أصبحت وسائل الإعلام جميعاً تتجه نحو التعامل مع وسائط الفضاء الإلكتروني، حتى إن الحياة نفسها تغيرت ولم يعد من الضروري النزول إلى الشارع لأداء عمل أو الحصول على خدمة، بل أصبحنا قادرين على تصدير خدماتنا إلى كافة أنحاء العالم ونحن في مواقعنا من خلال عالم الإنترنت.

بتاريخ 13/7/2009 قمنا بجولة في كلية الآداب والتقينا ببعض الطلبة حول رأيهم بخدمة الإنترنت في "سورية" وماذا يريدون أن تطور الجهات المعنية فيها، وكانت الآراء التالية:

هناك حاجة لإيجاد استثمار عربي عالمي جديد في مجال المعلوماتية، وهنا يجب أن نكون واعين ومنتبهين بأن الخدمات التفاعلية للانترنت باللغة العربية بمثابة التحدي الحقيقي الذي سيواجه شبابنا في المرحلة القادمة

"فراس خليل" طالب أدب إنكليزي قال: «المدونات العربية مع كثرتها وتنوعها فإن نسبتها عموماً متواضعة، ولكن القضية هنا لا تتعلق فقط بالمدونات ولكنها تتعلق في حقيقتها بالمحتوي العربي ككل، لذلك نحن بحاجة إلى شراكة جديدة بين مجتمع المعلومات في "سورية" والشركات العالمية وعلى رأسها "جوجل" وغيرها، لإحداث ثورة في عمليات التفاعل على الإنترنت، وأعتقد أن تلك النوعية من الخدمات الجديدة يجب أن تكون أحد أهم هموم المسؤولين المعنيين بذلك في المرحلة القادمة، خصوصاً أنه لدينا بنية معلوماتية لا بأس بها».

من المشرق إلى المغرب

باعتقاد "فراس" أن شراكة الشركات العالمية سينشأ تطوراً معلوماتياً مهماً في سورية، أما الطالبة "ستير حكيم" طالبة إعلام فتقول: «هناك حاجة لإيجاد استثمار عربي عالمي جديد في مجال المعلوماتية، وهنا يجب أن نكون واعين ومنتبهين بأن الخدمات التفاعلية للانترنت باللغة العربية بمثابة التحدي الحقيقي الذي سيواجه شبابنا في المرحلة القادمة».

مطالب كثيرة من جيل الشباب اتجاه المسؤولين عن الانترنت في سورية، وهنا يقول "مجدي الحاج" طالب ماجستير: «على مزودات خدمة الانترنت عدم التطاحن فيما بينها عبر تقديم عروض ترويجية تعتمد على تخفيض الأسعار على حساب الجودة لجذب مشتركين جدد، وهنا أتمنى أن تركز هذه المزودات على توسيع وتنمية استثماراتها في مجال التطبيقات والقيمة المضافة فهذه سمة المستقبل والتي تعظم استفادة المواطن من الخدمات الجديدة».

جيل شبابي.. مهتم بتوسيع خدمات الانترنت، وتفعيل خدمات تخدم جيل الانترنت المنتشر بكثافة، وعن أمور أخرى تقول "ريتا اسماعيل" إعلامية: «هناك عواقب كثيرة تعترضنا خلال استخدامنا لخدمة الانترنت، فحجب المواقع الالكترونية الثقافية والتي ليست لها شأن ثقافي هو أمر يؤثر على عملنا كإعلاميين أو مهتمين بالشأن المعلوماتي والثقافي، وأن تكون هناك خطوط سريعة تجعل من دخولنا للانترنت أكثر سهولة».

كل هذه الأمور تجعل من المحتوى الرقمي العربي أكثر تفاعلاً واتساعاً، وعن ذلك يتحدث إلينا الأستاذ "وائل الربجي" متحدثاً: «هناك حقيقة مأساوية يجب أن نعترف بها، ومفادها أن المحتوى العربي على الشبكة الدولية لا يتعدى 0.5 في الألف من المحتوى العالمي، وكذلك لا يشكّل التراث العربي والإسلامي المسجل سوى 16.5 في المئة من التراث العالمي، وهنا لا بد من الاستفادة من الميزة المتمثّلة في وحدة اللغة في العالم العربي في صناعة محتوى معلومات عربي قوي قادر على المنافسة العالمية، ومن الممكن دعم هذا المحتوى عبر تقديمه في صورة ملفات إلكترونية تشمل المحتوى الثقافي والمعرفي والعلمي والفني، وهنا يجب على الجهات المعنية أن تجعل من الانترنت في كل بيت سوري مثله مثل الكهرباء الذي لا يستغنى عنه في هذا العصر».