يشهد العالم منذ منتصف العام الماضي أزمة اقتصادية بدأت في القطاع المالي ثم امتدت إلى قطاعات الاقتصاد الحقيقة ومنها القطاع السياحي ، ضمن هذه الظروف الاقتصادية العالمية ينظر أهل البيت والمراقبون لوضع السياحة في سورية بترقب خاصة أننا الآن في أيام ذروة الموسم السياحي بعد انتهاء موسم الامتحانات للشهادتين الإعدادية والثانوية ، فهل قطاعنا السياحي بكامل جاهزيته اللازمة لاستقبال السياح ؟! بعدانعقاد ملتقى سوق الاستثمار العربي الأول في دمشق 28-30من شهر نيسان الماضي تزامنًامع عقد ملتقى سوق الاستثمار السياحي الخامس وتحت عنوان "فرص الاستثمار السياحي العربي في تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية ".

فقد اختيرت سورية وبحسب وزارة السياحة لعقد سوق الاستثمار السياحي العربي الأول نظراً لتجربتها في عقد ملتقيات أسواق الاستثمار السورية في السنوات الأربع الماضية ، ولما لهذه التجربة من عنصر جذب للمستثمرين كون المشاريع التي تعرض فيها جاهزة للاستثمار وبرامج توظيفية واضحة ومحققة للجدوى الاقتصادية.

وقد تم خلال الملتقى عرض التجربة السورية في هذا المجال وفرص الاستثمار السياحي العربي في تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية و" مسارات التسويق السياحي العربي لتحقيق التوازن بين العرض والطلب"و "تحفيز الاستثمار السياحي العربي (دور المؤسسات الحكومية ،السياسات و الإجراءات المالية والتمويلية )" والاستثمار السياحي العربي البيني وأثره في تقليل المخاطر ".

أجواء الملتقى الرابع للاستثمار السياحي.

كما تم خلال الملتقى تنظيم جولات اطلاعية للمستثمرين على واقع المشروعات السياحية المطروحة للاستثمار في سوق الاستثمار الخامس ، وموقع كل مشروع ومقوماته السياحية والاقتصادية والمزايا التي تهمهم .

وحول واقع الاستثمار السياحي في سورية صرح لـ esyria "رياض كحالة "نائب رئيس منظمة السياحة العربية <<طرحت وزارة السياحة إستراتيجية جديدة لطرح المشاريع السياحية في سوق الاستثمار الرابع وفق نظام b.o.t ظهر له نتائج ايجابية في مجال استثمار الطاقة والنقل ( الكهرباء- الطرق السريعة – شبكات المياه )حيث يقوم المستثمر بالبناء ويتقاضى ريعها من مستخدميه لاستعادة رأسماله ثم يقوم بإعادة هذه المنشأة للدولة ،أما في مجال السياحة أرى أن العلاقة بين المستثمر والأرض التي هي مشروع منشأة سياحية هي زواج كاثوليكي بمعنى لا طلاق فيه .كما يتوقف الطلب السياحي على جودة المنتج وهي فلسفة الاستثمار السياحي لذا يجب أن ننافس دول الجوار التي حولنا مثال ( السائح الخليجي لديه خيارات عدة ( تركيا- بيروت- دمشق ) لذا ينبغي على وزارة السياحة تجديد المنشأت السياحية التي بلغ عمرها ما يقارب 80 عاماً ( شيراتون- ميريديان) وأن لا يقتصر الأمر على بعض التحسينات من فترة إلى آخرى ، فالمسألة الجوهرية هي كيف يمكن أن نحافظ على مستوى منشأتنا السياحية ونشجيع إقامة أخرى.

رياض كحالة -نائب رئيس المنظمة العربية للسياحة .

إضافة إلى أهمية وجود بنى تحتية تساعد على تطور هذه المشاريع السياحية، وكذلك ضرورة خلق سياسة استراتيجية لتأمين خدمات متكاملة لتطور السياحة مما سينعكس على الاقتصاد وهي أشبه بلعبة البينغ بونغ.

قد يستغرب البعض أني رفعت مذكرة إلى وزير السياحة ورئاسة الوزراء في الدورة السابقة لاتحاد غرف السياحة عندما كنت عضوا في المجلس بعدم قناعتي وقناعة مجلس الاتحاد بنظام الاستثمار b.o.t الذي أراه أشبه بزواج المتعة بين المستثمر والموقع السياحي ورغم عدم قناعتنا شاركنا من خلال مجموعتنا الاستثمارية السياحية تقدمنا للملتقى الأول بتسعة وللثاني بستة وللثالث بأربعة ولم نتقدم بأي مشروع لسوق الاستثمارالرابع ورسى علينا أحد المشاريع وذلك لقناعتي بعدم جدوى تفويت الفرص بالاستثمار بمواقع مميزة ولو شروط اللعبة غير ملائمة، رغم أننا نبهنا أن هذا النظام لن يؤدي إلى النهضة السياحية المرجوة .

وزارة السياحة .

وعلى الرغم من ذلك كان هناك زخم من المستثمرين العرب المميزين الذين حضروا سوق الاستثمار الأول وتراجع هذا الزخم تدريجياً إلى الملتقى الرابع بسبب التأكد من أن نظام B.O.T لا يؤدي العائد المرجو منه للمستثمر وشروط العقد قاسية ومكبلة وتحمي حقوق وزارة السياحة أكثر من حقوق المستثمر >>.

وبقراءة سريعة للبيئة التشريعية السياحية في سورية خلال السنوات السابقة - حسب تصريحات وزارة السياحة - نجد أن هذه البيئة تتطور قدماً، حيث أصدر المجلس الأعلى للسياحة عدداً من القرارات لتطوير البيئة التشريعية بما يطور بيئة الاستثمار ويلبي حاجات المستثمرين في هذا القطاع الاقتصادي الهام.

بالعودة إلى الملتقى الاستثمار السياحي الدولي الرابع ونتائجه نجد أنه قد عرضت نحو 123موقع سياحي موزعة على شريحتين، مشاريع الشريحة الأولى موزعة في محافظة دمشق وريفها وعددها 11و المنطقة الوسطى 7والمنطقة الشمالية 10المنطقة الساحلية 12والمنطقة الجنوبية 6والمنطقة الشرقية 14أما مشاريع الشريحة الثانية فهي مطروحة للترويج ولكنها قابلة للاستثمار.

أما عدد الأسرة فقد تجاوزت في المشاريع السياحية المطروحة في الملتقى الرابع 20ألف سرير من الشريحة الأولى بتكلفة إجمالية قدرها 1.5مليار دولار وهناك 11منطقة سياحية كبرى متكاملة في الشريحة الأولى طرحت أيضاً .

*ويذكر أن العام 2008قد شهد في مجال الاستثمار السياحي تطوراً حسب بيانات الوزارة والتي بلغت ما يقارب 417.052 مليار ليرة سورية مقابل 355.374 مليار ليرة في عام 2007أي بمعدل نحو 17.4%حيث بلغت قيمة الاستثمارات للمنشآت السياحية في الخدمة نحو 198مليار ليرة نهاية العام الماضي مقابل 192مليار ليرة نهاية 2007أي بمعدل زيادة 3%؟.

كذلك بلغت قيمة الاستثمارات قيد الإنشاء نهاية العام الماضي نحو 218مليار ليرة مقابل 162مليار ليرة بالعام الذي سبقه أي بمعدل زيادة 34.6%، كما ارتفع تدفق الاستثمار السياحي السنوي للمشروعات قيد الإنشاء من 39 مليار ليرة إلى 52.8مليار عام 008أي بمعدل نمو 35%.

يبدو أن وزارة السياحة تلعب دور المايسترو في دراسة وقوننة كل ما يتعلق بالسياحة وهي التي تحدد اللاعبين وأدائهم فهل ستتمكن الوزارة من تنظيم إيقاع السياحة في سورية لتصبح سنفونية الجميلة.