أصبح منهج الحوار، ضرورة إنسانية وحضارية ودينية في عالم أُسقِطت فيه الحواجز وتشابكت فيه المصالح وتزايدت احتياجات البشر، فقد بات العالم اليوم معنياً بعضه ببعض بشكل أقوى وأعمق من ذي قبل.

وتتزايد أهمية الحوار المعتمد على العقل الذي يسعى لتجنب الصدامات ويحاول توسيع آفاق التفاهم عبر التركيز على الجوانب الإيجابية المتحققة وتسليط الأضواء على أوجه التعاون المثمرة، سواء بتفعيل آليات الحوار الداخلي بين أطياف وطوائف وجماعات وعناصر ومكونات المجتمع الواحد أو بين المجتمعات العربية والإسلامية أو بين المسلمين وغيرهم من أبناء المجتمعات الأخرى.

سيكون هناك سلسلة من ورش العمل التي ستتناول هذا الموضوع لضمان ترسيخه وإعداد المشاركات إعداداً جيداً يمكنهن من توصيل الرسالة المطلوبة

ومن هنا ولأهمية ما سبق ولأن مسؤولية تحقيق السلام ونبذ العنف تقع على جميع أبناء المجتمع ذكوراً وإناثاً. فقد نظمت الجمعية السورية الكندية للسيدات والسفارة الكندية في "دمشق" بالتعاون مع الجمعية السورية للعلاقات العامة وجمعية نساء من أجل السلام في الشرق الأوسط ورشة عمل بعنوان "دور المرأة في الحوار الحضاري والديني" في الفترة ما بين 21-22/1/2009 بحضور اقتصر على النساء من مختلف الجنسيات والعقائد.

السيدة هند قبوات

السيدة "هند قبوات" من مؤسسي جمعية نساء من أجل السلام ومسؤولة العلاقات الخارجية في الجمعية السورية للعلاقات العامة عن أهمية هذه الورشة ودواعي انعقادها قالت: «نظراً لأن الرجال لم يستطيعوا أن يقوموا بالدور المطلوب في تحقيق السلام، قررنا أن نكون نحن السيدات المنارة لنبدأ رسالة المحبة والسلام ككل العظماء الذين اتبعوا اللاعنف طريقاً لتحقيق السلام.

وبخصوص ورشة العمل التي خصينا بها النساء سنعمل على صقل مهارات السيدات المشاركات كي تستطيع كل سيدة أن توصل رسالتنا رسالة السلام لكل أفراد مجتمعها بدءاً من أسرتها إلى كل المحيطين والمتأثرين بها».

السيدة هند عبيدين

وعن إجراءات المتابعة لضمان ترسيخ النتائج التي توصلت إليها الورشة وتطبيقها في الواقع تضيف السيدة "قبوات": «سيكون هناك سلسلة من ورش العمل التي ستتناول هذا الموضوع لضمان ترسيخه وإعداد المشاركات إعداداً جيداً يمكنهن من توصيل الرسالة المطلوبة».

لطالما كانت الظروف الصعبة والكوارث المصاب الذي يجمعنا لمناقشة أحوالنا وإعادة حساباتنا كما ذكرت السيدة "هند عبيدين" من أسرة تحرير مجلة المعارج التي تعنى بحوار الحضارات أن: «العالم بحاجة في مثل هذه الأوقات والظروف الصعبة التي نمر بها أن تكون المرأة فاعلة في إيجاد الفرصة لتعميق مفهوم قبول الآخر وتعميق حق الاختلاف وتحقيق التلاقح الثقافي بين الشرق والغرب نحن بأمس الحاجة إلى أن نتعرف على أنفسنا أكثر وذواتنا لنستطيع احترام الآخر ضمن إطار العدالة والمساواة».

الحضور مع المفتي الدكتور علاء الدين الزعتري

السيدة "جودي شيلاغ" من جمعية نساء من أجل السلام عن أهمية هذه الورشة قالت: «نحن بحاجة لحلفاء لنا في رسالتنا. هذه الورشة وغيرها تتيح لنا التعرف على غيرنا من النساء والاستفادة من خبراتهن، فكم نحن بحاجة للتقارب لنكتسب من مهارات الأخريات وأنا كامرأة يهودية أدعوا الجميع ليفتح قلبه وأن نضيء السلام لأني أرى العالم عالم سلام ومحبة».