«إن كميات المياه في بلدنا "سورية" آخذه بالتراجع ولا بد من التفكير والبحث عن إيجاد مصدر داعم للمياه ويمكن أن يكون ذلك المصدر هو الإدارة الجيدة للمياه المنزلية، ومن خلال الترشيد المنظم نكون قد ساهمنا بتوفير الثروة الوطنية الهامة في حياتنا اليومية، كأن نطرح ثقافة جديدة في ترشيدها بحلول فنية وعلمية».

هذا ما تحدث به المهندس الميكانيك "حسام جابر بو سعيد" العامل في القطاع الزراعة لموقع eSyria بتاريخ 26/4/2009 وأضاف يقول: «حيث أن استغلال المياه الرمادية والتي أصبحت تشكل حجم كبير نتيجة استهلاك المياه اليومي والمنزلين إذ ان وجود مشاريع فنية تقوم على توفير كمية لا بأس بها من المياه يمكن استخدامها في مجالات أخرى نحن بأمس الحاجة إليها في حياتنا اليومية».

حيث أن استغلال المياه الرمادية والتي أصبحت تشكل حجم كبير نتيجة استهلاك المياه اليومي والمنزلين إذ ان وجود مشاريع فنية تقوم على توفير كمية لا بأس بها من المياه يمكن استخدامها في مجالات أخرى نحن بأمس الحاجة إليها في حياتنا اليومية

موقع eSyria التقى المهندس "أسامة انديوي" مدير الموارد في مشروع تزويد /14/ قرية ومخيمين في جنوب غرب "دمشق" في "مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي" وأجرى معه الحوار التالي:

م. حسام جابر بوسعيد

* ما هي المياه الرمادية ؟

م. اسامة انديوي

** من خلال التعرف على استعمالات المياه المختلفة داخل المنزل ونوعيتها المطلوبة، وجدا أن هناك مياه يمكننا استعمالها مرة ثانية في حالات معينة حيث لا تحتاج الى جودة عالية وهذا النوع من المياه يسمى المياه الرمادية وهي المياه المستعملة في المنزل والتي يمكن إعادة استخدامها في بعض الاستعمالات المنزلية الأخرى وفي الزراعة والصادرة عن استخدام المغسلة والدش ومياه الاستحمام وشطف الأرضيات وجّلاية الصحون ومغسلة المطبخ /الحوض الثاني/ الخالي من البروتينات والزيوت, كما يمكن تعريفها بأنها المياه ذات الجودة الأقل مقارنة بمياه الشرب وأفضل جودة من المياه السوداء, ويمكن معالجتها بطرق بسيطة وهناك الدول استخدمت هذه الطريقة وتستخدمها الآن "الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا واستراليا وألمانيا" وغيرها من الدول المتقدمة كما أن بعض الدول العربية بدأت بذلك مثل "الأردن واليمن"، إن معرفة استخدام المياه الرمادية بالزراعة جعل من الممكن الاستفادة من كافة المياه الزائدة عن الحاجات المنزلية والتي تنطبق عليها تسمية المياه الرمادية وبالتالي عدم ضياع أي شيء منها .

المياه الرمادية تشبه في مكوناتها المياه الناتجة عن محطات معالجة المياه العادمة بناء على التحليل الفيزيائي والكيميائي والبيولوجي التي أجرته الأردن لكلا النوعين من المياه والمطابق للمعايير الأردنية وان المعالجة البسيطة المقترحة للمياه الرمادية هي على سبيل الاحتياط لتحسين نوعية المياه وكفاءة النظام المقترح بشكل أفضل.

*هل هناك تجارب جرت على مياه الرمادية في الزراعة ؟

** نعم جرى ري أشجار التين في الأردن من المياه الرمادية وأعطى نجاحاً باهراً، وتم تطبيق المياه الرمادية في قبرص بزراعة شجرة الأكاسيا للقضاء على مرض الملاريا وزراعة شجرة الخروب للاستفادة منها في صناعة أفلام التصوير، كما تم استعمال المياه الرمادية في جامع الملك عبد الله في مدينة عمان وذلك بالاستفادة من مياه الوضوء بعد معالجتها معالجة بسيطة في شطف التواليتات وفي سقاية الأشجار المحيطة بالجامع والأماكن العامة.

*ما هي مصادرها ومن أين تأتي المياه الرمادية ؟

** مصادرها من المنازل والشقق والمدارس والمساجد والفنادق و المسابح، والمغاسل، وأحواض الاستحمام، حوض المطبخ رقم 2، والأرضيات، والغسالة، وجّلاية الصحون، المياه العذبة التي تتسرب من خزان المياه العلوي بسبب تعطل "الفواشة" إلى شبكة المياه الرمادية عن طريق الماسورة المطرية وهي تقلل من نسبة التلوث في المياه الرمادية، المياه الباردة الضائعة الى حين وصول المياه الساخنة من الحمام الى صنبور المطبخ، المياه العذبة المتسربة من الأجهزة الصحية في المنزل وذلك لأسباب العطب وسوء التركيب والاستخدام.

  • هل هناك طرق لجمع تلك نوع من المياه؟
  • ** بلا شك هناك طرق بدائية القيام بشكل يدوي بوضع أوعية في المغاسل وحوض المطبخ الثاني لجمع المياه الحاوية على الماء والصابون فقط أثناء قيامنا بغسل الأوعية المنزلية وغسل اليدين والوضوء على المغسلة ونقترح تصنيع أواني بلاستيك يتم تصنيعها خصيصا وفق قوالب المغاسل وحوض المطبخ الثاني وأعلى منها قليلا ولها ممسكتان للحمل ومصرف ماء تحت مستوى سطح المغسلة بـ 1 سم وفي حال ملاها بالماء يمكن استخدامها في التواليتات وأعمال الشطف المختلفة بشكل يدوي، وبذلك نعمل على الأقل بتوفير المياه عند دخول كل شخص الى التواليت والبالغة 7 ليتر في كل مرة، كما يمكننا جمع المياه الناتجة من غسيل الرز والبرغل والخضروات والفواكه والتي لا يوجد فيها صابون نهائيا بأوعية بلاستيكية. وسقاية الورد والشجر الموجود في المنزل منها بشكل آمن تماما . وبذلك نعمل على توفير كميات لا بأس بها من المياه ، وانظمه حديثة خاصة كوصل شبكات المياه الرمادية في البناء الواحد بشبكة واحدة وتمريرهم على وحدة للمعالجة وخزان ثم ضخهم إلى الأعلى وإعادة توزيعهم على سيفونات المراحيض كما يمكن وضع مأخذ قبل المضخة لري حديقة البناء أو توصيلها إلى شبكة الحي الخارجية، وإنشاء شبكة خاصة مستقلة بالمنزل للمياه الرمادية لجمعها في خزان ارضي ولابد من الحديث عن حوض المطبخ الذي ذكرناه سابقا حيث أنه من الأفضل أن يتكون من حوضين حوض يتم وصله إلى شبكة الصرف الصحي وتم تسميته بالحوض الأول والحوض الثاني يتم وصله إلى شبكة المياه الرمادية ويتم تركيب عليه مصفاة سلك في مدخل الخزان لالتقاط الأوساخ وتركيب ماسورة في أعلى الخزان إلى الصرف الصحي لتفريغ الماء في حال امتلاء الخزان كما يجب أن يكون مخرج المياه الرمادية أعلى من مستوى قاعدة الخزان لترسيب الأتربة والأشياء الثقيلة ويمكن تمديد أنبوب إلى الحديقة المنزلية لريها بشبكة الري الحديث بطريق الجاذبية وخط آخر على التفرع يتم تركيب مضخة عليه لضخ المياه إلى الخزان العلوي حيث يتم منه تمديد شبكة إلى سيفونات الحمامات وتركيب صنبور ماء لأخذ مياه رمادية عند الضرورة، ويمكن إنهاء المياه الرمادية الزائدة عن المنزل أو الأبنية في شبكة الحي الخاصة التي يمكن تصميمها لهذه الغاية حيث تنتهي بخزان كبير يمكن وضعه في الحدائق العامة وتستعمل هذه المياه لإرواء أشجار الشوارع المحيطة بالمنطقة والحدائق العامة منها ويمكن تسميتها بالشبكة الفرعية .

  • ما الصفات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للمياه الرمادية ؟
  • ** تحتوي على نسبة عالية من الدهون وحرارتها أعلى من المياه العادمة بـ10 إلى15 درجة مئوية وتحتوي على عدة عناصر كيميائية منها "فوسفور وكلور ونيتروجين ومغنزيوم وصوديوم وكالسيوم المواد الصلبة والعالقة ومواد عضوية والعناصر السامة موجودة بنسبة قليلة وأملاح، وهناك أنواع من الصابون والشامبوهات تختلف في تركيبها بإضافة بعض العناصر الأخرى كالاسيد والصبغة والميثيل وأنواع من العطور وأملاح الصوديوم وكربونات الزنك سترايت والكحول وأملاح الصوديوم تشكل 12 % كما أن الشاي والقهوة يقومان على التخفيف من أثر المواد الكيميائية.

    إن قيمة ph "الرقم الهيدروجيني" له تأثير كبير في نمو النباتات فإذا كانت قيمته 7 فان الترب متعادلة, أما إذا كانت أقل من 7 فالترب حامضية, بينما إذا كان أكبر من 7 فالترب قاعدية, إن الري بالمياه الرمادية يزيد من مستوى القاعدية وذلك لاحتواء المياه على "الصوديوم والبوتاسيوم" الناتجة بشكل خاص عن المنظفات المستخدمة. وان هناك نباتات تنمو بشكل جيد في الترب القاعدية.