالات المرتبطة بالمرافق الوطنية المختلفة الإنتاجية والخدمية وسواها، ونشير في هذا الصدد إلى أن بعض هذه المؤسسات قد تكون مدركة لحاجاتها من الكفاءات والقدرات وتسعى إلى تنمية أو تأمين بعضها وفق إمكاناتها، لكننا على يقين أن العديد من المؤسسات والفعاليات العاملة في القطاع العام أو الخاص غير مدركة أصلاً لحاجات كامنة تفتقد إليها لرفع كفاءة أعمالها ونشاطاتها مما يجعل من الصعب سير أو حصر الحاجات الحقيقية للعديد من هذه المؤسسات، ومن ثم البدء بمعالجة القصور في كفاءاتها وقدراتها».

يضيف: «وهناك جانب آخر للإشكالية، الذي يمثل بحد ذاته تحدياً كبيراً رديفاً تتوجب مواجهته، فهناك العديد من مؤسساتنا الغير قادرة على الحفاظ على كفاءاتها، الأمر الذي يمثل وجهاً آخر للقصور المؤسساتي من حيث تنمية الكفاءات والقدرات، يمثل ذلك قصوراً في إدارة المؤسسة، وإدارة العاملين فيها على وجه الخصوص مما يؤدي إلى تسربهم خارج المؤسسة سعياً للعمل في مؤسسات أخرى داخل أو خارج الوطن توفر لهم ظروف عمل أفضل».

ينوه "الأرمنازي" من خلال حديثه إلى أن مؤسساتنا بحاجة ماسة إلى تطوير كفاءاتها وإمكاناتها في حسن إدارة مواردها البشرية، أفراداً وجموعاً، ويجب توفير ظروف العمل والبيئة الموالية والمحفزات التي تساهم في الحفاظ على مواردها البشرية وفي بناء مؤسسات مستدامة.

وهنا يقول: «إننا ندرك بالطبع أن هناك عوامل عديدة أخرى تؤدي إلى استدامة المؤسسات ونموها ومنها توفر مقومات من موارد مالية وبنى تحتية وبيئة تمكينية مواتية مؤسساتية ووطنية محيطة، إلا أن تنمية الكفاءات والقدرات على المستوى المؤسساتي والوطني بشكل عام تمثل العملية الارتكازية الأساس في التحرك النهضوي التنموي الوطني، وتوفر الرافد الأساسي لمجمل التحركات النوعية المتوجبة على الأصعدة المختلفة».

ولشبكة "نوستيا" دور كبير في مجال تنمية الكفاءات والقدرات، وهنا ينهي الدكتور "عمرو الأرمنازي" حديثه: «لقد انطلقت فكرة شبكة "نوستيا" منذ عقد تقريباً وهي تمارس نشاطاتها منذ أواخر عام 2001، غاية الشبكة الأساسية ربط العلماء والتقانيين والمبتكرين السوريين في المغترب بوطنهم الأم، وإيجاد الأطر والآليات المناسبة للاستفادة من معارفهم وخبراتهم الفردية والجماعية، ومن علاقاتهم مع المؤسسات التي يعملون فيها أو يتعاملون معها في المغترب، إن "نوستيا" قد تحركت عبر جبهة عريضة من المجالات والاهتمامات في برنامج بناء القدرات، لايمكننا الادعاء بأن ذلك قد تم في إطار خطة محكمة أو مبرمجة في مجالات محددة تم اعتمادها مسبقاً، علماً أننا نأمل أن يتم ذلك في المستقبل».